تضاعفت 7 مرات خلال 6 سنوات.. الأسعار تكوي المصريين فى عهد السيسي

- ‎فيتقارير

موجات ارتفاع الأسعار منذ الانقلاب الدموي بقيادة عبد الفتاح السيسي، فى 3 يوليو 2013، لا تتوقف بل تكتسح كل شيء.. الكهرباء.. المياه.. الوقود.. الفواكه والخضراوات.. السلع الغذائية.. الآلات والمعدات.. الأجهزة الكهربائية والمنزلية.. تعريفة المواصلات.. الأدوية وألبان الأطفال.. وغيرها.

المراقبون اعتبروا هذه الارتفاعات غير المنطقية بمثابة سرقةٍ ونهبٍ لجيوب المصريين واستنزافٍ لكل أموالهم، وقالوا إن هذه الأوضاع زادت من أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر، حيث وصل معدل هذه الفئة إلى 60% من إجمالي السكان، أي أكثر من 60 مليون مصري لا يجدون لقمة العيش بحسب تقدير البنك الدولي .

وأكد خبراء الاقتصاد أن الأسعار تضاعفت نحو 7 مرات فى عهد السيسي بالنسبة لعدد كبير من السلع والمنتجات، موضحين أن سيناريو ارتفاع الأسعار سوف يستمر فى ظل وجود نظام العسكر، وأرجعوا ذلك إلى فشل هذا النظام والفساد المستشري بين شلة السيسي والنهب المنظم لثروات البلاد .

وحذر الخبراء من أن هذه الأوضاع ستؤدى إلى ارتفاع نسب المتسولين والمشردين، وتهدد باندلاع ثورة جياع تأكل الأخضر واليابس.

كان محمد شاكر، وزير الكهرباء بحكومة الانقلاب، قد أعلن الثلاثاء عن رفع أسعار فواتير الكهرباء بنسبة تصل الى 30%، وبذلك يكون نظام السيسي قد رفع أسعار الكهرباء 7 مرات خلال 6 سنوات منذ 2014 وحتى الآن .

كوارث صندوق النقد

عن هذه الارتفاعات يقول مصطفى عبد السلام، الخبير الاقتصادي: “طالما أن نظام العسكر يلجأ إلى صندوق النقد الدولي فإن الأسعار مرشحة للارتفاع”، مشيرا إلى أن “من أبرز ملامح برامج الصندوق خفض الدعم عن السلع الرئيسية كالوقود والكهرباء وغيرها” .

واعتبر عبد السلام، فى تصريحات صحفية، أن الزيادات المتتالية في أسعار الكهرباء والوقود غير مبررة، خاصة في ظل تراجع سعر النفط في الأسواق العالمية.

وأوضح أن تراجع أسعار النفط كان من المفترض أن ينعكس إيجابا على الدول المستوردة ومنها مصر، لكن هذا لم يحدث، مؤكدا أن نظام الانقلاب يعمل على استنزاف المصريين ونهب ثرواتهم .

ارتفاع أسعار ألبان الأطفال

وعن ألبان الأطفال الصناعية، كشف الدكتور “علي عبد الله”، مدير مركز الدراسات الدوائية، عن ارتفاعات كبيرة فى أسعار ألبان الأطفال الصناعية المستوردة الحرة بالصيدليات .

وقال “عبد الله”، فى تصريحات صحفية: إن أسعار عبوة “البيبيلاك” و”الأبتاميل” وصل إلى 92 جنيها.

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار عبوات الألبان كان له تأثير إيجابي على اقتصاد القوات المسلحة، موضحا أن الارتفاع الجنوني فى أسعار ألبان الأطفال أدى الى زيادة توزيع الألبان التي توفرها القوات المسلحة .

واعتبر عبد الله أن المشكلة تكمن في بذخ الإنفاق على الدعاية السلبية للألبان من قبل الشركات المنافسة، لدرجة تهديد أولياء الأمور بموت الطفل بسبب اللبن المدعم ووهم الأهالي بضرورة الاعتماد على الألبان المستوردة .

