شهدت مصر منذ الانقلاب العسكري الغاشم في 30 يونيو 2013 عددا من المذابح والمجازر تُعدُّ الأعنف والأكثر إجراماً في التاريخ المعاصر، ليس في مصر وحدها بل في العالم كله، خاصة أنها وقعت بأيدي قوات قوات الجيش والشرطة المصرية للمرة الأولى في التاريخ المصري تجاه الشعب الأعزل السلمي.
وقد تنوعت المجازر خلال ال6 إلى 7 أشهر الأولى من الانقلاب العسكري وتلاحقت وتعددت حتى وصلت إلى نحو 12 مجزرة أساسية، وتقارب آجالها، فضلا عن انتقال العديد من الحالات من خانة الإصابة إلى خانة الاستشهاد دون أن يعلم بها أحد.
والإحصاء الفردي، لا ينفي وجود مذابح أخرى تجرى ولا يوجد إحصاء دقيق حولها، كما هو الوضع في سيناء، (خارج التغطية) فضلا عن حالات الاضطهاد والتعذيب للمعتقلين وحالت التصفية الجسدية للمعتقلين والمختفين قسريا، وكذلك المذابح التي تجريها قوات الانقلاب بغرض إلحاق الاتهامات بمؤيدي الشرعية أو تصفية لحسابات مع بعض الجنود أو الضباط المعارضين للعنف الانقلابي في الجيش والشرطة وإلصاق التهم لجماعة الإخوان ودعم الاتهام بمصطلح "الإرهاب".
المصادر الصحفية والإعلامية كانت شبكات صحفية متعددة منها بوابة "الحرية والعدالة" و"نافذة مصر" و"رصد" فضلا عن منصات "الجزيرة نت" و"الجزيرة مباشر"، وبعض الصحف الأجنبية، والمنظمات الحقوقية العالمية وبعض الحركات المناهضة للانقلاب.
1- مجزرة بين السرايات.
2 يوليو 2013
الحصيلة 23 شهيدا:
وهي المجزرة الأولى التي تمت بعد خطاب الرئيس الشهيد د.محمد مرسي ردا على التهديدات المتلاحقة بالانقلاب من قبل الجيش، حيث بدأ مؤيدو الشرعية في التجمع بميدان النهضة لدعم الرئيس؛ إلا أن البلطجية المدعومين من قبل قوات أمن الانقلاب أوسعوهم اعتداء، ما أدى إلى استشهاد 23 من المتظاهرين بالميدان يومها، بحسب الإحصائية الرسمية لوزارة الصحة بحكومة الانقلاب .
2- مجزرة الحرس الجمهوري.
8 يوليو 2013
الحصيلة 103 شهداء:
وتعرف أيضا بمجزرة الفجر؛ حيث أقدمت قوات الانقلاب على جريمتها المنكرة بالاعتداء بالذخيرة الحية على المعتصمين أمام دار نادي الحرس الجمهوري؛ أثناء تأديتهم لصلاة الفجر، وأدى ذلك إلى استشهاد ما بين 57 وفقا لمصادر وزارة صحة الانقلاب إلى 61 شخصًا وفقًا لتقرير آخر لمصلحة الطب الشرعي، وأُصيب أكثر من 435 آخرين، وهو العدد الذي ارتفع بعد ذلك بقليل نظرا لوفاة العديد من المصابين، ليصبح 103 شهيدا بينهم 8 نساء و4 أطفال.
ومن بين الشهداء كان الزميل المصور "أحمد عاصم" والذي صورت الكاميرا الخاصة به قاتله لحظة قنصه له.
3- مجزرة رمسيس.
15 يوليو 2013
الحصيلة 10 شهداء:
خرجت مظاهرات التأييد للشرعية في 15 يوليو من أمام مسجد الفتح بمنطقة رمسيس، إلا أن قوات الانقلاب وبلطجيتها لم يتركوهم يعبرون عن رأيهم بحرية؛ حيث ارتقى ما يقرب من 10 من الشهداء بخلاف إصابة مئات، بعضهم كانت إصابته خطيرة، إضافة إلى اعتقال 500.
4- مجزرة المنصورة.
20 يوليو 2013
الحصيلة 11 شهيدا:
ففي إحدى مسيرات التأييد للشرعية ورفض الانقلاب العسكري الدموي الغاشم، انطلقت الجماهير يوم الجمعة الموافق 10 رمضان عقب صلاة التراويح في مسيرة حاشدة بمدينة المنصورة من أمام مسجد الزراعيين بمنطقة استاد المنصورة الرياضي؛ ولكن بلطجية الانقلاب لم يمهلوهم كثيرا حتى بدأوا في الاعتداء عليهم من خلفهم وذلك بكافة أنواع الأسلحة وبالرصاص الحي والخرطوش والمولوتوف، وهو ما أسفر عن العديد من الإصابات، وارتقاء 11 شهيدا 7 من الرجال، و4 من النساء، وكان من بينهم الشهيدة "هالة أبو شعيشع" ابنة الإخوان المسلمين ذات الـ17 ربيعا، وقد أكد تقرير الطب الشرعي إصابتها برصاصتين في الظهر والفخذ الأيمن.
