كتب- رانيا قناوي:
كشف تقرير صحفي كواليس خيانة نظام الانقلاب العسكري في مصر وإذعانه للإدارة الإسرائيلية في سحب مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن ضد الاستيطان في الصفة الغربية و القدس الشرقية، ودور الإدارة الأميركية عن طريق ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب لإجهاض مشروع القرار، لولا تدخل دول مثل فنزويلا ونيوزيلندا والسنغال لتقديم مشروع بديل، تمت الموافقة عليه أمس الجمعة.
وقال تقرير قناة "الجزيرة" مساء أمس الجمعة: إن كارثة كشف عنها المسؤول الإسرائيلي عن أن مشروع القرار كان على وشك التحول لقرار دولي ضد إسرائيل، لولا تدخل حليف آخر ثبت أنه أكثر وفاء لتل أبيب من واشنطن وهو سلطات الانقلاب في مصر الذي طلب تأجيل التصويت على مشروع القرار، قبل أن يطلب سحبه نهائيًّا من رزنامة أعمال مجلس الأمن، بعد إقدام دول على التطوع لإعادة طرحه للتصويت.
وبرر الباحث في الشأن المصري توفيق حميد الموالي لنظام الانقلاب أنه لا يستطيع لوم النظام المصري حين تقدم بمشروع وقف الاستيطان وكذلك الأمر حين سحبه، لأن السياسة مثل لعبة الشطرنج، كل نقلة فيها؛ لأن المعطيات في كل مرة قد تختلف، وفق قوله.
وأضاف لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة" أن مبرر سحب المشروع هو قدوم إدارة أميركية جديدة عليها أن تتولى لمدة طويلة ملفًا خطيرًا كهذا، "وليس معقولاً أن تبت فيه إدارة على شفا نهايتها".
فيما قال الكاتب الصحفي المصري وائل قنديل إن المدهش ليس سحب نظام السيسي مشروع القرار، وإنما في تقديمه من الأصل، وهو النظام الذي لا يمكن القول إلا أنه صناعة إسرائيلية.
وفسر قنديل الأمر بأن نظام الانقلاب "لعبها بذكاء"، حين استشعر الخطر وانحدرت شعبيته لجأ إلى التلويح "بالهجر لتسخين الغرام" السياسي، مما عجل باتصالات من دونالد ترامب لاسترضائه ودعوة السيسي إلى البيت الأبيض، واتصالات أخرى من بنيامين نتنياهو.
وأضاف قندديل أن سحب المشروع بما يشبه تحسين شروط الخدمة، تمامًا كما يحدث مع موظف يلوح بالعمل عند شركة منافسة فيحصل على تسوية مرضية، مشيرًا إلى أن التقدم بالمشروع وطلب التصويت عليه ثم سحبه كله جرى في 24 ساعة.
وتساءل التقرير: "هل كان القرار الأممي المنتظر على هذا القدر من الحساسية، لدرجة أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عنوان رئيسي لها قالت "شكرًا السيسي"؟".
ورد محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في كلية قطر للدراسات الإسلامية إن المشروع بالفعل يكتسي أهمية كبيرة إن لم يدركها نظام عبد الفتاح السيسي فإن إسرائيل حتما تدركها، قائلاً: "المؤسف أن دولاً عربية كبرى بوزن مصر" تتحول إلى حجر في اللعبة بدل أن تكون فاعلاً فيها.
ولم يوافق الشنقيطي على أن الموقف المصري ينم عن ذكاء، بل رأى مشروع القرار كان سيحرج الإدارة الأميركية التي اتخذت مصر قفازا، مفيدًا أن هذا ليس جديدًا، فقد سبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن أوقف تقرير غولدستون حول حرب إسرائيل على غزة.