يُجمع المراقبون على أن ما يجري ليس سوى توظيف سياسي قذر، يهدف إلى طرد الناشط اليساري من جهتي أبيه المحامي المعروف سيف الإسلام حمد وأمه الأكاديمية بجامعة القاهرة من بريطانيا عبر اتهامات ملفقة، أبرزها أنه "إخواني" أو "متطرف"، رغم أن مسيرته الفكرية كما اتضح يساري الطابع.
وتظهر الإمارات بشكل غبي في كل ملف، حيث أعادت وسائل إعلام بريطانية، أبرزها قناة GB News المملوكة لشركة مقرها دبي، نشر تغريدات قديمة لعلاء ووصفتها بأنها تتضمن دعوات للعنف ومعاداة للسامية.
وهي السردية التي تم تمريرها إلى لوبيات صهيونية نشطة، ومن ثم شنت هجومًا مباشرًا على رئيس الوزراء كير ستارمر وعدد من وزرائه بسبب ترحيبهم بعلاء.
لاحقًا دخلت BBC على الخط، ناقلة انتقادات من شخصيات سياسية مثل روبرت جينريك، الذي وصف موقف ستارمر بأنه "خطأ جسيم في التقدير".
موضوع علاء عبد الفتاح في بريطانيا ضخمه معنيون بطريقة غريبة، لدرجة أن نوابا بريطانيين طالبوا رئيس الوزراء البريطاني بسحب جنسية علاء وايلون ماسك والامريكان دخلوا على الخط، لطرد علاء عبد الفتاح بناء على تغريدات من 2010 اعتذر عنها علاء لدى وصوله لندن.
وتحولت قضية الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح، الذي خرج مؤخرًا من السجون المصرية، في بريطانيا إلى جدل سياسي وإعلامي واسع فبمجرد أن بدأ الترحيب الرسمي بعودته إلى بلده الثاني، سرعان ما انقلب إلى حملة تشويه منظمة، استندت إلى تغريدات قديمة تعود إلى ما بين 2008 و2010، وأخذت أبعادًا تتجاوز شخصه لتصبح أداة لإحراج الحكومة البريطانية.
واشار مراقبون إلى أن ما يحدث ليس نقاشًا أخلاقيًا حول حرية التعبير أو تقييم منشورات قديمة، بل حملة سياسية مدفوعة.
المحامي والناشط السياسي بلندن د.أسامة رشدي وصف الأمر بأنه "حملة تشويه إماراتية" تستهدف تحويل علاء من ضحية استبداد إلى أداة لإحراج الحكومة البريطانية، مؤكدًا أن الإمارات ونظام السيسي يقفون وراءها عبر أدوات إعلامية ولوبيات غربية
وعبر @OsamaRushdi أوضح أن علاء عبد الفتاح، الناشط المصري البريطاني، جرى النبش في تغريدات قديمة كتبها وتصويرها كدعوات للعنف ومعاداة للسامية، مضيفا أن هذه السردية انتقلت سريعًا إلى لوبيات صهيونية نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي شنّت هجومًا على رئيس الوزراء كير ستارمر ووزرائه بسبب ترحيبهم بعودة علاء إلى بريطانيا.
وعن دخول BBC على الخط، أشار إلى أن انتقادات من شخصيات سياسية مثل روبرت جينريك الذي وصف موقف ستارمر بأنه "خطأ جسيم"، حيث تضمنت تلك التغريدات تأييدًا لقتل "الصهاينة والشرطة". المفارقة أنه أكد في الوقت نفسه أن "لا ينبغي سجن أي شخص تعسفيًا"، لكنه اعتبر أن رئيس الوزراء منح شرعية لشخص "تنزلق لغته إلى العنصرية".
وأوضح أن وزراء آخرين في الحكومة، بينهم وزيرة الداخلية ووزير الخارجية، نشروا رسائل داعمة لعودة علاء، فيما انتقد مجلس القيادة اليهودية ما وصفه بـ"الترحيب المفرط". الحكومة البريطانية أوضحت أن تلك المنشورات لم تُعرض على رئيس الوزراء إلا مؤخرًا، ووصفتها بأنها "بغيضة".
