شاهد.. سر الصمت الدولي تجاه جرائم حفتر في ليبيا

- ‎فيعربي ودولي

قال وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطنية الليبية محمد طاهر السيالة في رسالة وجهها لمجلس الأمن الدولي: إن حكومة الوفاق لا تفهم العجز الواضح لمجلس الأمن أمام جرائم حفتر ضد المدنيين وتدميره المنشآت العامة في البلاد، مطالبًا محكمة الجنايات الدولية بمعاقبة مرتكبيها.

فإلى أين انتهى موقف المجتمع الدولي بمفارقاته من تطورات المشهد الليبي، خصوصًا معركة طرابلس في ضوء رسالة خارجية حكومة الوفاق؟ وهل في الحراك الميداني والدبلوماسي الإقليمي والجاري بأن ليبيا ما قد يقود إلى تحول في موقف المجتمع الدولي من ممارسات حفتر وقواته؟

أين هو المجتمع الدولي مما تشهده ليبيا من ممارسات لحفتر وقواته التي تسابق الزمن لإلحاق الهزيمة بحكومة شرعية وانتزاع العاصمة طرابلس منها؟ سؤال نطقت به رسالة من وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية وجّهها إلى مجلس الأمن قال فيها: “إن حكومته لا تفهم العجز الذي يبديه المجلس في التعامل مع ما وصفها بجرائم قوات حفتر في حق المدنيين ومنشآت البلاد”.

وحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، وجه وزير خارجية حكومة الوفاق رسالة أخرى إلى محكمة الجنايات الدولية دعاها فيها إلى التحقيق، فيما اعتبرها جرائم ضد الإنسانية تقترفها قوات حفتر وطالب بمعاقبة مرتكبيها.

تلك الجرائم التي تصاعدت في محاولة لاستباق أي تدخل تركي مباشر على الأرض الليبية واستباقًا أيضًا لمؤتمر برلين الدولي الخاص بالملف الليبي.

ليبيا تحت التهديد المستمر وهجمات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومرتزقته متعددي الجنسيات من وماذا يردعه ومن يطلق يده غير آبه بالعواقب أين المجتمع الدولي من صراع داخلي إقليمي خارجي؟

يستعصي على حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا فهم العجز الواضح لمجلس الأمن أمام الجرائم ضد المدنيين وتدمير المنشآت العامة للبلاد، هكذا استهلَّ وزير خارجية حكومة الوفاق محمد طاهر سيالة رسالة إلى مجلس الأمن ورد فيها أن الجرائم والقصف الذي قتل فيه مدنيون في الزاوية وتاجوراء قبل 3 أيام تعد جرائم حرب.

وفي رسالة أخرى موجهة للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية أوضح الوزير الليبي أن اللواء المتقاعد يقدم على تحد خطير وجديد يضاف إلى الجرائم السابقة، وطالب المحكمة باتخاذ الإجراءات الضرورية للتحقيق في أحداث ترقى لجرائم ضد الإنسانية ومعاقبة مرتكبيها ومحاسبتهم أمام القضاء الدولي.

أمام أعين العالم يواصل حفتر ومرتزقته محاولاته للزحف على طرابلس العصية عليه منذ أبريل الماضي، أخفق في السيطرة عليها رغم الدعم الكبير المعلن من مصر والإمارات وآخر غير رسمي قيل إنه من روسيا وفرنسا وغيرهما، كما أخفقت كل مساعي رأب الصدع غير الجدية أو غير المجدية إما برعاية فرنسية أو إيطالية أو غيرها.

أي حل سياسي ممكن مع حفتر الذي لا يؤمن إلا بالحل العسكري حتى عندما ارتدى ذات مرة زيًا مدنيًا والتقط صورًا إلى جانب رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ماذا يمكن تسمية موقف المجتمع الدولي الذي – وعبر الأمم المتحدة – يعترف بحكومة الوفاق، لكنه يتركها وحيدة أمام هجمات قوات لواء متقاعد لا يحمل أي صفة شرعية.

الأخطر أن بعض الدول التي تكرر جملة ضرورة الحل السياسي لإنهاء النزاع تساند طرفًا في صراع قد يقود ليبيا إلى كارثة إنسانية، الدول نفسها لا تجد حرجًا في استهجان وإدانة استعداد تركيا إرسال قوات عسكرية لدعم حكومة الوفاق ماذا فعل المجتمع الدولي لحماية حكومة طرابلس وانهاء تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب وتثبيت السلطة الشرعية؟

الخطوة التركية القريبة بعد تصويت البرلمان هل ستفرض موقفًا دوليًا أكثر جدية هذه المرة أم ستكرس ليبيا، إن لم تكن كذلك ومنذ 3 سنوات ساحة حرب بالوكالة؟

صمت الدبلوماسية الدولية أمام الفظائع السابقة والمحتملة يقول الكثير استمرار الصراع ومآسيه على الشعب الليبي عند قوم فوائد، فهل من مجيب لرسائل السيالة الأخيرة قبل حدوث الأسوأ؟