كتب يونس حمزاوي:
لم يكن الاعتداء وطرد الحرس الرئاسي لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، يوم الأحد الماضي، في أوغندا الأول من نوعه، بل إن المشهد تكرر مرات عدة، إلا أنه يعكس تشديد السيسي على حراسه بضرورة القرب منه حتى لو انتهكوا كل التقاليد والبروتوكولات.
الفضيحة المدوية تعكس حجم مخاوف ورعب السيسي من عملية اغتيال مفاجئة يترقبها كل يوم، ما يعنى أن كل هذه الضجة والمبالغة في التأمين ما هي إلا الوجه الآخر لحجم الخوف والرعب الذي يعيش فيه قائد الانقلاب، الذي انقلب على الرئيس المنتخب وداس بدباباته على إرادة الشعب التي تجلت في كل الاستحقاقات الديمقراطية النزيهة بعد ثورة يناير 2011م.
هذا وقد شوهد حرس السيسي في مواقف كثيرة داخل الكنيسة وداخل المساجد وسط رجال وأجهزة الأمن، وحتى في كلماته داخل القوات المسلحة، فإن السيسي لا يتخلى أبدا عن حرسه الشخصي، وهو ما يؤكد أن السيسي لديه شكوك قوية في الجميع ولا يأمن لأحد مطلقا.
وبعض المحللين يربطون هذه المبالغة في الحماية والتأمين بأحلام السيسي الأربعة، والسيف المكتوب عليه باللون الأحمر "لا إله إلا الله"، ورؤيته للرئيس السابق أنور السادات تحديدا، والذي كانت نهايته الاغتيال على النحو المعروف للجميع.
السبب الحقيقي وراء ما حدث في أوغندا
تفاصيل وحقيقة ما جرى في أوغندا، كشفه موقع "فرانس إنفو"، لافتا إلى أن حرس الرئاسة الأوغندية، المسئولين عن سلامة أسرة رئيس الدولة، اشتبكوا مع أربعة حراس مصريين كانوا يحاولون الدخول إلى القصر الرئاسي بأسلحتهم، وهو ما يتعارض مع التقاليد في أوغندا.
ونوه التقرير إلى أنه لا يسمح لأي شخص الدخول مسلحا إلى القصر الرئاسي بأوغندا، ولا حتى عناصر الأجهزة الأمنية الأخرى، الذين يجب عليهم ترك أسلحتهم النارية عند مدخل القصر.
المشهد تكرر في 2014 بالأمم المتحدة
هذا المشهد تكرر مع السيسي وحرسه خلال مشاركته في اجتماعات الدورة 69 للأمم المتحدة، في سبتمبر 2014، حيث حاول الحرس الشخصي للسيسي الدخول معه إلى مقر الأمم المتحدة مسحلين، إلا أن حرس المؤسسة الدولية منعهم من ذلك؛ لأنه يخالف البروتوكول والتقاليد.
ومع جون كيرى
وفي سبتمبر الماضي تعرض جون كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة اﻷمريكية، لموقف محرج، عندما همّ بمقابلة السيسي في "نيو دلهي" بالهند.. فقبل دخوله ألقى كيري السلام على أحد حراس السيسي الذي أوقفه وسأله قائلا: هل تحمل تليفونا بكاميرا؟ ليرد وزير الخارجية اﻷمريكي باستغراب "ماذا؟".
وبعدها كرر الحارس "معك تليفون بكاميرا؟ ليجيب كيري باقتضاب "لا، لا"، حيث يخشى حراس الرئيس تسجيل أو تصوير اللقاء بطريقة مجهولة.
هذه الواقعة تحولت إلى مادة دسمة للتسلي والسخرية من جانب المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا على "تويتر" وسما تحت اسم "معاك موبايل بكاميرا".
وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية اﻷمريكية عند سؤاله عن الواقعة بالقول «.. في بعض اﻷحيان حراس رؤساء الدول يفرطون في حذرهم».
ولم تكن هذه الواقعة اﻷولى بالنسبة لكيري مع حرس السيسي، ففي يوليو عام 2014، لم يتردد أحد حراس الأمن في تمرير كيري وفريقه على جهاز كشف المعادن خلال لقاء مع السيسي في القصر الرئاسي بالقاهرة.
هل لذلك علاقة بأحلامه الأربعة؟
بعض المراقبين يربطون هذا بالرؤى التي سردها السيسي في حوار له بعد الانقلاب للصحفي ياسر رزق، لصحيفة الأخبار، حيث سرد السيسي رؤياه الأولى قائلا: «شفت نفسي في المنام من سنين طويلة جدا، من 35 سنة رافعًا سيفا مكتوبا عليه "لا إله إلا الله" باللون الأحمر"،
ويقاطعه رزق: "لا إله إلا الله باللون الأحمر"، ويؤكد السيسي: "باللون الأحمر نعم"».
والرؤيا الثانية يقول: «وفي منام آخر يتقاللي (هنديك اللي مديناهوش لحد)، أي سوف نعطيك ما لم نعطه لأي إنسان آخر. رئيس الجمهورية».
أما الرؤيا الثالثة فيضيف «أنا مع السادات بكلمه (الرئيس الراحل أنور السادات)، وقالي أنا كنت عارف إني هابقى رئيس الجمهورية، وقلت له: وأنا عارف إني هابقى رئيس الجمهورية".
ولما أنهى السيسي سرد مناماته، سأله رزق: "حسيت إيه لما شفت صورك جنب صور عبد الناصر، ولما عبد الحكيم ابنه قال إنك امتداد للزعيم، وأنك الأقدر على القيادة؟، ويجيب السيسي: "فيه دعوة بقولها يا رب أكون كده"».
والرؤيا الرابعة يقول «رأيت أنه في إيدي ساعة عليها نجمة خضرا وضخمة جدا، أوميجا، والناس بتسألني (اشمعنى أنت اللي معاك الساعة دي؟!) قلت لهم الساعة دي باسمي، هي "أوميجا" وأنا "عبد الفتاح" رحت حاطط الأوميجا مع العالمية مع عبد الفتاح»!.