قصف “إسرائيل” من سيناء.. قراءة عبرية لأهداف “ولاية سيناء”

- ‎فيتقارير

تسريبات مكالمة تيران صنافير، لقاء السيسي بنتنياهو وتقديمه تنازلات، إغراق السيسي أنفاق غزة بطلب اسرائيلي، ثم اعتراف "ليبرمان" قصف سيناء علنا .. ما الذي فعله السيسي ليحرجه الصهاينة بهذا الشكل؟   أسئلة عديدة طرحها المحللون العسكريون الصهاينة في اعقاب قيام تنظيم داعش (ولاية سيناء) بإطلاق دفعتين مختلفتين من الصواريخ على مدينة إيلات، ثم في غضون اسبوعين فقط لكشف عجز السيسي عن حماية سيناء وإحراجه أمام العالم، تتساءل عن احراج السيسي وسعي داعش لإحراجه أيضا بكشف تعاونه مع اسرائيل في سيناء.   ولكن الصدمة جاءت في اعتراف وزير الحرب الصهيوني ليبرمان رسميا ان الجيش الصهيوني يقصف سيناء، ليصبح هذا خامس إحراج للسيسي من قبل "صديقة نتنياهو".   قصة قصف الصهاينة لسيناء، وقتل مدنيين أبرياء في إطار ما تقول انه قصفها لمتشددين مسلحين، تحدثت عنها مواقع سيناويه عديدة ونشرت صورا للضحايا وأخرهم 10 مدنيين من أسرة واحدة من قبيلة السواركه يناير الماضي.   إذ سبق أن نشرت حسابات سيناوية أبرزها "سيناء24" انباء متكررة في اوقات سابقة عن قيام طائرات اسرائيلية بدون طيار بقصف مواقع في سيناء ومقتل مدنيين.   ولكن في يوليه 2016 كشف جنرال صهيوني في تصريحات لموقع "بلومبرج" أن "السيسي وافق علي قصف اسرائيل لسيناء وأنه بارك هذا القصف"، ولم يرد السيسي علي هذا الإحراج وتولت صحف اسرائيلية الدفاع عنه وانتقاد فضح اسرائيل لـ "حليفها وصديقها السيسي".   هذه المرة، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، أعترف وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بما هو معلوم، وهو قيام الصهاينة بغارات علي سيناء قال إنها استهدفت عناصر تنظيم "ولاية سيناء" في شمال سيناء، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء.   ليبرمان قال: "نحن لن نترك أي هجوم نتعرض له بدون رد"، ومع أنه قال إن تنظيم "ولاية سيناء لا يشكل تهديدا جديا على إسرائيل مقارنة بالتهديد الذي يمثله حزب الله وحركة حماس" إلا أنه قال إن "داعش سيناء مزعج ويعيق الجيش الصهيوني.   ويبدو أن ليبرمان كان يعلق على تأكيد أهالي سيناء أن طائرات استطلاع "اسرائيلية" قامت بقصف سيارتين بصاروخين قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، وقتل خمسة أفراد في اعقاب قيام مسلحين يعتقد أنهم تابعين لولاية سيناء بثان قصف لمدن محتلة من جانب إسرائيل.   وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قذيفتين أطلقتا، أمس الاثنين، من الجانب المصري سقطتا على الأراضي الإسرائيلية دون وقوع إصابات.   وسبق أن تبنى (ولاية سيناء) ، الهجوم الذي جري بأربعة صواريخ على مدينة إيلات الاسرائيلية، قبل أسبوعين، ووصفت، في بيان له، إطلاق الصواريخ بأنه "بدء الحرب مع العدو الإسرائيلي".   ماذا يريد "ولاية سيناء"؟   