كتب سيد توكل:
تطرقت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم الأربعاء إلى عملية تحرير الموصل؛ مشيرة إلى إحراز قوات حكومة العبادي العراقية الموالية لإيران نجاحات كبيرة قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
ووفق رأي كبير الباحثين في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف، لم يكن تكثيف الهجوم على المدينة في الأيام الأخيرة مصادفة، إذ إن "السلطات العراقية تحاول تحقيق أكبر عدد من النجاحات قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لتؤكد أن بغداد طرف أساسٌ في محاربة "داعش" ويمكن الاعتماد عليها، وأن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى القوات العراقية لا تهدر عبثا، بل هي تؤتي أكلها. أي يجب الاستمرار في تقديم هذه المساعدات".
وجاء في مقال الصحيفة: "قبل بضعة أيام من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، صعَّدت القوات العراقية بصورة ملحوظة هجماتها على مواقع "داعش" في الموصل، حيث كثفت هذه الهجمات مقارنة بما كان عليه الأمر قبل أسابيع، حين اعتُقد أن الهجوم على المدينة قد فشل".
مضيفة:"وتهدف السلطات العراقية وفق الخبراء، الذين استطلعت "كوميرسانت" رأيهم، إلى إحراز نجاحات حاسمة، لكي تبرهن لدونالد ترامب قدراتها وفعاليتها وآفاقها المستقبلية".
وتابعت: "لقد خسر "داعش"، الذي يسيطر على الموصل خلال الأيام الأخيرة، مساحات كبيرة. فقد تمكنت القوات العراقية من فرض سيطرتها على جزء كبير من الساحل الأيسر للمدينة، ووصلت إلى ضفة نهر دجلة، الذي يقسم المدينة إلى شطرين. وتعدُّ هذه النجاحات الكبيرة والسريعة، التي تحققها القوات العراقية حاليا، هي الأولى منذ انطلاق عملية تحرير الموصل، التي بدأت يوم 17 اكتوبر/تشرين الأول 2016. ويقول الخبراء العسكريون إن قادة "داعش" أدركوا عدم جدوى الدفاع عن الجانب الشرقي للمدينة، وقرروا سحب قواتهم إلى جانبها الغربي".
واوضحت :"وصرح الممثل الرسمي للقوات العراقية العقيد يحيى رسول لقناة "السومرية" بأن القوات المهاجمة تمكنت من استعادة السيطرة على 90 في المئة من الجانب الشرقي للمدينة، ومن ضمنها جامعة الموصل بعد معارك استمرت يومين".
وأردفت: "بغض النظر عن هذه الانتصارات، يبدي مسلحو "داعش" مقاومة عنيفة، وأهم أسلحتهم في هذه المقاومة هي السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون. وإذا كانت القوات العراقية تستخدم في السابق الدبابات والصواريخ ضد الانتحاريين عندما كانت المعارك تجري خارج حدود المدينة، فإن هذه الوسائل أصبحت غير فعالة في أزقة وشوارع الموصل الضيقة".
وقالت الصحيفة: "يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس الولايات المتحدة كانا قد أعلنا أن عملية تحرير الموصل ستنتهي مع نهاية عام 2016. ولكن الهجوم على المدينة فشل في منتصف ديسمبر الماضي، حتى أن "الفرقة الذهبية" ذات القدرات القتالية العالية أوقفت هجماتها أيضا. كما لم تتمكن القوات العراقية المدعومة من قبل مدفعية وطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من كسر مقاومة مسلحي "داعش"، الذين يختبئون في المنازل والأنفاق العديدة".
وأكدت: "قد بدأت المرحلة الثانية من عملية تحرير الموصل في 29 ديسمبر 2016 بعد أن أعادت القيادة العراقية تنظيم القوات، حيث وصل للمشاركة في العملية لواءا مشاة وعدد من ألوية الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي. وانطلقت هذه المرحلة بالهجوم على ثلاثة محاور مباشرة هي الشمال والشرق والشمال–الشرقي".
وختمت الصحيفة بالقول:"وقد تمكنت القوات العراقية بحلول 10 يناير الجاري من استعادة السيطرة على مناطق جديدة من الموصل وقطعت طرق وصول الإمدادات والمقاتلين إلى "داعش". وبحسب حكومة بغداد، سيتم تحرير الجانب الشرقي للمدينة بالكامل خلال أسبوع أو أسبوعين. أما المعارك في الجانب الغربي للمدينة، فقد تستمر ثلاثة أو أربعة أشهر".