وجّه السيسي وزارة الدفاع بدراسة إمكانية تحويل الصيادلة إلى أطباء بعد حصولهم على شهادة معادلة؛ بدعوى تعويض العجز في أعداد الأطباء لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا.
وأرسلت الأكاديمية الطبية العسكرية دعوة إلى نقيب الأطباء، الدكتور حسين خيري، لحضور اجتماع بمقر الأكاديمية يوم الأربعاء المقبل، لمناقشة إمكانية تطبيق الاقتراح.
بدورها ردت نقابة الأطباء على الدعوى، بخطاب أعلنت فيه رفضها للاقتراح جملة وتفصيلا، وشددت على أنه يضر بالمرضى، وقالت النقابة إن أي دراسة مكملة لا يمكنها معادلة شهادة علمية مختلفة، محذرة من أن هذا الأمر سيضر بسمعة مصر الطبية العالمية؛ لأنه لا توجد أي سابقة لذلك في تاريخ مهنة الطب الحديث.
في غضون ذلك قال مساعد وزيرة الصحة بحكومة السيسي للشئون المالية والإدارية، اللواء وائل الساعي، إن مكافأة الأطباء في مستشفيات العزل تبلغ 350 جنيها عن يوم العمل الواحد لكل طبيب كحد أقصى، ونفى الساعي ما يُروج بشأن تقاضي الطبيب 1425 جنيها في اليوم بإجمالي 20 ألف جنيه عن فترة العمل المقررة لكل طبيب بـ14 يومًا متواصلة.
وقال الساعي، خلال اجتماع للجنة الصحة في برلمان السيسي: إن المكافأة في حدها الأقصى تبلغ 4900 جنيه للمخالط المباشر، و2450 جنيها للمخالط غير المباشر للمرضى.
وقال الدكتور مصطفى جاويش، المسئول السابق بوزارة الصحة: إن قرار السيسي تحويل الصيادلة إلى أطباء يمثل كارثة على المستوى العلمي والأخلاقي، ويعد تعديًا على سلطات وزارة التعليم العالي المنوطة بهذا الأمر وبحثه ودراسته، وأيضا مجلس النواب إذا كان موجودًا بالأساس، وأيضا وزارة الصحة باعتبارها صاحبة الحق الأصيل.
وأضاف جاويش، في مداخلة هاتفية لقناة "وطن"، أن وقف انتشار فيروس كورونا لا يكون على حساب صحة المواطنين، فهذا نوع من النصب والتدليس، مضيفا أن مصر ليس بها عجز في الأطباء، بل مصر تعاني هروب الأطباء إلى الخارج بسبب تردي الأوضاع في المنظومة الصحية، مضيفا أن السعودية بها 70 ألف طبيب مصري.
وأوضح أن السيسي يتفنن في اتخاذ القرارات العشوائية والقفز فوق المشكلة الحقيقية، مضيفا أن اشتغال غير الأطباء بمهنة الطب هو السبب في تدهور الخدمات الصحية في مصر، مضيفا أن هذا القرار يؤدي إلى مزيد من الفقر والمرض والجهل للشعب المصري.
وأشار إلى أن إيطاليا دفعت بطلبة كلية الطب إلى مقدمة الصفوف لمواجهة كورونا، لكن هؤلاء لديهم معلومات حول تشريح الجسم البشري ووظائف الأعضاء، لكن الصيادلة لا يملكون الخبرة والمعلومات الكافية التي تؤهلهم لممارسة مهنة الطب.
الدكتور أحمد رامي، أمين صندوق نقابة الصيادلة سابقا، رأى أن قرار تحويل الصيادلة إلى أطباء من اختصاص المجلس الأعلى للجامعات ولا دخل للأكاديمية العسكرية؛ لأنه هو المنوط به وضع المناهج في الكليات وإجراء المعادلات في حال الاحتياج إليها.
وأضاف رامي أن الجهة المنوط بها تحديد المتطلبات أن الصيدلي يصبح طبيبًا هي قطاع التعليم الطبي في المجلس الأعلى للجامعات، مضيفا أن السيسي اختزل الدولة كلها في مؤسسة الجيش، ولا توجد دولة تسير على هذا النهج وتحقق أي تقدم يذكر.
وأوضح رامي أن "الصيدلي في الأرياف عندما يصرف دواء للمرضى يكون وفق أصول تعلّمها ودرسها، وليس من بينها التشخيص أو تناول أمراض لم يتطرق لها تعليمه"، مضيفا أن "غالبية دول العالم لجأت إلى تأهيل بعض التخصصات في الطب لممارسة دورها في محاربة كورونا، وليس كما يفعله السيسي من التعامل مع الأزمة بصورة ساذجة وبدائية".
وأشار إلى أن مصر لديها 110 آلاف طبيب مغترب في الخارج، بسبب ظروف العمل الطاردة للأطباء وضعف الرواتب، مضيفا أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وثق تراجع أعداد الأطباء في مصر العاملين في مصر بنسبة 9%.
https://www.facebook.com/watanegypt/videos/236181074276365/