واصل فيروس كورونا ضرب المؤسسات الطبية بمختلف المحافظات المصرية، وكان آخر الضحايا وفاة الدكتور عبد الناصر حسن، استشاري العلاج الطبيعي ومدير مستشفى الأقصر العام السابق ونقيب العلاج الطبيعي بمحافظة الأقصر، وسط فشل حكومة الانقلاب في مواجهة الفيروس وتوفير الحماية اللازمة للأطقم الطبية.
الأطباء في خطر
وأعلن الدكتور محمد صفي الدين، مدير مستشفى المطرية التعليمية، عن إصابة 19 من الطاقم الطبي بفيروس كورونا المستجد، نتيجة انتقال العدوى من ممرضة خالطت حماها المتوفي بالفيروس، مشيرا إلى أنه تم حصر جميع المخالطين من الفريق الطبي والعاملين، وإجراء مسح وتحاليل لهم، وفي انتظار نتائج أخرى خلال الساعات المقبلة.

فشل حكومة الانقلاب في توفير الحماية اللازمة للأطباء، دفع نقابة الأطباء إلى المطالبة بزيادة عدد مستشفيات العزل وتخصيص مستشفى لأعضاء الطواقم الطبية، مشيرة إلى تفاقم مشكلة التأخير فى نقل الأطباء وأعضاء الفريق الطبى المصابين بفيروس كورونا لمستشفيات العزل، وتأخر تلقيهم للرعاية الطبية اللازمة لضمان سرعة شفائها حتى تستطيع العودة بسرعة لممارسة دورها في مكافحة الوباء.
وقالت النقابة، في بيان لها، “وردت إلينا ملاحظات من الأطباء العاملين بمختلف الجهات، تفيد بأن هناك تكدسا بالمرضى فى مستشفيات العزل التى تعمل حاليا، مما يترتب عليه أحيانا التأخير فى نقل المواطنين المصابين بفيروس كورونا لمستشفيات العزل حال الاحتياج لذلك، وأحيانا التأخير فى نقل المصابين منهم بأعراض بسيطة لأماكن الحجر الأخرى المقررة بخلاف المستشفيات مثل المدن الجامعية”، مؤكدة ضرورة تخصيص مستشفى أو أكثر لعزل أعضاء الطواقم الطبية المصابين بالفيروس.
وطالبت النقابة بسرعة فتح مستشفيات عزل جديدة بمختلف المحافظات طبقا لمؤشر الإصابات بكل محافظة، وزيادة أماكن الحجر غير العلاجية مثل المدن الجامعية، مع سرعة تجهيزها لتتلاءم مع المعايير المطلوبة لذلك، وفى حالة عدم كفاية عددها أو تجهيزاتها، نقترح التعاقد مع بعض الفنادق لذلك.


فشل انقلابي
وأكدت النقابة ضرورة تغيير تعليمات مكافحة العدوى الجديدة، وقالت النقابة: “فى الوقت الذى تتزايد فيه حالات الإصابة فى الطواقم الطبية بفيروس كورونا المستجد نتيجة مخالطة المرضى، وهو ما يعنى الخصم من قوة الفريق المواجه فى تلك الحرب وبدلاً من اتخاذ مزيد من إجراءات الحماية للأطباء وباقى الفريق الطبى، فاجأت وزارة الصحة الجميع بتعديل برتوكول إجراءات الفحص ومسحات المخالطين من أعضاء الفريق الطبى الذى خالط حالة إيجابية لكورونا دون استخدام الواقيات المطلوبة”.
وشددت النقابة على ضرورة تغيير هذه التعليمات مع ضرورة اتباع أقصى درجات سبل توفير الحماية للفرق الطبية التى تتصدر الصفوف دفاعا عن سلامة الوطن والمواطنين، ووصفت نقابة الأطباء هذه التعليمات بأنها خطيرة جدا، لأنها تعنى أن عضو الفريق الطبى الحامل للعدوى (قبل ظهور الأعراض) سوف يسمح له بالعمل ومخالطة الآخرين، مما سيؤدى بالضرورة لانتشار العدوى بصورة أكبر بين أفراد الطاقم الطبى، الذين بدورهم سينقلون العدوى لأسرهم وللمواطنين، وبدلا من أن يقدم عضو الفريق الطبى الرعاية الطبية للمواطنين سيصبح هو نفسه مصدرا للعدوى، مما ينذر بحدوث كارثة طبية حقيقية.

وكانت “لجنة الشباب بالنقابة العامة للأطباء” قد كشفت عن إصابة 44 من أعضاء الفريق الطبي بمستشفى الزهراء الجامعية بفيروس كورونا المستجد، وطالبت اللجنة وزارة الصحة في حكومة الانقلاب بسرعة توفير أماكن بمستشفيات العزل للأطقم الطبية، ونقل الحالات المصابة بكل من مستشفى الزهراء الجامعية ومستشفى أحمد ماهر إلى مستشفيات العزل لتلقي العلاج اللازم، خاصة بعد تدهور الحالة الصحية لبعضهم.
وقالت اللجنة، عبر صفحتها على فيسبوك: “تتابع لجنة الشباب بفزع وقلق المعلومات المتلاحقة التي تصلنا لإصابات كبيرة بفيروس كورونا المستجد بين أعضاء الفريق الطبي بمستشفى الزهراء الجامعية، حيث تم تأكيد إصابة أكثر من 44 حالة إيجابية، تم نقل 24 حالة إلى مستشفى عزل الأزهر التخصصية، وما زال 20 طبيبا في الاستقبال ولم يدخلوا مستشفى العزل حتى الآن، كما أن باقي الأطقم الطبية في انتظار عمل المسحات PCR والتي يوجد مماطلة وتأخير غير مبرر في عملها حتي الآن وما زال العدد في ازدياد”.