وأكد أن المراقبين يرون أن ما يجري ليس نقاشًا أخلاقيًا حول حرية التعبير، بل حملة سياسية قذرة تقودها أنظمة عربية متحالفة مع إسرائيل، تستخدم الإعلام واللوبيات الغربية لتصفية حسابات مع معارض عربي حتى بعد نجاته من السجن.
https://x.com/OsamaRushdi/status/2005202092567245301
وشدد مراقبون على أن هذه الحملة تكشف النفوذ المتزايد لأنظمة عربية متحالفة مع إسرائيل داخل الإعلام الغربي، حيث يتم استخدام قضايا حقوقية لتصفية حسابات سياسية.
واعتبر آخرون أن استدعاء تغريدات عمرها أكثر من عقد يفتقر إلى النزاهة، ويعكس رغبة في صناعة أزمة سياسية أكثر من كونه نقاشًا حقيقيًا حول حرية التعبير.
وقال المحلل السياسي ياسر الزعاترة إن تقرير صحيفة "معاريف" أبرز غضب منظمات يهودية من استقبال علاء، واعتبر أن اتهامه بالتطرف الإسلامي رغم أنه ناشط يساري يكشف أن الأيديولوجيا ليست مهمة عند اللوبيات الصهيونية، بل المهم هو الموقف من إسرائيل.
ونقل @YZaatreh عن الصحيفة الصهيونية قولها "أثار حفل الاستقبال الاحتفالي غضبا شعبيا وانتقادات لاذعة، بعد الكشف عن سلسلة من منشورات عبد الفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي من العقد الماضي".
"ودعا أفراد من الجالية اليهودية إلى سحب الجنسية البريطانية منه، والتي مُنحت له عام 2021 أثناء وجوده في سجن بمصر. وتساءل جدعون فالتر، مدير حملة مكافحة معاداة السامية، عما إذا كانت الحكومة على علم بآرائه وتجاهلتها، ودعا إلى إعادة النظر في وضعه. وقال أليكس هاران، من مجموعة حزب العمال ضد معاداة السامية، إنه كان ينبغي اعتقال عبد الفتاح فور وصوله إلى بريطانيا، لا استقباله". (هـ).
وفسر "الزعاترة" المثير باتهام علاء بـ"التطرّف الإسلامي"، رغم أنه ناشط يساري، وهو أنه "يؤكّد أن الأيديولوجيا ليست مهمّة عند لوبيات الصهاينة، فكل من يناهض "كيانهم" وتوحّشه هو متطرّف و"معادٍ للسامية"، حتى لو تبنّى أيديولوجيا "أممية".
https://x.com/YZaatreh/status/2005207649801871552
واعتبر حزب تكنوقراط مصر عبر @egy_technocrats أن قضية الناشط المصري علاء عبد الفتاح ظلّت لسنوات طويلة محورًا للجدل بين النظام المصري والحكومات الأوروبية، خصوصًا بريطانيا. منذ اعتقاله، حاولت لندن الضغط على عبد الفتاح السيسي للإفراج عنه، مستخدمة أساليب الترغيب والتهديد، لكن السيسي رفض التراجع خشية أن يظهر بمظهر الضعيف.
وأكدت أن هذا الموقف أضر بالعلاقات الدبلوماسية، فيما واصلت أسرة علاء، وعلى رأسها والدته ليلى سويف، إبقاء القضية حيّة عبر إضرابات عن الطعام وحملات إعلامية، رغم أن النظام لجأ لتشويه صورته وصورة أسرته.
وتابع "الحزب" أنه مع مرور الوقت، خفتت المطالبات الدولية، وبدا أن علاء أصبح ورقة محروقة بالنسبة للنظام. لكن حدث غير متوقع قلب المعادلة: شاب صغير أغلق سفارة مصر في هولندا احتجاجًا على إغلاق معبر رفح أمام المساعدات لغزة. هذه الحركة انتشرت بسرعة وقلّدها آخرون في سفارات مصرية حول العالم، مسببة إحراجًا دوليًا للنظام. في إحدى المواجهات بلندن، هدد أحد عملاء النظام هذا الشاب بسلاح أبيض، فقبضت عليه الشرطة البريطانية. المفاجأة أن النظام المصري أبدى اهتمامًا مبالغًا فيه بالمتهم، ما أثار شكوك حزب العمال الحاكم في بريطانيا.