رحلت السلطات التركية المعارض المصري محمد عبدالحفيظ بعد احتجازه لأيام في مطار إسطنبول ورفض دخوله تركيا رغم حصوله على إقامة نظامية سارية المفعول.
وأعلنت محامية الشاب محمد عبدالحفيظ، المقبوض عليه في مطار إسطنبول، جولدن سنونميز، ترحيله إلى خارج الأراضي التركية دون أن توضح وجهته التي غادر إليها، وذلك في تغريدة لها عبر صفحتها على منصة "إكس".
وأشارت إلى أن قرار الترحيل تم بالفعل لكن إلى "جهة ثالثة" وليس إلى مصر، وأنها لا تعلم عن هذه الجهة الثالثة ولا يصرح أحد حتى الآن باسم الدولة التي تم الترحيل إليها.
وعن الإجراءات التي ستتبعها، قالت "سنقدم طلبًا لإعادته إلى تركيا مجددًا؛ لأنه هذا حقه القانوني من ناحية مبدأ "لم الشمل" الذي يكفله القانون التركي بحكم وجود أولاده وزوجته في تركيا".
وأكدت "هناك حالات تم قبول دخولها إلى تركيا بالنظر إلى هذا المبدأ، لكن قالت لا أستطيع أن أجزم الآن بشيء وسوف نسعى لاستكمال الإجراءات إلى النهاية".
وضغط المصريون في اسطنبول على مدار اليومين الماضيين منذ احتجازه في مطار اسطنبول إلا أن أسرة محمد عبدالحفيظ أكدت ترحيله من تركيا، في حين يصر الإعلام المحلي أنه القيادي في حسم..
وقال حساب محمد عبد الحفيظ نقلا عن اسرته "..نحن أسرة محمد عبد الحفيظ. وللأسف، المعلومات صحيحة، فقد تم ترحيل زوجي من تركيا. نشعر بحزن شديد. يعمل محامونا على تقديم جميع الطلبات اللازمة لضمان سلامته ولمّ شمله بأطفاله. . جزى الله خيراً كل من يدعو له ولعائلتنا. أرجو منكم الاستمرار في الدعاء. نسأل الله أن يجمع شمل عائلتنا من جديد، وأن يعود زوجي إلى تركيا دون أن يتعرض لأي ظلم.. ومن هنا، أناشد المسؤولين الأتراك: أعيدوا زوجي لنا سالما".
وفي وقت سابق، أفادت مصادر لمواقع محلية بوجود اتصالات أمنية مع تركيا لتسليم عناصر تنتمي للإخوان المسلمين بزعم تورطهم بعمليات في مصر، بعد ساعات قليلة من القبض على محمد عبد الحفيظ، وتوقيفه في مطار اسطنبول .وأن القاهرة سلمت إسطنبول ملفا أمنيًا بالأسماء!
وبعد ضغوط من أطراف عدة رفضت السلطات التركية دخوله لأسباب أمنية كما رفضت تسليمه إلى مصر، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد في عدة قضايا، وحلا للمعضلة ومنع الصدام مع مصر قامت بترحيله إلى دولة ثالثة لم يكشف عنها حتى الآن.
وقال الناشط أحمد وهدان على فيسبوك ""يا تركيا .. لا تخذلي محمد عبدالحفيظ مرتين.. بالأمس القريب، سُلم محمد عبدالحفيظ إلى من لا يعرف للرحمة طريقاً، فغاب خلف الأسوار، ولا نعلم عن مصيره شيئًا حتى اليوم.. واليوم، تقفون على عتبة تكرار المشهد ذاته .. شاب آخر يحمل الاسم نفسه محمد عبدالحفيظ.. يُمنع من الدخول ويواجه خطر الترحيل!.. فلا تخذلوا مظلومَين اثنين، ولا تكتبوا في التاريخ أن نفس اليد سلمت "محمد عبدالحفيظ" مرتين… نثق أن تركيا ما زالت قِبلة للحرية، وملجأً للمظلومين، فلا تجعلوا السياسة تطغى على الإنسانية.".
وأضاف الناشط "عمرو حشاد " أن "احتجاز اي شخص في مطار دولي في اي دوله دون سند قانوني، ومنعه من دخول بلد يحمل إقامته القانونية فيها ، هو فضيحة بكل المقاييس. الممارسات دي لا تختلف كثيرًا عن أساليب الأنظمة القمعية التي تُمارس التوقيف التعسفي والترحيل القسري بلا حساب.
