تحرير أسرى الصهاينة فقط..”مقترح ويتكوف” لا يهدف لوقف إطلاق النار أو دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة 

- ‎فيعربي ودولي

 

 

 

مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي الإرهابى إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لا يهدف إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة أو دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من مليونى إنسان يعانون من المجاعة وإنما يهدف إلى تحرير الأسرى الصهاينة وإعادتهم إلى دولة الاحتلال بدون مقابل . 

كان البيت الأبيض قد أعلن أن الاحتلال الصهيوني وافق على مقترح ويتكوف والذى يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح 28 من المحتجزين الصهاينة من الأحياء والأموات خلال الأسبوع الأول مقابل إطلاق سراح 125 سجينا فلسطينيا محكوما عليهم بالسجن المؤبد ورفات 180 من الفلسطينيين الشهداء.  

كما تتضمن المقترح، إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، إضافة إلى إفراج حماس عن آخر 30 رهينة بمجرد سريان وقف إطلاق نار دائم. 

وكشفت مصادر مطلعة أن المقترح المعدل ينص على وقف دولة الاحتلال جميع عملياتها العسكرية الهجومية فور توقيع الاتفاق، إضافة إلى إطلاق حركة حماس عشرة محتجزين صهاينة وتسليم 18 جثة لأسرى أموات على مرحلتين.  

وقالت المصادر : في اليوم الأول لدخول الصفقة حيز التنفيذ، سيُطلَق سراح خمسة محتجزين أحياء وستُسلَّم تسع جثث محتجزة، فيما سيُطلَق سراح خمسة محتجزين أحياء وجثث تسعة أموات في اليوم السابع من وقف إطلاق النار. في المقابل، ستفرج دولة الاحتلال عن 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً عليهم بالمؤبد، و1111 أسيراً من غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى تسليم 180 جثة تعود لأشخاص من سكان غزة، على مرحلتين أيضاً. وفي اليوم العاشر ستقدم "حماس" قائمة كاملة تتضمن تقريراً طبياً مفصلاً عن حالة الأسرى الصهاينة الموجودين في غزة.  

 

حركة حماس 

 

من جانبها أعلنت حركة حماس إنها تسلّمت المقترح الجديد للمبعوث الأمريكي، مؤكدة أنها تعكف على دراسته بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته، وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع . 

وقال باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، إن المقترح الأمربكي حول هدنة في غزة الذي قالت واشنطن إن دولة الاحتلال وافقت عليه لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا.  

وأضاف نعيم فى تصريحات صحفية : رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة حتى في فترة التهدئة المؤقتة، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا، وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة. 

وشدد على أن قيادة الحركة رغم ذلك تدرس بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح.  

 

انقلاب ويتكوف 

 

ووصف الباحث السياسي محمد أبو طاقية الاختلافات بين مقترحي "ويتكوف" بأنها بمثابة انقلاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الوعود التي قُطعت مقابل الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، مؤكدا أن ملامح الورقة الأخيرة تختلف كليا عمّا تم التوافق عليه قبل أيام مع حركة حماس، والتي أسهم الوسطاء وفي مقدمتهم (بشارة_بحبح رجل الأعمال الأمريكي من أصل فلسطيني) في ترتيبها وصياغتها.  

وقال أبو طاقية فى تصريحات صحفية : ورقة ويتكوف الأخيرة سيئة إنسانيا وسياسيا وميدانيا، مرجعا ذلك لعدة أسباب، منها أنها لا تحتوي على أي تعهد قريب أو بعيد بوقف الحرب، لا بشكل جزئي ولا كلي. 

وأضاف قائلا: تفتقر الورقة لأي التزام إنساني، ولا تتطرّق لتعهدات وبروتوكول إدخال المساعدات أو المعدّات أو اللوازم الطبية، بل تُرحّل ذلك إلى ما بعد اليوم السابع، وتتركه لتقدير ومزاج الاحتلال أي بعد استعادة أسراه. 

وذكر أبو طاقية أن مقترح ويتكوف الجديد يشترط تسلّم الأسرى والجثامين خلال الأسبوع الأول دون قيد أو شرط، ما يكشف عن نواياه الحقيقية، وأهدافه غير الإنسانية، إلى جانب افتقاره لأي التزام بالانسحاب من غزة، بل الحديث فقط عن إعادة انتشار ميداني تحدده قوات الاحتلال عبر تنسيق فني، وحتى هذا مشروط بما بعد اليوم السابع.  

ولفت إلى أن المقترح الجديد لا يتضمن أيضا أي ذكر للإخلاء الطبي أو لفتح المعابر، مشددا على أن ما هو مطروح لا يعني سوى استمرار سياسة التجويع والتعطيش، وتواصل جرائم الإبادة والاحتلال، خلال ما يسمى الهدنة المؤقتة، وبعد انتهائها التي يبدو أنها لن تتجاوز عشرة أيام وفق المعطيات وجدولة التسليم المشترطة. 

