كتب أحمدي البنهاوي:
ردت صحيفتان غربيتان على مزاعم أذرع الانقلاب الصحفية، والإعلامية عموما، وخبرائهم الأمنيين، من كذب تسريب فيديو عن سيناء يظهر جنود الجيش يقتلون عددا من المصريين من المسافة صفر، واستعرضت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم، الفيديو الذي بثته قناة "مكملين" الفضائية، وأكدت في تقرير لها أن أعمال التحقق التي قامت بها جهات محايدة أثبتت أن الفيديو صحيح، وأن قوات من الجيش المصري قامت بالفعل بإعدام معتقلين مدنيين وغير مسلحين، ومن ثم قامت بتصويرهم وبجانبهم السلاح وأعلنت في بيان رسمي أنهم قتلوا في اشتباك مسلح.
وأظهر الفيديو جنود الجيش وهم يقومون بجريمة إعدام ميدانية لمدنيين في سيناء، بعد عدة أيام على إذاعة الفيديو وتداوله عبر الإنترنت، وتجاهل الصحيفة البريطانية والعديد من وسائل الإعلام لخبر الفيديو.
وقالت "التايمز" في تقريرها، إن مقطع الفيديو يقع في دقيقتين وتسرب بعد يومين فقط على زيارة وزير الدفاع الأمريكي جورج ماتيس التي ذهب فيها إلى القاهرة من أجل دعم جهودها في محاربة الإرهاب.
وتبنت "التايمز" رواية أنصار الشرعية من أن مقطع الفيديو يُثبت أن قوات الجيش قامت بقتل اثنين على الأقل بدم بارد وهما غير مسلحين ولم يخوضا أي اشتباك معها، أحدهما قاصر يبلغ من العمر 16 عاما فقط، فيما يظهر في الفيديو إضافة إلى الاثنين اللذين تم إعدامهما 5 جثث أخرى إضافية، وجميعهم ظهروا في بيان سابق للجيش على أنهم إرهابيون خاضوا اشتباكا مسلحا.
وقالت "التايمز" إن كلا من منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشيونال" ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" أكدتا صحة مقطع الفيديو، وأكدتا أنه من مصادر داخل سيناء بالفعل، وأن من قاموا بعمليات الإعدام الميدانية هم عناصر من الجيش المصري.
رواية نيويورك تايمز
وقالت موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الفيديو أظهر "الجنود المصريين يقتلون الرجال العزل في سيناء".
وألمح تقرير الصحيفة الأمريكية إلى ما نشرته صحافة الانقلاب من نفي للتسريب الذي بثته فضائية "مكملين"، مشيرة إلى صحيفة "اليوم السابع" المنحازة للجهات السيادية، اتهمت الفيديو بأنه من صنع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في البلاد، ونبهت إلى اعتماد الفيديو على لكنات لمواطنين قالت اليوم السابع إنهم غير مصريين، غير أن لجان الشئون المعنوية الإلكترونية فاتهم إشارة الصحيفة الأمريكية إلى أن "المتحدث العسكري المصري" لم يرد على طلب التعليق في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي 20 إبريل.
وقال المحرر ماتيو هاغابريل، إن "الفيديو المسرب الذى نشر على وسائل الإعلام الاجتماعية يوم الخميس، يسجل ما وصفه بـ"ادعاءات" الجيش المصرى فى ديسمبر الماضى، بأن الرجال يشتبه فى أنهم إرهابيون لقوا مصرعهم فى معركة مع الجيش".
وتفنيدا لمزاعم الجيش ذكر محرر نيويروك تايمز أن الإفراج عن الفيديو تم في نفس اليوم الذي التقى فيه وزير الدفاع جيم ماتيس في مصر مع عبدالفتاح السيسي لمناقشة تحسين العلاقات العسكرية بين البلدين.
ويأتي ذلك بعد أن اتهمت جماعات حقوق الإنسان الجيش المصري بقتل ما يصل إلى 10 رجال في يناير في غارة شنتها قوات مكافحة الإرهاب في سيناء.
وأضاف أن الفيديو الذي استمر 3 دقائق -الذي تم إطلاقه من خلال قناة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين- يصور جزءا من غارة قام الجيش المصري بإبرازها في موقع على فيس بوك في 6 ديسمبر 2016.
وشملت هذه الرسالة صورا لثلاثة رجال دمويين بمنطقة عشبية مع بنادق بجانبهم. وقالت الصحيفة إنهم قتلوا فى غارة عسكرية على قاعدة إرهابية ومخزن للمتفجرات.
وقال الجيش تعليقا حينها إن 8 اشخاص قتلوا وجرح 4 آخرون على ما أفاد الجيش الأمريكي على موقع فيس بوك في ديسمبر، حيث واصلت القوات المسلحة المصرية تشديد قبضتها الأمنية في شبه جزيرة سيناء.
واستغربت نيويورك تايمز من أن الفيديو لا يظهر أي قتال، على خلاف رواية الجيش ويبدأ مع جنود يختلطون بجانب شاحنة مدرعة في حقل رملي متناثرة مع جثث بجوار الشجيرات والبقع العشبية. ولكنها تظهر مقتل 3 اشخاص على الأقل. في إحدى الحالات، يحمل جندي بندقية على رجل على الأرض ويطلق النار عليه في الرأس.
وفي نهاية الفيديو، يرافق الجنود رجلا معصوب العينين في الميدان، ووضعوه على ركبتيه وإطلاق النار عليه عدة مرات في الرأس والجزء العلوي من الجسم.
https://www.nytimes.com/2017/04/20/world/middleeast/egypt-soldiers