الملايين الحاشدة من الشعب المصرى التى شاركت فى مليونية 21 يونيو وجهت عدة رسائل؛ أولها: إلى المتمردين الذين يدعون أنهم جمعوا 15 مليون استمارة، حيث انفضحت أكاذيبهم التى صدعونا بها ليل نهار عبر وسائل إعلام رجال أعمال الرئيس المخلوع حسنى مبارك بتراجع شعبية الرئيس محمد مرسى، بل انتهاء وجود الإخوان والإسلاميين، لدرجة أنهم صوروا مظاهرات يوم 30 يونيو على أنها نهاية حكم الإسلاميين.
الرسالة الثانية من مليونية "لا للعنف" هو ذلك الدرس الذى وجهه ملايين المصريين الذين احتشدوا فى ميدان رابعة العدوية عن كيفية تنظيم مظاهرات سلمية لا يعتدى فيها على حجر أو بشر بعكس الجرائم التى يرتكبها المتمردون الذين نشروا بلطجية بطول مصر وعرضها، من أجل إشاعة الفوضى وإرهاب المؤيديين للرئيس كما حدث فى الغربية وكفر الشيخ . أما الرسالة الثالثة فكانت موجهة إلى شركاء الثورة الذين فقدوا شرف المواجهة فاحتموا بأعدائها من الفلول والفاسدين والبلطجية ولوثوا ثوب 25 يناير.. فالإسلاميون عندما نزلوا احتموا بالشعب المصرى فى مليونية 21 يونيو، ولم يوجد بينهم فل واحد من الفلول، الأمر الذى يحافظ على النقاء الثورى.. وكلنا تابعنا ما قاله د. محمد البرادعى عن ضرورة المصالحة مع النظام السابق، وحديث حمدين صباحى لوائل الإبراشى حول سعادته بنزول أعضاء الحزب الوطنى مع المتمردين ودعوته لاحتضانهم يوم 30 يونيو. الرسالة الرابعة هى ما أظهرته مظاهرات يومى 15 يونيو فى الصالة المغطاة ومليونية "لا للعنف" الحاشدة من قوة وجود المؤيدين فى الشارع، وفى المقابل ضعف حضور المتمردين الذين يعتمدون على جمع الأوراق لا حشد الناس حول أهداف الثورة. لا مشكلة فى أن تخرج المعارضة بمظاهرات حاشدة، فهذا يثرى التجربة الديمقراطية، ولكن المشكلة أن يعطى هؤلاء غطاء سياسيا للبلطجية والمخربين من أجل أن يعيثوا فى الأرض فسادا.. بل الأخطر من ذلك هو اعتماد المتمردين على الفاسدين فى الداخلية والإعلام والقضاء من أجل القضاء على الثورة. يا سادة، الثورة روح تسرى بداخلنا.. لن يقضى عليها بقايا الفساد فى مؤسسات الدولة.. ولن يسرقها فصيل كما تدعون.. ولن تهدأ إلا إذا حققت أهدافها كاملة "عيش – حرية – عدالة اجتماعية". إن الحشود الشعبية التى خرجت يوم 21 يونيو أرادت أن تحافظ على أحد أهم مكتسبات الثورة، وهى الحرية التى جعلتنا نحتكم لأول مرة إلى صندوق الانتخابات.. فهى الخطوة الأولى لترسيخ الحريات، فدونها لن يكون هناك تداول للسلطة.. نعم يجب أن نواصل النضال ضد الفاسدين الذين يريدون وقف عجلة الثورة والاحتكام إلى الرصاص والمولوتوف بدلا من الاحتكام إلى الشعب وصندوق الانتخابات.