 

ورقة صهيونية 

 

وكشف الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة عن التغيرات التى تم اضافتها على مقترح "ويتكوف"، مشيرا إلى أنه فى منتصف مايو الجاري، وبينما كانت عيون المنطقة ترقب زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، كانت واشنطن تُجهز لإعلان كبير: وقف إطلاق نار في غزة يتوّج الزيارة التاريخية. 

وقال عفيفة في تحليل نشره عبر قناته بمنصة "تيلجرام"، انّ نتنياهو لعب لعبته المفضّلة، وأرسل وفدا إلى الدوحة بلا صلاحيات، ونسف الآمال من جذورها. وعاد الجميع بخفّي حنين فيما عاد ترامب بأموال عربية. 

وأضاف: عندها، جاء دور رجل الظل: بشارة_بحبح، أُعيد استدعاؤه لفتح قناة تفاوض مباشرة مع حماس، وتوصّل إلى ورقة متوازنة حظيت بموافقة من الحركة لكن نتنياهو، كعادته، رفض، وبدأت الورقة تُدفن بصمت.  

ولفت عفيفة إلى أنه في الخلفية، كان رون دريمر، وزير شؤون الأسرى والمفاوضات في دولة الاحتلال، يُعدّ خطته مع نتنياهو. طار إلى واشنطن، وجلس في اجتماع عاصف مع المسؤولين الأمريكيين على رأسهم ويتكوف، جمع بين ملفَين شديدَي الحساسية: النووي الإيراني، واتفاق وقف إطلاق النار وفق مقترح بحبح. 

وأردف قائلا: هناك، جرت المقايضة: تغض دولة الاحتلال الطرف عن اتفاق النووي مقابل أن تُدفن ورقة بحبح، وتُولد ورقة دريمر، مشيرا إلى أن دريمر عرض ورقته المعدّلة، ووعد بضمان موافقة نتنياهو عليها. وبالفعل، تخلى ويتكوف عن بحبح وتبنّى ورقة دريمر، وأُعلنت رسميًا كورقة أمريكية جديدة.  

وأكد عفيفة أن مقترح ويتكوف في الحقيقة ورقة صهيونية بثوب أمريكي خلت من أي ضمانات حقيقية لوقف الحرب، وأفرغت الصفقة من مضمونها الزمني والعددي، وجعلت المساعدات مشروطة ومرتبطة بالموافقة الصهيونية، معتبرا أن حماس تجد نفسها اليوم بين ورقة سيئة وافقت سابقًا على ما هو أفضل منها، وبين عدو يستثمر الرفض للمضي في إبادة غزة. 

واكد أن القرار صعب، والوقت يداهم، لكن ما يجري ليس تفاوضًا بل هندسة سياسية لإجبار الضحية على القبول بشروط قاتلها، وتبرير المجازر للعالم على أنها ردّ على رفض حماس، مطالبا حركة حماس خلال الساعات القادمة بأن تتخذ قرارا يوازن بين ورقة سيئة ومصلحة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة والتجويع في غزة . 

 

 

المقترح الأمريكي 

  

وقال الدكتور صلاح عبدالعاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يماطل في المفاوضات، ويستغلها كغطاء لإطالة أمد الحرب، وحماية بقائه السياسي. 

وأضاف عبدالعاطي في تصريحات صحفية، أن رفض نتنياهو لمقترح ويتكوف الأخير، الذي تم تقديمه عبر قناة أمريكية تفاوضت مع حركة حماس، يأتي رغم توسع المقترح ليشمل الفصائل الفلسطينية كافة، ويتضمن انسحابًا إسرائيليًا وضمانات أمريكية لاستمرار وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تدفق المساعدات الإنسانية وفق بروتوكولات محددة. 

وأشار إلى أن نتنياهو فاجأ الجميع بتجاوزه المقترح الأمريكي وقبول مقترحه المعدل الذي لا يتضمن انسحابًا من قطاع غزة أو وقفًا فعليًا للحرب، مؤكداً في خطابه أنه لن ينسحب من القطاع ولن يوقف العمليات العسكرية. 

وأوضح عبدالعاطي أن نتنياهو يضع بذلك عراقيل أمام أي فرص حقيقية لوقف إطلاق النار واستعادة الأسرى، في ظل أزمة إنسانية كارثية يعيشها سكان غزة، مع منع دخول المساعدات مما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي والإنساني بشكل مأساوي. 

ولفت إلى محاولات أمريكية مؤخرًا بتسهيل دخول المساعدات فشلت بسبب سرقة جزء منها وتوزيعها بطريقة صهيونية، إضافة إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.