ويقول "عاموس هرئيل" المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، في مقال كتبه، اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2017، إن "داعش سيناء" يسعى إلى معاقبة إسرائيل على تعاونها مع القوات الأمنية المصرية وخلق توازن ردع يمنع قصف الطائرات الإسرائيلية لسيناء بموجب هذا التعاون.   ويصف "يوسي ميلمان" المحلل العسكري في صحيفة "جيروساليم بوست"، إطلاق الصواريخ من سيناء، بأنه "أصبح أكثر انفعالاً وعصبية رداً على زيادة نشاط الطائرات الإسرائيلية في سيناء".   ويقول "عاموس هرئيل" أن تزايد إطلاق الصواريخ من سيناء وإطلاق الصواريخ مرتين في اتجاه ايلات والنقب الجنوبي، خلال اسبوعين "يكشف عن تغيير في طريقة عمل ولاية سيناء، الفرع المحلي لتنظيم داعش".   وأن "التنظيم يريد على ما يبدو أن يوجد بذلك معادلة ردع جديدة"، يدفع الصهاينة بموجبها "ثمناً على المساعدة الفعالة التي يقدمونها لمساعدة قوات الأمن المصرية ضده في سيناء".   ويقول إنه "يمكن تفسير الخط القتالي لداعش في سيناء ضد إسرائيل، الذي انتقل الآن من التصريحات إلى أفعال أولية، بالتغيرات التي طرأت على قيادة الفرع، فالذي يقود التنظيم حالياً هو قائد مصري ليس من مواليد سيناء، ويعتبر من الذين ينتهجون خطاً هجومياً حتى بمصطلحات داعش".   ويشير المحلل الاسرائيلي الي "إن ترتيب أولويات ولاية سيناء واضح: الهدف الأهم بالنسبة إليه هو سفك دماء النظام العسكري في مصر، أما الصراع مع إسرائيل فهو بالنسبة إليه مسألة ثانوية في المعادلة".   وأنه باستثناء هجوم واحد للتنظيم وقع داخل الأراضي الإسرائيلية عام 2011 (أدى إلى مقتل 8 اسرائيليين وجنود شمالي إيلات)، عندما كان التنظيم تابعاً للقاعدة، ومن بعده إطلاق بضعة الصواريخ على إيلات، فلم تُسجل محاولات واضحة لهجمات ضد أهداف إسرائيلية.    لكن يبدو في الفترة الأخيرة أن شيئاً ما بدأ يتغير، ربما يرجع "لسلسلة من النجاحات حققها المصريون في الأشهر الأخيرة، والهجمات الجوية التي أصيب من جرائها عدد كبير من أتباع داعش، ومن بينهم وفقاً للتقارير، القائد السابق لفرع داعش في سيناء".   وينسب داعش إلى إسرائيل تقديم مساعدة استخباراتية للجهود المصرية ضدهم، وكذلك القيام بهجمات جوية بواسطة طائرات من دون طيار مجهزة بالسلاح.    ولكن المحلل الصهيوني يقول إنه "في الأشهر الأخيرة بدأ المصريون باستخدام طائرات من دون طيار هجومية من صنع الصين اسمها "وينغلونغ".   وأنه وفقاً لتقارير نشرت في عدد من مواقع الإنترنت، باع الصينيون في السنوات الأخيرة طائرات من دون طيار هجومية من أنواع مختلفة إلى عدد من الدول العربية من بينها مصر والسعودية والعراق واتحاد الإمارات، ويمكن أن يدل العدد الكبير من الهجمات في سيناء في الأسابيع الأخيرة، والتي أدت في جزء منها إلى مقتل مدنيين، على مشاركة قوات الأمن المصرية في جزء أساسي منها"، بحسب زعمه.   ورغم تقليله من أهمية خطر دعش سيناء كما قال وزير دفاعه ليبرمان الا أن المحلل العسكري لهآرتس قال أنه "من المحتمل أن ينشأ في المدى البعيد تهديد جديد نسبياً، يمكن أن يؤثر على منظومة التوازنات الهشة القائمة بين إسرائيل ومصر و"حماس" وداعش في سيناء وفي قطاع غزة".