كتب: سيد توكل
مسرحية الإلهاء الهابطة التي كان عنوانها "مهدي العسكر"، وكان بطلها المدعو محمد عبد الله الشهير بـ"الشيخ ميزو"، أسدل عليها الستار الشيخ ياسر برهامي بتكفير الشيخ ميزو.
وسخر نشطاء من الحكم الذي أطلقه الشيخ "برهامي"، ذراع السيسي ونائب ما تسمى بـ"الدعوة السلفية وذراعها حزب النور"، وقال النشطاء "مكث المعتصمون في رابعة العدوية والنهضة رفضا للانقلاب العسكري وطلبا لعودة الرئيس محمد مرسي.. وكان برهامي وقتها شيطانا أخرس".
وأضاف النشطاء "ومع إشراق صباح 14 أغسطس، تقرر الإطاحة برءوس اعتصمت وحان قطافها، فكانت مذبحة غرست لواء دم لا يزال يرفرف على أرض مصر.. وبرهامي لا يزال شيطانا أخرس".
وعن جريمة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في هذا اليوم، تقول منظمة هيومان رايتس ووتش "جرت أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث".
وتضيف "تقدمت آليات عسكرية وأحاطت بجميع مداخل الميدانين، وأطبقت الخناق على كل من فيهما.. تجمع الشباب وحاولوا بما تيسر لهم منع قوات الأمن، لكن الرصاص انهمر من فوقهم ومن كل الاتجاهات، وهيأت قنابل الغاز لأفراد الأمن اصطيادهم واحدا تلو آخر، وأحرقت الخيام، وجرفت الجثث".
وتتابع "قتل الآلاف من المعتصمين وفقا لمنظمات حقوقية، وأحيل مئات من المعتصمين إلى القضاء، لكن لم يوجه أي اتهام إلى أحد من الجيش أو الشرطة".
أحرق الميدان بكل ما فيه ومن فيه، لكن جذوة المحرقة لن تنطفئ في قلوب من حضرها وشاهدها إلا بالقصاص لهم، كما يقولون.
إلا أن الشيخ "برهامي"، الناطق الأمنجي وحزبه "النور"، لا يكترث بمشاهد القتل لشهداء رابعة والنهضة، التي ستظل شاهدة على دموية وجرائم العسكر على مر العصور، بأن ثوارا ماتوا هنا من أجل التمسك بتجربتهم الديمقراطية.
ومن باب الإلهاء، أفتى "برهامي" بتكفير محمد عبد الله نصر، الشهير بـ"الشيخ ميزو"، والذي ادعى مؤخرًا أنه "المهدي المنتظر"، على خلفية "سخريته" من السنة.
إلهاء الانقلاب: "أنا السلفي" يكفر أنا المهدي!
وكان "ميزو" قد أعلن عن أنه "المهدي المنتظر"، وقال عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أعلن أنني أنا الإمام المهدي المنتظر محمد بن عبد الله الذي جاءت به النبوءات، وجئت لأملأ الأرض عدلا وأدعو السنة والشيعة وشعوب الأرض لمبايعتي".
وردا على سؤال عبر موقع "أنا السلفي" حول حكم من يدعي أنه "المهدي المنتظر"، قال برهامي: "فأما التكفير بادعاء المهدية؛ فقد ادعى جماعات المهدية ولم يكفـِّرهم أهل العلم في زمانهم؛ لاحتمال الجهل والتأويل، وهو الغالب".
وأضاف "ادعاء المهدية مِن مثل المدعو "محمد عبد الله نصر" وأمثاله ضلال وكذب على الله- سبحانه- وعلى شرعه؛ فليس كل مَن اسمه "محمد بن عبد الله" يمكنه ادعاء ذلك؛ خصوصًا مع انعدام الصفات الأخرى الواردة في الأحاديث".
تكذيب السنة حرام وقتل المسلمين حلال!
وتابع "الحقيقة أن هذا الخبيث إنما يقصد الاستهزاء والسخرية، والتكذيب بالأحاديث الصحيحة، ومِن جهله أنه استغل ما ذكره مِن هذا الادعاء الساخِر للطعن في "البخاري ومسلم"، مع أن أحاديث المهدي لم تَرد في "البخاري ومسلم" باسمه أو صفته، ولكن في بعضها إشارة له دون الاسم".
واستدرك برهامي متحدثًا عن "ميزو": "وقد ظنَّ الناس أنه إنما يدعي المهدية فعلا، وإنما غرضه تكذيب السُّنة، واعتبار أنها تتضمن الخرافة التي يمكن لأي أحدٍ أن يدعيها، ويصدقه الجهال فيها؛ فهذا الشخص غرضه "أخبث" مِن ادعاء المهدية في أنه يَهدف إلى هدم المصدر الثاني للتشريع في الإسلام "وهو السُّنة".
وأفتى نائب رئيس "أمنجي الدعوة السلفية" بأن "السخرية مِن السُّنة كفر بواح لا خفاء فيه، ولكن عامة هؤلاء إنما يطعن ويسخر في بعضها- لا كلها- "تقية" أمام الناس"، ويظل سؤال النشطاء للشيخ برهامي عن المجرم الذي حرق المسلمين أحياء في رابعة والنهضة واعتقل 60 ألفا من خيرة أبناء الوطن، ويهاجم بيوت المسلمين فجرا، ويعدم أبناءهم ويستحي نساءهم: «طب وسفاح رابعة؟».