“حفلة على أنقاض التاريخ”.. السيسي يهين الأهرامات ويمحو مقابر العلماء لإرضاء الغرب واليهود

- ‎فيتقارير

 

في خطوة أثارت غضبًا واسعًا واعتُبرت "إهانة للرمزية الحضارية المصرية"، يستعد نظام المنقلب السفيه السيسي لاستضافة فرقة الروك الألمانية الصاخبة "سكوربيونز" عند سفح الأهرامات، في أكتوبر المقبل، متجاهلاً مشاعر ملايين المصريين، ومتغافلاً عن ما يمثله الموقع من قيمة تاريخية وثقافية عالمية.

 

تقدم المحاميان المصريان عصام رفعت خلف وعمرو عبد السلام بدعوى قضائية عاجلة أمام محكمة القضاء الإداري، ضد ثلاثة وزراء ورئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ونقيب الموسيقيين، مطالبين بوقف الحفل فورًا، بسبب ما وصفاه بـ"الانتهاك الصارخ للقوانين والهوية الوطنية".

 

إهانة للحضارة المصرية ومحو للذاكرة الإسلامية

يرى مراقبون أن ما يحدث ليس مجرد "حدث موسيقي"، بل جزء من سياسة السيسي التي تتسم بازدواجية صارخة في التعامل مع التراث: ففي الوقت الذي يعبث فيه بالمواقع الأثرية الإسلامية ويهدم مقابر تعود إلى عصور المماليك والعلماء الكبار مثل العز بن عبد السلام، نجده في المقابل يولي اهتمامًا مبالغًا فيه للآثار اليهودية، في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وتفسيرات تربط ذلك بجذور والدته اليهودية التي ما تزال مثار جدل.

 

ثلاثة محاور للاعتراض على الحفل

استندت الدعوى إلى ثلاث نقاط رئيسية:

 

مخالفات قانونية: عدم الحصول على التراخيص الكاملة، وفي مقدمتها موافقة اللجنة العليا للمهرجانات.

 

تعارض ثقافي وديني: أغاني الفرقة وطبيعة عروضها الصاخبة تتنافى مع قيم المجتمع، وإقامة الحفل في الأهرامات "إهانة لرمز حضاري عالمي".

 

شروط مجحفة: الشركة المنظمة تفرض قيودًا على الجمهور مثل منع الهواتف المحمولة والسماح بدخول من هم فوق 16 عامًا فقط.

 

سجل الفرقة يثير الغضب الشعبي

أثار اختيار "سكوربيونز" تحديدًا موجة سخط شعبي، بعدما ظهرت الفرقة سابقًا وهي ترفع العلم الإسرائيلي في حفلاتها، ما اعتبره معارضون "تطبيعًا فنيًا مستفزًا" يتزامن مع جرائم الاحتلال المستمرة في فلسطين. وسرعان ما تصدر وسم #CancelScorpions قائمة الترند على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لمقاطعة الحفل ومحاسبة المسؤولين عن الترخيص له.

 

ازدواجية السيسي.. من تدمير مقابر العلماء إلى تلميع التراث اليهودي

في السنوات الأخيرة، شهدت القاهرة عمليات هدم ممنهجة لمقابر أثرية إسلامية في منطقة "الإمام الشافعي" وغيرها، بزعم تطوير العاصمة، بينما سارعت السلطات إلى ترميم معابد يهودية قديمة بتكلفة ملايين الجنيهات، وفتحها لوفود أجنبية، في مشهد يكشف عن مفارقة صارخة في أولويات النظام.

 

"سكوربيونز" والهرم.. من 2005 إلى 2025

يأتي هذا الحفل ضمن جولة عالمية للفرقة تحتفي بمرور 60 عامًا على تأسيسها، وتعود بها إلى مصر لأول مرة منذ 2005 حين أحيت حفلات بدعم السفارة الألمانية ووزارة الثقافة. لكن المشهد اليوم مختلف، إذ يرى كثيرون أن السماح بإقامة حفل صاخب عند الأهرامات لم يعد مجرد حدث ثقافي، بل انعكاس لسياسة نظام يهين التاريخ ويستفز الشعب من أجل رضا الغرب.