صحافة: فضيحتا المنتخب و”٥٧٣٥٧” وبروباجندا ٣٠ يونيو

- ‎فيجولة الصحافة

التوجه الأبرز في صحف الثلاثاء يتعلق بملف العلاقات الخارجية، جاء في مانشيتات (الأهرام والأخبار والمصري اليوم والشروق واليوم السابع)، حيث أبرزت جميع الصحف لقاء الجنرال عبد الفتاح السيسي، إياد علاوي نائب الرئيس العراقي، حيث أعرب السيسي عن دعم وحدة العراق ورفض التدخل في شئونه، ودعم نتائج الانتخابات التي تحظى بالتوافق، وشكر علاوي مواقف النظام المصري. واللقاء يأتي في ظل محاولات تشكيل حكومة عراقية جديدة بعد الانتخابات التي أسفرت عن فوز تحالف “سائرون” بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالأكثرية، والذي يتجه للتحالف مع ائتلاف حيدر العبادي، رئيس الوزراء الحالي، لتكوين أغلبية برلمانية تكون قادرة على تشكيل الحكومة، في ظل سعي قوى السنة للحصول على امتيازات أكبر في ظل هيمنة قوى الشيعة على مجلس النواب.

ورغم خطورة ملف سد النهضة، إلا أن الصحف خلت تقريبا من تناول الأزمة الأهم في تاريخ مصر الحديث، باستثناء إشارة هامشية في “الوطن” تقول إن الروح الودية تسود الحوارات المتعلقة بسد النهضة وفترة ملء الخزان.

من التوجهات كذلك التشهير بالرئيس أردوغان والزعم بتزوير الانتخابات التركية، ونشر ما يمكن وصفه بالفبركة والافتراء، وهو ما يمكن تفسيره بالحقد والشعور بالدونية من تجربة الديمقراطية التركية ونجاحها المبهر، في ظل هيمنة الاستبداد والديكتاتورية العسكرية على مفاصل مصر كلها.

ملف الأمن

التوجه في ملف الأمن هو التسويق الواسع لتصريحات وزير الداخلية (مانشيت الوطن وتقرير موسع بالأخبار)، حول نجاح الشرطة في حصار الإرهاب، والزعم بأن مخططات إسقاط (مصر) لا تتوقف، وتطوير مفهوم الردع للعناصر التي وصفها بالإرهابية، كما تناول دور الشرطة في الرقابة على الأسواق ضد محاولات البعض رفع الأسعار واستغلال المواطنين!.

وتناولت الشروق حبس ضابط و3 أمناء شرطة بتهمة قتل محتجز داخل قسم حدائق القبة، وهي القضية التي تجاهلتها الصحف ولم تبرزها كما يجب لو كانت هناك حرية إعلام ودولة قانون.

وذكرت الأخبار أن التأديبية العليا تجيز الفصل من الخدمة كعقوبة للألفاظ المسيئة على “فيس بوك”، ما يعزز القبضة الأمنية ويكرس الحكم الشمولي. وفي صحيفة “فيتو” يؤكد يحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق، أن قانون تنظيم الصحافة الجديد الذي أقره البرلمان هو عودة إلى الوراء، وأن المادة “16” تقنن فصل الصحفيين.

ملف الإخوان

بدأت صحف في التوجه نحو تناول ذكرى 30 يونيو، والزعم بأنها ثورة شعب، وأنها لو تأخرت- بحسب تصريحات يحيى قدري في الأهرام- لكان من الصعب الخلاص من الإخوان!، متجاهلا أن الإخوان هم أول من جاءوا بصندوق الانتخابات في تاريخ مصر كله قبل ذلك بعام واحد، وأنه لولا تدخل الجيش لما كان لحشد 30 يونيو أي تأثير. بل لم يكن من الأساس لو لم تحركه أجهزة الدولة العميقة المدعومة بالمليارات من عواصم الخليج، وأوامر من واشنطن وتل أبيب. ونشرت اليوم السابع تقريرا بعنوان “حتى لا ننسى جرائم الإخوان”، حرضت فيه على الجماعة، وتناولت قصص 18 من ضحايا الفتنة من الجيش والشرطة الذين قتلوا على يد تنظيم داعش، وزعمت أنهم قتلوا على يد الإخوان!، في تدليس سافر وكذب بواح.

ونشرت صحفٌ عدة مضامين، أهمها متابعة جلسات محاكمات اغتيال النائب العام وتأجيل إعادة محاكمة المتهمين في أحداث ذكرى الثورة، وغلق باب الطعن على قرار إعادة إدرج أبو تريكة على قائمة الإرهاب، والطعون تركز على بطلان التسبيب وغياب الإسناد.

وربطت الصحف بين الإخوان وفوز الرئيس أردوغان؛ وأن الجماعة سخرت إمكاناتهم في خدمة أردوغان. وتعليقنا على ذلك أنه شرف لكن الجماعة لم تتدخل في الشأن التركي رغم دعمها للرئيس التركي؛ لمواقفه الرائعة من دعم الشعوب العربية المتطلعة نحو الحرية والعدالة، ودعم ثورات الربيع العربي ضد النظم المستبدة.

المف الاقتصادي

تم التركيز على مفهوم “حماية المواطن”، وعنونت به الأهرام مقال الرأي بها، مشيدة بمواقف الشعب الذي بات يدرك أهمية يسمى بالإصلاح الاقتصادي، وكذلك تشيد بالحكومة في سعيها لحماية المواطن. كما ركزت الأخبار الضوء على الجانب الاقتصادي في 30 يونيو، مدعية تحقيق ما وصفتها بطفرات غير مسبوقة فى المشروعات والطاقة والاستثمارات الأجنبية.. وفي الكهرباء: القضاء على انقطاعات التيار.. وفي البترول: حقل ظهر والمشروعات القومية.. التخطيط: 1.9 تريليون جنيه لـ10 آلاف مشروع!!، لكن ذلك كله لم ينعكس أبدا على حياة المواطنين التي تحولت إلى جحيم لا يطاق، وهو ما تتجاهله الصحف لأنها صوت السلطة لا صوت الشعب.

وواصلت “فتيو” حملتها ضد مستشفى “57357”، مشيرة إلى إلغاء موازنة 2017 فى 75357.. الأجور تلتهم 40% من أموال التبرعات.. وإهدار 185 مليون جنيه على المصاريف الإدارية!.. إبرام عقود بمليار و52 مليون جنيه على الإنشاءات.. و20% حجم الإنجاز.