أحمدي البنهاوي
يزور وفد من "برلمان" العسكر، غدا الجمعة، الولايات المتحدة للقاء رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونجرس"؛ للدفع بأن مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، والتي هي أولوية لدى الولايات المتحدة، تحمل ضمنًا انتهاكات للمصريين.
وبعدما كانت زيارات "البرلمانيين" الانقلابيين للكونجرس غايتها الهجوم على الإخوان المسلمين ودولة قطر، بات ذهاب علي عبد العال بنفسه، على قمة وفد من الموالين للعسكر للدفاع، وذلك بعدما قررت الإدارة الأمريكية، في 22 أغسطس الماضي، تقليص المساعدات العسكرية والاقتصادية المقرّرة لمصر بحوالى 96 مليون دولار، وتجميد 195 مليون دولار إضافية؛ بسبب تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وتورط عبد الفتاح السيسي في مجالات التعاون العسكري مع حكومة كوريا الشمالية.
نصائح سياسيين
وتجاهل الانقلاب نصائح سياسيين، وأمضى طريق الاستجداء من الولايات المتحدة لاستعادة 337 مليون دولار، كانت حجبتها مؤخرا، وعلى صفحات "الوطن" الانقلابية، نصحت أستاذة العلوم السياسية الدكتورة نورهان الشيخ، بعدم تقبل أية مساعدات مشروطة تمس السيادة المصرية.
وقالت إن المساعدات التى تقدم من قبل الولايات المتحدة رقم هزيل، ومصر ليست فى حاجة لهذه المساعدات طالما يوضع لها شروط بهذا الحجم، فمصر أصبحت لديها الكثير من الشراكات التى تستطيع أن تعتمد عليها.
ورأت نورهان الشيخ أنه "من الواضح أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استسلم للمؤسسات الأمريكية وجاء برؤية إصلاح، والتى أضرت العلاقات مع بعض الدول المتحالفة معها، وبدأ ذلك فى العلاقات مع مصر وروسيا والسعودية، فالولايات المتحدة تخلت عن السعودية فى الأزمة الخليجية لإرضاء قطر، والمؤسسات الأمريكية استطاعت أن تروض ترامب وتخضعه لها بشكل أو بآخر".
ودعت إلى عدم التفاؤل بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ويجب "أن تركز مصر على شراكتها فى العلاقات مع روسيا والصين وغيرها من الدول الأخرى".
ورقة المصالحة
ومن بين الانتقادات التي وجهها الكونجرس لإدارة الانقلاب في مصر، اختفاء دوره فيما يتعلق بملف الصراع العربي الصهيوني، لذلك سيحمل وفد علي عبد العال ملف القضية الفلسطينية، وما حققته المخابرات المصرية من ضغوط لتنفيذ مصالحة– ما زالت ورقية- بين أطرافها بجهود مصرية، مع طلب دعم أعضاء الكونجرس لتحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة العربية.
ويضم الوفد علاوة على "عبد العال"، رئيس ائتلاف "دعم مصر" (ممثل الأغلبية)، محمد السويدي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية طارق رضوان، ورئيس لجنة الخطة والموازنة حسين عيسى، إضافة إلى "النواب" كريم درويش، ومحمد السلاب، وعمرو صدقي، وماريان عازر.
فرص ضعيفة
واستنكر أعضاء الكونجرس الذين وضعوا لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، حجب جانب من المساعدات العسكرية والاقتصادية عن مصر، وتخفيض حجم المعونة المقدمة لمصر.
ويرتهن عودة الدعم لمصر، بأن يعلن وزير الخارجية الأمريكى، ويقر بأن مصر تتخذ خطوات فعالة لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأنها تقوم بتنفيذ الإصلاحات التى تحمى حرية التعبير، ولكن الواقع أن تيلرسون زار المنطقة مؤخرا فلم يَعر السيسي اعتبارًا وزار الرياض والدوحة، وتجاهل القاهرة وأبوظبي.
وتشترط لجنة الاعتمادات المالية أيضا الإفراج عن السجناء السياسيين، ومحاسبة ضباط أمن متهمين بانتهاكات لحقوق الإنسان، والتحقيق فى عمليات القتل خارج منظومة القضاء والاختفاء القسرى، بما فى ذلك قضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، والسماح للمسئولين الأمريكيين بمراقبة أوجه إنفاق المساعدات، ووفقاً لمشروع القانون، فإن هذه القيود لا تنطبق على برامج مكافحة الإرهاب وأمن الحدود ومنع انتشار الأسلحة النووية.
كوريا والاصلاحات
ولم تكتف الولايات المتحدة هذه المرة فى مسألة حجب وتخفيض جزء من المساعدات بنهج الحكومة المصرية فى التعامل مع حقوق الإنسان، بل اعترضت على علاقة مصر بكوريا الشمالية، واعترفت بذلك صراحة من قبل الخارجية الأمريكية.
كما تشمل الزيارة لقاءات مع غرفة التجارة الأمريكية؛ بهدف بحث فرص الاستثمار عقب صدور قانون الاستثمار الجديد، ومناقشة الوضع الاقتصادي، في ضوء حزمة البرامج الاقتصادية التي أقرتها العام الماضي، رضوخا لاشتراطات صندوق النقد الدولي، وشملت خفض الدعم عن الوقود والكهرباء، وإقرار قانون ضريبة القيمة المضافة.
الزيارة الرسمية
وزار وفد "برلماني" الكونجرس في يونيو الماضي، هي الأولى رسميا منذ 2008، في محاولة غير ناجحة للتحريض ضد دولة قطر، ومطالبة عدد من أعضاء الكونجرس بتبني تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" كـ"تنظيم إرهابي".
وبحسب بيان صادر عن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، فإن الزيارة تستغرق 6 أيام، ستتضمن عقد لقاءات مع الجالية المصرية في الولايات المتحدة، بدعوى خلق قنوات تواصل ما بين "برلمان" الدم، والمصريين في الخارج، والوقوف على أهم التحديات التي تواجههم، والرؤى الخاصة بهم.