كيد النساء هو رد فعل المرأة عندما تتعرض لموقف يسبب لها إهانة أو انتقاصًا من قدرها حيال الرجل الذى سبّب لها ذلك؛ بقصد امتهانه والحطّ من رجولته ومكانته أمام الناس، أو فعلها ابتداءً باستخدام أنوثتها وضعفها للوصول إلى تحقيق رغبتها بطريق غير مباشر، وهذا الأخير هو ما ينطبق على سياسة عصابة الانقلاب.
ويتضح ذلك من تصريح أدلى به المتحدث الرسمي باسم وزراء الانقلاب، فقد قررت عصابة الانقلاب تطبيق مبدأ المُعاملة بالمثل، وحظر دخول المُواطنين القطريين، اعتبارا من بداية يوم الجمعة 6 مارس وحتى إشعار آخر، وذلك في ضوء ما قررته قطر من حظر دخول المصريين، في ضوء ارتفاع حالات الأجانب المصابين بفيروس كورونا، والذين غادروا مصر عائدين إلى بلادهم.
ظهور حالات
ولا يزال الغموض يحوم حول انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر، مع أن هناك أنباء عن وجود حالات إصابة ووفيات بالفيروس تتحفظ عصابة العسكر في الإعلان عنها، لكن كشفت عنها دول مثل فرنسا وكندا مؤخرا، عندما أعلنتا عن ظهور حالات إصابة بالفيروس لديهما، عقب قدوم هؤلاء الأشخاص من مصر.
ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الاثنين 2 مارس 2020، أعلنت عن تسجيل حالتي إصابة جديدتين بكورونا لزوجين عادا من مصر مؤخرا، وكل الدلائل والشواهد تؤكد عدم شفافية عصابة الانقلاب في التعامل مع وباء خطير مثل كورونا، ما قد ينذر بكارثة في دولة يزيد عدد سكانها عن الـ100 مليون نسمة، الأمر الذي استدعى غضبا شعبيا في الشارع المصري وعلى مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، منددين بتعامل الدولة مع هذا الملف الحساس الذي يمس حياتهم.
حتى الآن، ترفض وزارة الصحة في حكومة الانقلاب الاعتراف بوجود أي حالات إصابة داخل البلاد، فقد أعلنت عن إصابة حالة وشفاء حالة ثانية اكتشفت في يناير 2020، مؤكدة خلو البلاد من الفيروس.
وخلال مداخلة هاتفية لبرنامج “الحكاية” على قناة إم بي سي الذي يقدمه عمرو أديب، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة في حكومة الانقلاب: إن “فيروس كورونا غالبا سيأتي إلى مصر، وإذا جاء فإن 82% من المصابين لا يحتاجون إلى مستشفى أو علاج”، وأضافت: “هيقعد في البيت شوية وهيخف”.
وأردفت أن “15% من المصابين فقط سيحتاجون الذهاب إلى المستشفى”، مؤكدة استعداد الوزارة بشكل تام”. وفي 28 فبراير أكد “ديفيد وليامز”، مسئول الصحة بمقاطعة تورنتو الكندية، إصابة جديدة بفيروس كورونا سجلت “لأحد السائحين العائدين من مصر، وعمره 80 سنة، عاد من رحلة سياحية إلى مصر يوم 20 فبراير 2020”.
تأديب العصابة
وفي 29 فبراير 2020، ذكر موقع تلفزيون “فرانس تي في إنفو” الفرنسي، أن وزير الصحة الفرنسي “أوليفيه فيران”، أعلن أن “هناك 6 حالات مصابة بكورونا مُسجلة في مدينة آنسي، تتعلق بمسافرين عائدين من رحلات مُنظمة إلى مصر”.
وفي نفس اليوم، أعلن “مركز مكافحة الأوبئة” في تايوان عن إصابة امرأة عائدة من الشرق الأوسط، وأن السيدة الستينية كانت في جولة سياحية إلى مصر ودبي، وعادت إلى تايوان في 21 فبراير 2020 بعد أن “شعرت بإعياء أثناء زيارتها إلى مصر”.
تلك المستجدات الطارئة، دعت منظمة الصحة العالمية إلى إصدار بيان، قالت فيه: إنها “على علم بالتقارير الصادرة عن السائحين الفرنسيين والآخر الكندي، والذين ثبت مؤخرا إصابتهم بفيروس كورونا بعد عودتهم من مصر”.
رئيس مجلس الشورى القطري أحمد آل محمود، وعلى هامش أعمال الجمعيّة العامّة للاتحاد البرلماني الدولي 140، قال في لقاء مع قناة (RT)، إنّ 300 ألف مصري ومصريّة يعملون في قطر، لم يتم طرد أيّ منهم، عند اندلاع الأزمة الخليجيّة، وهو خلاف ما فعلته دول المُقاطعة، وطلبت من القطريين المُغادرة لوطنهم، حتى المرضى أخرجتهم من المُستشفيات وأبعدتهم.
ويُضيف آل محمود أن بلاده على يقين أن مصر ستتأثّر بشكلٍ كبيرٍ، لو تم طرد العاملين المصريين، وهذا ما لا ترضاه الدوحة، خاصّةً أن المُتضرّر الأوّل سيكون المواطن البسيط الذي لا علاقة له بالخِلاف القائم بين الدول.
الورقة الاقتصاديّة التي يُلوّح بها رئيس مجلس الشورى قويّة ولافتة، وهي إعادة تذكير قطري أو تحميل جميل كما يصفه مراقبون، لعصابة الانقلاب بمصر التي تُقاطعهم، وتذكير بالأضرار الاقتصاديّة النّاجمة في حال عودة ربع مليون مصري، على الاقتصاد المصري، الذي يُعاني أساسا، وتهديد مُبطّن بإمكانيّة طردهم.
وإن كانت الدوحة وعلى لسان رئيس مجلس شورتها، تُبدي حِرصها على المُواطن البسيط كما قال، الذي لا علاقة له بالخِلافات بين الدول، لكن في السياسة أوراق الضغط قد تحضُر في اللّحظات الحرِجَة، أو النّوايا مُسبقة التّحضير، يقول المراقبون.