إطلاق تقرير خداع التنمية للعام الثاني.. إصدار حكومة السيسي بغلاف “الأمم المتحدة”

- ‎فيأخبار

صدرت نسخة جديدة من "تقرير التنمية البشرية" والذي يصدر للعام الثاني بتعاون بين حكومة السيسي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بعد أن توقف لسنوات قبلها كان المجتمع المدني والباحثون من عينة د.نادر فرجاني مصدر تقرير  التنمية البشرية الأول في عهد المخلوع، وكان يعكس إلى حد بعيد واقعا يرصده الباحثون لاهثين وراء الرقم الحقيقي للأداء الاقتصادي وواقع التنمية في دخل الفرد والحقوق في الصحة والتعليم والسكن ، إضافة إلى حقوق الإنسان ووضعها على مستوياتها المختلفة.
ولكن التقرير تكرر أن يكون من إصدار وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية التابعة لحكومة السيسي، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في مصر، ويرصد بحسب المعلن كيف شرعت مصر في تنفيذ برنامج وطني شامل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي أعطى الأولوية للاقتصاد كقاطرة أساسية لدفع عجلة التنمية ووضع الإنسان في قلب التنمية".

لا يقين مستقبلا
الطريف أن "البرنامج الإنمائي" عبر (@UNDPArabic) قال  "يجادل تقرير التنمية البشرية  بأن طبقات من الغموض وعدم اليقين آخذة في التراكم والتفاعل فيما بينها بما يؤثر سلبا وبدرجة غير مسبوقة على استقرار حياة الناس، إذ كان للعامين الماضيين تأثيرا مدمرا على حياة البلايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
وتعمدت وزيرة التخطيط إظهار الجانب الحسن من التقرير الذي لم يسجل أي ملاحظات على أداء حكومة السيسي وقال د.هالة السعيد (@halaelsaid) "أظهر تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية البشرية  ٢٠٢١/٢٢ زيادة ترتيب مؤشر  مصر لتصل إلى المركز ٩٧ من ١١٦ في المؤشر السابق، وتعمل الحكومة المصرية على تعزيز مفهوم ومبادئ التنمية البشرية في كل المحاور وعلى كل الأصعدة ومبروك للجميع".
وأمام واقع مأساوي للتنمية في مصر أطلقت وزارة التخطيط على تقرير التنمية البشرية في مصر 2021 "التنمية حق للجميع ،  مصر المسيرة والمسار".
الصحفي بالأهرام عمار علي حسن علق هذا التقرير (@ammaralihassan  وقال  "طالعت تقرير التنمية البشرية في مصر، ورغم ما فيه من جهد كبير، ورغم الأسماء المكتوبة عليه، وبعض النقد الخفيف للسياسات، إلا أنه ذكرني بكتاب هاف في الإحصاء ، كيف تكذب بالأرقام  وحتى لو لم يكن كذلك، فما فائدة هذا الجهد إن كان العلم والمعرفة في واد والقرار في واد آخر، أم هي زينة؟

معندناش
ولعل الجميع يذكر السيسي وهو يزور فرنسا في 2017 وهو يقول للرئيس إيمانويل ماكرون "بتسألني عن تعليم جيد معنديش  بتسألني عن صحة جيدة، معنديش بتسألني عن إسكان جيد معنديش ".
 

 

وكان الحل شراء طائرة رئاسية جديدة بنصف مليار دولار وبناء قصور رئاسية👇👇👇👇👇👇
❌ السيسي في 24 أكتوبر 2017
في مؤتمر صحفي مع ماكرون في قصر الإليزيه قال :
بتسألني عن تعليم جيد
معنديش تعليم جيد
بتسألني عن صحة جيدة
معنديش صحة جيدة
بتسألني عن إسكان جيد
معنديش إسكان جيد pic.twitter.com/lw91PRFjg8

— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) August 31, 2022

https://twitter.com/i/status/1564919159875686402

وعبر قناة "صدى البلد" المنحازة ظهر الصحفي والكاتب د. عبد المنعم سعيد مهللا بأن "مصر تقدمت 19 مركزا في تقرير التنمية البشرية لأول مرة".
في حين كذبته وكذبت التقرير المؤشرات العالمية التي رصدت بحسب تصنيف مؤشر التنمية البشرية (HDI) الذي يقيم الدول على أساس جودة التعليم والصحة والقوة الشرائية للمواطنين أن مصر في المرتبة ١١٦ بين 140 دولة.
وقال مؤشر دافوس الخاص بجودة التعليم أن مصر احتلت المرتبة الأخيرة عربيا، والمرتبة رقم 139 عالميا في جودة التعليم ، من أصل 140 دولة.
وعلى مستوى دخل الفرد يبلغ متوسط دخل الفرد في بريطانيا يعادل ٢٥٠٠ جنيه إسترليني يعني ٥٦٠٠٠ جنيه مصري، أما في مصر فمتوسط دخل الفرد وفقا لأرقام رسمية حوالي ٩٠٠٠ جنيه مصري ، فبريطانيا ضعف مصر ٦ مرات.
ودخل الفرد في مصر؛ ترتيبه ال 100 من 105 دولة، حسب تقارير دولية، وأسعار السلع الغذائية والكهربائية والموبايلات و السيارات.
وعن مستوى دخل الفرد يتحدث المراقبون عن أن وزيرة التخطيط "السعيد" كانت تقول إن "دخل الفرد في مصر سيكون ٦ آلاف دولار في السنة  وذلك عام ٢٠٢٠".
ومؤشر معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة؛ في بريطانيا يموت ٣ أطفال من كل ١٠٠٠ حالة، وفي مصر يموت ١٦ طفلا من كل ١٠٠٠ حالة.
وفي بريطانيا تحتل ثلاث جامعات من العشر الأوائل على مستوى العالم هم جامعة أوكسفورد ، إمبريال كولدج ، كلية لندن الجامعية، في حين أن تصنيف جامعة القاهرة في المركز ٣٠١ عالميا.
وعن نسبة الأمية فإنها في بريطانيا ١٪  وفي مصر ٢٥٪ حيث ربع الشعب المصري يعاني من الأمية والجهل وهو ضعف بريطانيا بخمس وعشرين مرة.
وعن متوسط الأعمار فإنه في بريطانيا يعيش الفرد حتى عمر ٨٠ عاما، وفي مصر يعيش الفرد حتى عمر ٧٠ عاما في المتوسط.
وعن مؤشر جودة الحياة، تحتل بريطانيا المركز العشرين عالميا بينما مصر في المركز ٧٨ عالميا، ووفق هذا المؤشر تمنح الحكومة في بريطانيا محدودي الدخل حزمة مساعدات تشكل السكن والراتب وتوفير فرص عمل ودعم مالي للأطفال بشكل دوري على عكس ما يحدث في مصر.

انتقاد حقوقي
وبناء على التقرير المشابه لهذا التقرير في ورديته، خاطبت منظمات «العفو الدولية» و«هيومان رايتس ووتش» و«مركز القاهرة لحقوق الإنسان» مدير برنامج اﻷمم المتحدة الإنمائي، آخيم شاتينر، للاحتجاج على مضمون تقرير التنمية البشرية في مصر، الذي أشاد بقوانين مكافحة الإرهاب، والكيانات الإرهابية، ومكافحة الجريمة الإلكترونية يتعارض مع استخدام السلطات المصرية هذا الإطار التشريعي لتجريم كل أشكال المعارضة، وتقويض ضمانات المحاكمة العادلة للمتهمين بالإرهاب وجرائم الأمن القومي، والإشادة بقانون العمل اﻷهلي، ما يتناقض مع مواقف سابقة لخبراء تابعين للأمم المتحدة.
وسبق أن دفنت حكومة السيسي تقرير التنمية البشرية لعام 2016 ومنعته من الصدور لأنه بحسب ماجد عثمان، المؤلف الرئيسي لهذا التقرير، أبلغه عند حذفه بعد النشر أن وزير الداخلية وقتها مجدي عبد الغفار أخبره أن الحكومة غير راضية عن التقرير ، بسبب ما يبرزه من مظاهر انعدام العدالة.
وأضاف في تصريحات لمصدر أن "الحكومة المصرية اختلفت مع مكتب الأمم المتحدة بشأن التقرير".