ألقت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا مع غزو موسكو في 24 فبراير بظلالها على قطاع السياحة في مصر والذي يعتمد بشكل كبير على الزوار من البلدين، بحسب تقرير نشره موقع "المونيتور".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" سجل 30٪ من التراجع في حجوزات السياحة من الروس والأوكرانيين حتى الآن ، حتى قبل الاجتياح، في الوقت الذي ازدادت فيه التوترات ، بينما حشدت روسيا قواتها على طول الحدود الأوكرانية.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن مصر، شأنها شأن الدول الأخرى، شهدت انخفاضا كبيرا في أعداد السياح خلال تفشي وباء فيروس كوفيد-19، إلا أن هناك آمالا بالانتعاش مع تخفيف القيود واستئناف الرحلات من روسيا.
ولطالما كان ساحل البحر الأحمر مقصدا سياحيا رائجا للروس، ولكن بعد هجوم نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء في العام 2015 أسقط طائرة روسية متجهة من شرم الشيخ إلى سانت بطرسبرغ ، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا، علقت موسكو رحلاتها إلى مصر، وقد رفع الحظر أخيرا في يوليو الماضي، واستأنفت روسيا رحلاتها الجوية التجارية المباشرة إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ في أغسطس، وكان المسؤولون الحكوميون قد توقعوا أن يرتفع عدد السياح الروس إلى ما يتراوح بين 300 ألف و 400 ألف سائح شهريا.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في بيان بتاريخ 23 فبراير إن "الحكومة تدرس حاليا تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية من مختلف الجوانب" دون مزيد من التفصيل.
ولا توجد إحصاءات مصرية حول عدد السياح الأوكرانيين خلال عام 2021، إلا أن وكالة السياحة الأوكرانية قالت في تقرير صدر يوم 25 يناير إن "1.46 مليون أوكراني زاروا مصر خلال العام الماضي، مما يجعل مصر ثاني أكثر وجهة سياحية شعبية بعد تركيا".
وقال بيتر ناثان، عضو مجلس إدارة جمعية الفنادق المصرية المملوكة للدولة وصاحب منتجع "إكسبرينس سي بريز" وهو سلسلة فنادق في شرم الشيخ للمونيتور "هناك انخفاض بنسبة 30 في المائة في عدد السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا إلى منطقة البحر الأحمر".
وأضاف ناثان أن السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا هم الزائرون الرئيسيون إلى منطقة البحر الأحمر ، وهناك دون شك تأثير على عدد السائحين الداخلين في الوقت الحاضر.
وقال إن "الأعداد انخفضت بالفعل في فبراير نتيجة للأزمة السياسية ، بالرغم من أن معدلات السياحة في الربع الأخير من عام 2021 كانت مشجعة للغاية ".
وفي الوقت نفسه، قال إلهامي الزيات الرئيس السابق لاتحاد السياحة المصرية ووكيل شركة الطيران الأوكرانية الدولية في مصر لمونيتور "أبلغتنا الخطوط الجوية الأوكرانية بأنها ستعلق رحلاتها إلى مصر بشكل دائم هذا الشهر، دون تحديد موعد لاستئناف الرحلات الجوية، نتيجة للتوتر مع روسيا".
ولفت إلى أن شركات السياحة المصرية تعتمد على بريطانيا وألمانيا لتعويض النقص.
وفى 25 فبراير الماضي، أعلنت وزارة السياحة والآثار أن أي سائح أوكراني عالق في البلاد بسبب الأزمة الحالية يمكن أن يبقى حتى يعود بأمان.
وأكدت نورا علي، رئيسة لجنة السياحة والطيران في برلمان السيسي لمونيتور ، أن الحجوزات من أوكرانيا انخفضت بنسبة 25-30 بالمائة في فبراير.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة السياحة والآثار في سبتمبر 2021 "جاء الأوكرانيون في المرتبة الثانية بعد الألمان، من حيث عدد السياح الوافدين إلى مصر قبل جائحة فيروس كورونا".
وكان وزير السياحة والآثار في حكومة السيسي خالد العناني قد قال في يونيو الماضي "كانت أوكرانيا من أوائل الدول التي جاء سائحوها إلى مصر منذ استئناف حركة السياحة الوافدة في يوليو 2020 ، حيث يزور أكبر السياح المعالم المصرية".
وقالت نورا علي إن "الأوكرانيين يمثلون حوالي 30 في المائة من إجمالي السياح في البحر الأحمر، ولكن السياحة بشكل عام انخفضت بسبب فيروس كورونا، والآن انخفضت أعداد السياح من أوكرانيا وروسيا أكثر".
وفي عام 2019، زار 13.1 مليون سائح مصر، مما حقق إيرادات بلغت 13.03 مليار دولار ، لكن مع انتشار فيروس كورونا في عام 2020، انخفضت عائدات السياحة بنحو 70 في المئة إلى 4 مليارات دولار، وبلغ عدد السياح 3.5 مليون، وفقا لوكالة رويترز.
وفي الوقت نفسه، ذكر موقع مصراوي في 22 فبراير أن عام 2021 شهد انتعاشا ملحوظا في قطاع السياحة ، مع إعادة فتح الأعمال واستئناف الرحلات الجوية، فضلا عن الرحلات المباشرة من روسيا إلى المنتجعات السياحية في مصر.
وقال أحمد طارق، وهو محاسب بفندق سياحي في شرم الشيخ، ل"ذا مونيتور" إن "الحجوزات السياحية قد انخفضت بالفعل خلال الأسابيع الماضية، وخاصة منذ منتصف يناير، مع وصول عدد أقل من السياح القادمين من أوكرانيا وروسيا".
وأعرب عن مخاوفه من أن تؤثر الأزمة الأوكرانية على عمل العاملين في القطاع السياحي".
https://www.al-monitor.com/originals/2022/02/egyptian-tourism-sector-braces-impact-ukraine-crisis