الحماية الاجتماعية

وقال أشرف دوابة، أستاذ التمويل والصرافة الإسلامية، إن تسارع الإجراءات المتخذة من قبل نظام العسكر برفع أسعار الخدمات والسلع رغم كونه يأتي في إطار تطبيق التزاماته لشروط صندوق النقد الدولي، فإنه يعكس عدم التفاته للواقع الاجتماعي ولوازمه، وعدم اهتمامه بتوفير أي من عوامل الحماية الاجتماعية.

وحذر دوابة، في تصريحات صحفية، من آثار وتبعات الاستمرار في ذلك، والاعتماد في تطبيق تلك الإجراءات على القوة العسكرية التي يراها الأداة الوحيدة للنظام الحالي في إجبار المواطنين على تنفيذ تلك الإجراءات، متوقعا أن يستمر النظام في هذا النهج بالشكل الذي سيسارع من تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير.

ويرى أن هذه السياسة الاقتصادية المتبعة لن تكون مجدية بأي حال من الأحوال كونها قائمة على “ترقيع الديون” دون وجود أي إنتاج حقيقي، الأمر الذي سيفاقم من الأوضاع الصعبة على مختلف المستويات، دون أي اكتراث من قبل النظام ومؤيديه من رجال أعمال وساسة لا يتضررون من تلك الأوضاع.

واعتبر دوابة استخدام الديون كمسكن لآلام الفقراء “نوعا من التدليس والافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فما ارتفع السعر في عهد الرسول في ذلك التوقيت إلا لانخفاض العرض نتيجة لظروف طبيعية أثرت على الإنتاج الزراعي بالمدينة مقابل العرض المطلوب، فارتفع السعر وفقا لقوانين العرض والطلب، لذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم التسعير حتى لا يظلم أحدا .

وأكد أن السيسي استحل الدماء والأموال، وضاعف الأسعار بنفسه على الشعب بقرارته الجائرة، في حين توسع في العطايا لأفراد مؤسسات دولة العسكر المساندة له من جيش وشرطة وقضاة وغيرهم .

مصالح الفقراء

وقال مصطفى شاهين، مدرس الاقتصاد بأكاديمية أوكلاند الأمريكية: إن إجراءات رفع الأسعار رغم ما يظهر من أنها اضطرارية في إطار تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي، فإنها في حقيقة الأمر تصب ضد مصالح الفقراء ومحدودي الدخل، مشيرا إلى أن الحصول على الماء والمواصلات العامة أحد أساسيات الحياة، ومع ارتفاع الأسعار قد لا يستطيع الكثيرون الحصول على احتياجاتهم .

وأكد شاهين، في تصريحات صحفية، أن أي دولة تحترم مواطنيها لا يمكن تحت أي ظرف أن تزيد الأسعار بهذا الشكل، لكن ما تمر به مصر من أوضاع مقلوبة تفتقد فيها لنظام اقتصادي عادل يعمل على توزيع المكاسب والأعباء بشكل صحيح وعادل هو سبب الاستمرار في إقرار هذه الإجراءات .

ويرى أن تخفيف هذه الأعباء عن الموازنة العامة للدولة لم يحقق أهدافه المرجوة، حيث لم يتوفر فائض يسمح بتنفيذ مشروعات جديدة، كما تم رفع أسعار الفائدة مما زاد أعباء الدين في الموازنة العامة، مشددا على ضرورة أن تسعى حكومة الانقلاب نحو بلورة إطار لزيادة الإنتاج والحد من تأثير هذه الإجراءات.

وتابع: مع زيادة الأسعار المستمر نقول لا عزاء للحماية الاجتماعية للبسطاء في ظل هذا النظام العسكري، موضحا أن الاقتصاد السياسي يقول إنه لا بد من منظومة كاملة للإصلاح، تبدأ بعودة الجيش إلى ثكناته، أما السيسي فمشروعه هدم الاقتصاد جملة بالديون والغلاء.