إذا تم تسليم . محمد عبدالحفيظ إلى مصر، ستكون تركيا شريكة مباشرة في جريمة محتملة بحقه . جريمة قد تبدأ بانتهاك وتُختَتم بجثة. رغم عدم معرفتي بالشخص إلا أن اي انتهاك بحقه واي تسليم هيكلفه حياته . اتمني من السلطات التركيه تلتزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية (Non-refoulement) الذي يحظر تسليم أي شخص إلى بلد قد يتعرض فيه لخطر التعذيب أو الاضطهاد أو التهديد لحياته".
خطة للتواصل
وعن خطة للتواصل في حالة حدوث حالات ممتاثلة، قال "مؤمن أشرف" ".. إلى الآن مفيش إرادة من تركيا في تسليم المعارضين المصريين.. فيه تواصل في مستويات معينة ومحاولة لحل موضوع المعارضين المصريين في اسطنبول.. ولكن موصلتش لتوافق بين الطرفين على شكل لحل الموضوع بطريقة ترضي مصر وتحفظ ماء وجه تركيا ".
وأضاف "بالتالي كل حالات التوقيف بتتم في المستوى الإداري والعملياتي.. يعني موظف شاف اسم مطلوب عنده او عليه مشكلة، فبيعامله بشكل روتيني زي أي ملف بييجي قدامه.. موظفين المطار مش عارفين ده معارض وعليه احكام أو لأ.. بل اكاد اجزم بعضهم ميعرفش حاجه عن المعارضة في اسطنبول اصلا.. ".
وتابع: ".. تواصلت بخصوص محمد اليوم مع حد مسؤول وكان اول رد "ليه كتب كده! ده بيعقد الموضوع اكتر " .. وده مفهوم لأن الموضوع لما يخلص في دايرة محدوده افضل من انه يعلن عنه ويبقى نقطة لمصر ويبقى الشكل النهائي في الصورة ان تركيا طلعت حد مطلوب بعد ما تم القبض عليه.. يعني نقلنا الموضوع من مستوى اداري عملياتي لمستوى سياسي.. وده مش في صالحنا ..".
وأكمل "متفهم ان الضغط مهم عشان ميحصلش ترحيل، لكن بتكلم في مستوى ما قبل الضغط والترحيل .. مستوى حل الموضوع في نطاق محدود .. واذا محصلش لأي سبب ساعتها يحصل ضغط اعلامي وغيره..".
ورأى أن "يكون فيه وسيلة تواصل معروفه في اطارها المطلوب للحالات اللي زي كده واي حد عنده مشكله او حاسس ان ممكن يحصل مشكله معاه في دخوله او خروجه من مطارات تركيا يكون مرتب مع حد من اهله او اصدقائه ان لو حصل معاه مشكلة يتواصلوا مع فلان.. ويكون معاهم بياناته والمطار وصورة هوية ليه.. ".
وخلص إلى أنه "مهم نفهم إن التعامل مع القضايا دي محتاج وعي وحكمة وتقدير للظروف والسياقات السياسية والإدارية. مش كل حاجة ينفع تتعامل معاها بالصوت العالي من أول لحظة، ولا كل سكوت معناها ضعف أو تخلي. الملف حساس، وأي خطوة غير محسوبة ممكن تضر أكتر ما تنفع.
اللي نقدر نعمله فعليًا هو إننا نكون مستعدين، نعرف إزاي نتحرك، ومين نتواصل معاه، ونرتب خطواتنا بشكل هادي وفعّال. خلينا نشتغل بعقل، ونخلي الصوت العالي لما نحتاجه فعلًا. وساعتها يكون عندنا المصداقية والقوة اللي تخلينا نأثر من غير ما نعرض حد للخطر".
وقبل 3 ايام أوقفت السلطات التركية محمد عبد الحفيظ في مطار اسطنبول بعد عودته من رحله عمل خارج تركيا وقد انتقطع الاتصال وابلاغه بانه لن يسمح له بالدخول وسيتم ترحيله ، في حين كان وضعه القانوني داخل تركيا سليما حيث يحمل جواز سفر ساري وإقامه سارية.