أحمدي البنهاوي
بعد مقتل الدكتور محمد السيد عبد الحميد، نجل نائب مجلس الشعب في برلمان 2012، بعدوى في المخ داخل معتقلات السيسي أثناء سجنه ظلما، تستغل إدارة مصلحة السجون نحو 220 سجنا في ابتكار وسائل التعذيب والتصفية الجسدية، ومع موسم الشتاء يبرز أمامهم قتل المعتقلين بردًا، فما يملكه المعتقل ليس أكثر من "حصيرة وبدلة صيفية" ووسائل التدفئة المتاحة على الأكثر "كلسون شتوي" فقط في نسبة ضئيلة من السجون، مع عدم السماح بدخول البطاطين، على غرار ما حدث مع 280 معتقلا بسجن برج العرب.
وعلى أبواب الزيارات قائمة بـ"الممنوعات الـ8"، وعلى رأسها الملابس الشتوية، كما في سجني أسيوط والوادي الجديد.
مصممة للعذاب
وأصدر كثير من النشطاء "هاشتاج" لا تزال آثاره حتى الآن، عنوانه "#مقبرة_العقرب"، فالزنازين مصممة هندسيا، لا سيما فى "عنبر الدواعى" الذى يعد أسوأ عنبر داخل السجن، واصفين تلك الزنازين بأنها مصممة بطريقة لا تدخل إليها أشعة الشمس من أى اتجاه على الإطلاق، بالإضافة إلى أن الحوائط والأرض معدة من "خرسانة وإسمنت" لتكون عبارة عن ثلاجة حرفية، يعيش فيها بشر بلبس صيفي، وبطانية ميرى مفروشة على الأرض على حد وصفهم.
وذكروا أن مواسير المياه ينطبق عليها نفس الشىء، وبالتالى "المواسير بينزل منها مياه ثلج عليهم وهم بيتوضوا، ويستخدموها فى الاستحمام وغيره من العادات اليومية"، وسمحت داخلية الانقلاب العام الماضى بدخول سخان مياه لكل عنبر، ولكن هذا العام مُنع دخوله أو استخدامه داخل العنابر بأوامر من الداخلية.
معاناة من الداخل
ونادى لسان حال الصحفي سامحي مصطفى، والمعتقل في تغريدة، قبل قليل، تعبر عنه داخل زنزانته وعبر حسابه على "تويتر" و"فيسبوك"، أن "يا رب حرية"، أردفها بقوله: "مبنحسش بالشتا غير ببرد زيادة في الزنزانة.. نفسنا نلمس المطر ونحس بالهواء! رابع شتاء في المعتقل".
فردت عليه اليوم أيضا أسماء محمد علي قائلة: "اللهم اجعل هذا البرد دفئا وسلاما على المعتقلين يا رب.. سلمهم من برد الشتاء".
وقالت شيماء ندا، ابنة المعتقل بسجن العقرب عبد المنعم ندا: "وكأني الآن أرى إخواني في الزنزانة يتصدقون على بعضهم بالدفء! هذا يغطي جسم أخيه الذي عراه التقلب وكوابيس الشوق ويقظات الأرق.. وذاك يعد كوبا ساخنا لأخيه الذي أعياه البرد وتمكن من ضلوعه وسكن في رئتيه!".
وتبعت "وهذا الحنون الذي يهدي أخاه نصف ثيابه وأثقلها.. ويبقي لنفسه أبسطها.. فما يدفئ جسمه المرتعد إلا نظرة إلى أخيه النائم دافئا.. فيدفئ الله جسم هذا بروح ذاك..! يمنع السجان أن يتلثم كل أسير إلا بغطاء واحد.. فينزع الأسرى الغطاء ملتحفين السماء..لاجئين إلى خالقها.. فارين إلى دفء جواره.. وكأن ما صار يغطيهم..هو ظل من عرش الرحمن تسلل إلى نفوس المتحابين في غياهب السجون..! سلاما على المصطفين الأخيار".
ليس كأي شتاء
أما رشا مصطفى، زوجة محمود البربري المعتقل بالعقرب، فنشرت لها صفحة "#نساء_ضد_الانقلاب" تدوينة، تتحدث فيها عن شتاء العقرب، فقالت: "الشتاء في العقرب ليس كأي شتاء، رفقا يا برد الشتاء فلنا في العقرب أهل وإخوان، #مقبرة_العقرب".
ومن صفحة بوابة السويس وعبر هاشتاج #مصر_المحبوسة، كتبت زوجة المعتقل عبد الله سمير عن آثار البرد على زوجها ومرضه "آخر مرة كنت في زيارة لزوجى كنت بكلمه عن التقارير الطبية بتاعته، وإنى مش عارفة أجيب تقرير بمرض المارفان، فبقوله خليهم يكشفوا عليك من جديد وهما هيثبتوا المرض، قالى مش ممكن هيثبتوا ويعترفوا بأنهم ساجنين، واحد هيموت قبل سن التلاتين، الكلمة دى وجعت قلبى أوى ولحد دلوقت فى ودنى، ومش برد غير بحسبنا الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منكم ويفرجها علينا".
إحساس مسجون
ونقل المعتقل السابق محمد المسلمي مأساة البرد في المعتقلات، فقال في تغريدة عبر حسابه: "إيه.. الجو برد؟ .. الكل وصل بيته!؟ .. وتحت البطانية ممدد.. مشغل التكييف ولا الدفاية ولا مولعلك ولعة؟.. طيب طلب بسيط.. ادعوا لإخوانكم في المعتقلات لأن البرد داخل الزنازين أضعاف أضعاف مما نحن فيه، ولا توجد لديهم أي وسائل تدفئة.. الدعاء لهم وعلى من ظلمهم".