رغم تحذيرات المنظمات الدولية..دولة الاحتلال تعمل على تصفية القضية الفلسطينية بمنع دخول المساعدات

- ‎فيعربي ودولي

 

واصلت المنظمات الدولية تحذيراتها من المجاعة التي يشهدها قطاع غزة، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني على القطاع وإغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ مطلع شهر مارس الماضي.

وطالبت المنظمات بضرورة عودة المساعدات الإنسانية والسماح بدخول الأغذية والأدوية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة سكان القطاع إلى الحياة بدلا من الموت الذي يواجهونه الآن .

في هذا السياق حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن استمرار حصار غزة سيقتل مزيدًا من الأطفال والنساء، مطالبة دولة الاحتلال برفع الحصار عن غزة، والسماح بتدفق الإمدادات الإنسانية. 

 

عقاب جماعي

 

 وقال"فيليب لازاريني" المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) : إن "غزة باتت أرضًا لليأس، نتيجة تعرض مليوني شخص لعقاب جماعي، بعد حصار مستمر منذ مطلع مارس الماضي من جانب سلطات الاحتلال" محذرًا من أن الجوع ينتشر ويتعمق، وهو متعمد ومن صنع الإنسان. 

 وتساءل "لازاريني" في منشور على موقع إكس: متى ستتحول كلمات الإدانة الجوفاء إلى أفعال لرفع الحصار واستئناف وقف إطلاق النار وإنقاذ ما تبقى من الإنسانية؟ . 

وأكد أن المصابين والمرضى وكبار السن محرومون من الإمدادات والرعاية الطبية ، لافتا إلى أن المنظمات الإنسانية لديها مساعدات جاهزة للدخول إلى غزة، تشمل ما يقرب من 3 آلاف شاحنة تابعة للأونروا تحمل مساعدات منقذة للحياة. 

 وأشار "لازاريني" إلى أن الإمدادات الأساسية المخصصة للمحتاجين بدأت تنتهي صلاحيتها، محذرًا من استخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة وسلاح حرب.

وشدد على ضرورة رفع الحصار، وتدفق الإمدادات، واستئناف وقف إطلاق النار.  

 

ورقة مساومة

 

 وطالبت منظمة الصليب الأحمر الدولي، بالسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدة أن الطريقة التي عرضتها دولة الاحتلال لإدخال المساعدات لا تفي بالغرض .

وحذرت الاحتلال من جعل المساعدات وأرواح المدنيين ورقة مساومة . 

فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع في قطاع غزة كارثي للغاية. 

وقالت المنظمة في بيان لها: "يجري تجويع أكثر من مليوني شخص الآن في غزة ". 

 

تحديات على الأرض

 

من جانبها وصفت مي الصايغ، مسئولة الإعلام بالاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأوضاع في غزة بأنها الأكثر تعقيدا، مشددة على أن المساعدات التي تصل إلى غزة قليلة مقارنة بالاحتياجات الحقيقية .

وكشفت"مي الصايغ" في تصريحات صحفية أن هناك صعوبة في إيصال المساعدات لشمال غزة، بسبب القصف والبنى التحتية غير المتوفرة . 

وأكدت أن الهلال الأحمر الفلسطيني والطواقم العاملة في المنظمات الإنسانية تواجه تحديات كبيرة على الأرض، منها عدم وجود ممر آمن وحماية لهم، كما يتجدد القصف على مركز الهلال الأحمر الفلسطيني بخان يونس، فيما تعاني الفرق الطبية من الإنهاك، نظرا لما تواجهه على الأرض من صعوبة في نقل الجرحى والمرضى . 

وحذرت "مي الصايغ"  من أن نحو 900 ألف طفل فلسطيني معرضون لأمراض الجهاز التنفسي والأمراض المعوية وفقر الدم وسوء التغذية، نتيجة لغياب المياه ومقومات الحياة الكريمة. 

 

التصعيد العسكري

 

وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي: إن "الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة أصبحت كارثية، في ظل المعاناة التي يواجهها أكثر من مليوني شخص بسبب سياسات التجويع، والنقص الحاد في الخدمات الأساسية والمقومات الأولية للحياة". 

وأضاف "فهمي" في تنصريحات صحفية أن سياسة الحصار والإغلاق التي تمارسها قوات الاحتلال تزيد من معاناة السكان وتهدد حياتهم اليومية، خاصة في ظل نقص الإمدادات الصحية والأزمات التي تواجهها منظمة الصحة العالمية التي تعاني من اضطراب غير مسبوق في تمويل مشاريعها، بسبب تقليص الدول المانحة مساهماتها، ما يعوق قدرة المنظمات الصحية على تقديم الدعم الضروري للسكان في غزة .

وأكد أن هذه الظروف تزيد من تعقيد الوضع الصحي في القطاع، الذي يعاني من تدهور كبير في مستوى الخدمات الصحية. 

وحمل "فهمي" دولة الاحتلال بموجب اتفاقيات جنيف الدولية مسؤولية توفير الخدمات الأساسية للسكان في قطاع غزة، محًذرا من أن رفض دولة الاحتلال فتح المعابر لإدخال السلع والخدمات يفاقم معاناة المدنيين في القطاع .

وأشار إلى أن التصعيد العسكري الصهيوني، بالإضافة إلى سياسة القصف المستمر، يجعل من المستحيل تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال.  

 

تصفية القضية 

 

وانتقد خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، الإجراءات التي تمارسها قوات الاحتلال تجاه منظمة الأونروا، حيث تمنعها من دخول قطاع غزة وتوزيع المساعدات على سكان القطاع، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال اعتبرت الأونروا منظمة غير مرغوب فيها في الأراضي المحتلة بالكامل.  

وقال سمير في تصريحات صحفية: إن "الأونروا لها دور تاريخي في دعم الفلسطينيين، مؤكدا أن دولة الاحتلال تسعى لتصفية القضية، وتمارس ضغوطا على كل الدول التي تتبرع لمنظمة الأونروا، وهي ليست جهة خاصة ولا منظمة للعمل المدني أو الأهلي، وإنما هي تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وصدر بها قرار بالإجماع من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتخدم حوالي 6 ملايين فلسطيني في مختلف البلدان". 

وحذر من أن دولة الاحتلال تسعى من خلال الحرب إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهو أمر لا يمكن أن يحدث بدون أن يصبح قطاع غزة مكانا غير قابل للحياة، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال تمنع دخول أي مساعدات إلى القطاع منذ مطلع شهر مارس الماضي.