كتب رانيا قناوي:
أطلق مجلس النواب الإيطالي مبادرة تهدف إلى التسجيل فى منحة تعليمية إيطالية تحمل اسم باحث الدكتوراه الإيطالى جوليو ريجينى، الذي تم تعذيبه وقتله على يد سلطات الانقلاب العام الماضى، مشيرة إلى أن الفائز بهذه المنحة سيكون "شابا مصري الجنسية" يبلغ من العمر 16 عاما.
تأتي المنحة في إطار فضح الانتهاكات التي تقوم بها سلطات الانقلاب ضد المعارضين المصريين والصحفيين والحقوقيين الذين يتعرضوا للتضيق من قبل الأجهزة الأمنية، والتي كان من بينها اختطاف الباحث الإيطالي جوليو ريجيني من وسط البلد وإخفاؤه قسريا، وتعذيبه حتى الموت.
وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية في تقريرها اليوم الخميس، إن الفائز بالمنحة التعليمية سيدرس فى إيطاليا لمدة عامين وسيلتحق بالمدرسة الثانوية التى كان يدرس فيها ريجينى قبل أن يستكمل دراسته بجامعة كامبريدج البريطانية.
ويرعى المبادرة كل من فيدريكو توراكى ولورينسو بارتولوكى، وهما أصدقاء للشاب الإيطالى كانا يدرسان معه فى المرحلة الثانوية.
ونقلت الصحيفة عن توراكى الذي يعمل مستشارا لدى البنك الدولي إن "الفكرة خطرت لنا أثناء جنازة جوليو ولكننا كنا ننتظر موافقة العائلة.. إنها رسالة موجهة إلى التيار المعاكس الذى يشجع العنف"، مضيفا "ريجينى كان يريد تغيير حياة الكثير من البشر وهذه المنحة قد تغيير حياة مواطن مصرى يتعامل مع واقع بلاده".
وقال بارتولوكى الذى تخرج من جامعة هارفارد: "نريد أن نذكر من هو ريجينى وماذا فعل قبل وفاته"، مضيفا "المنحة وسيلة للفت نظر الحكومة الإيطالية للتوصل للجناة الحقيقيين اللذين تسببوا فى قتل ريجينى".
وستوجه المنحة، حسب لاريبوبليكا، إلى كلية العالم المتحد (حركة تعليمية تضم 15 مدرسة ثانوية ولجان وطنية فى أكثر من 140 بلد حول العالم) الأدرياتيكية فى دوينو بإيطاليا، فيما ستبلغ تكلفتها نحو 43 الف يورو، ولكن أصدقاء ريجينى يعتزمون زيادة المبلغ ليصل إلى نحو 1.4 مليون دولار لضمان دعم المبادرة باستمرار.
وتحظى المبادرة بدعم عدد من الأشخاص والمؤسسات الإيطالية، فضلا عن دعم اللجنة الوطنية المصرية بإيطاليا التى ستتولى بدورها مهمة اختيار الصبى المصرى.
وكانت الصحف الإيطالية قد قالت إن قضية مقتل ريجيني شهدت انفراجاً واعداً في الأيام القليلة الأخيرة، رغم "كثرة العراقيل والمغالطات وطمس الأدلة، ونقص التعاون من الجانب المصري على عدة مستويات.
وتوقعت الصحف هذه الانفراجة بعد زيارة النائب العام المصري لروما قبل أقل من شهر، والمعلومات التي أدلى بها لنظيره هناك، وأهمها التحقيق مع ضابطي الشرطة المسؤولين عن قتل 5 أشخاص، ومحاولة الإيهام بأنهم شكلوا عصابة للسطو على الأجانب، ومحاولة إلصاق تهمة قتل ريجيني بهم.