5- مجزرة تفويض السيسي (المنصة)
فجر 27 يوليو 2013
الحصيلة 130 شهيدا على الأقل:
طلب قائد الانقلاب تفويضه من قبل مؤيديه لمواجهة ما أسماه "الإرهاب المحتمل" والذي لم يكن يعني به أكثر من التظاهرات السلمية لمؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب، أقدمت قواته على جريمتها البشعة على حدود ميدان اعتصام رابعة العدوية، وأمام منصة الحرس الجمهوري بمدينة نصر، حيث قالت إحصاءات رسمية: إن "الشهداء أكثر من 70 منهم نساء، في حين أكدت المصادر الأخرى أن الشهداء ما بين 130 إلى 220 شهيدًا، والمصابين يزيدون عن 5000 مواطن".
وأعلنت المستشفى الميداني بميدان رابعة بعد المجزرة مباشرة أن عدد الشهداء الذين تم حصرهم في حينها يقدر بـ 127 شخصا، بالإضافة إلى 4500 جريحا، بينهم 700 إصابة بطلق ناري وكسور وخرطوش، وأصيب المئات بالغاز، إضافة إلى مئات الحالات الأخرى التي تمت معالجتها في مستشفيات ومراكز طبية ولم يتسنَ حصرهم.
وما يرجح أن العدد تجاوز هذا الرقم نظرا لوفاة الكثير من حالات الإصابة، فضلا عن وجود شهداء آخرين ذهبوا لتلقى العلاج في مستشفيات أخرى.
6- مجزرة رابعة والنهضة (فض الاعتصامات)
14 أغسطس 2013
الحصيلة 3000 شهيد على الأقل:
واعتبر حقوقيون ومنظمات دولية أن المجازر التي ترتبت على سحق الاعتصامات، من أبشع ما شهده التاريخ الإنساني الحديث من مجازر؛ حيث قامت قوات الانقلاب في هذا اليوم بالضرب والقنص بالأسلحة، والرصاص الحي، وبالقنابل الحارقة والسامة، وباستخدام طائرات هليكوبتر، وقناصة من أعلى الأسطح، وكأنها ما كان في ميداني رابعة والنهضة حربا أمام طرف أعزل لا سلاح بحوزته، رفع شعار السلمية.
وبالطبع هناك اختلافات كثيرة حتى الآن، حول الأعداد الحقيقية للشهداء والمصابين، ووفقا لتقارير (الجزيرة) أُعلن عن استشهاد نحو 3 آلاف قتيل بحسب تحالف الشرعية، ونحو 700 بحسب مصادر وزارة الصحة.
وقالت شبكة (رصد): إن "تقارير وزارة الصحة الانقلابية أشارت إلى أن الشهداء فقط 743؛ في حين –بحسب رصد- كذَّب المسئولون عن المستشفى الميداني الأرقام الرسمية وأكدوا أن من سقط في مجزرة رابعة وحدها – عدا النهضة – أكثر من 2600 شهيد.
واستدلوا على الرقم بأن عدد الأسر التي تبحث عن ذويها تجاوز 2000 أسرة معظمهم وجدوا جثامين أبنائهم وهناك 1000 مفقود لم يتعرف على مكان جثمانه حتى الآن، ذلك فضلا عن الذين تم إحراق جثثهم ومن تم حرقهم أحياء ولم يتم التعرف على جثثهم وعددهم كان بالعشرات.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت إن يوم "مجزرة الفض" يعد اليوم الأكثر دموية في تاريخ مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير قبل عامين، مشيرة إلى أن تداعيات هذه المجزرة الدامية ستستنزف مسيرة البلاد نحو الديمقراطية بعد اندلاع العنف والاشتباكات في المحافظات، بعد فض اعتصامَي رابعة العدوية والنهضة السلميين.
7- مجزرة رمسيس الثانية
16 أغسطس 2013
الحصيلة 103 شهداء تقريبا:
وبعد أن انتفض مؤيدو الشرعية في كافة أنحاء البلاد ردا على المجازر الضخمة في رابعة والنهضة، تجمع الآلاف من المتظاهرين في ميدان رمسيس؛ إلا أن قوات الانقلاب (جيش وشرطة وبلطجية) استعذبت دماء الأخ فاستخدم اللغة التي اتقنتها الدم والقتل والقنص، فتلقت المتظاهرين بوابل من الرصاص الحى والقنص عبر طائرات الهليكوبتر، ومن أعلى المقار الشرطية بالأزبكية وكوبري أكتوبر المار بميدان رمسيس.
وأسفرت جريمة الانقلاب في ذلك اليوم؛ عن ارتقاء 103 شهداء، تم حصر جثثهم وأسمائهم في مسجد الفتح بحسب تحالف الشرعية بينما زعمت وزارة الصحة أن عدد الشهداء 37 فقط.
وحاولت قوات الانقلاب ادعاء أنها تحارب مجموعة إرهابية دخلت مئذنة المسجد وأحرق مخططهم إمام المسجد والمعتقل إلى اليوم بنفس القضية، إلا أن داخلية الانقلاب همت بحرق مسجد الفتح أسوة بما فعلته بمسجد رابعة العدوية، وأمام جامعة القاهرة في ميدان النهضة، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك نظرا للبث الإعلامي المباشر لما يحدث داخل المسجد من داخل المسجد نفسه والذى بثته صحفيات وصحفيين من المشاركات في المظاهرات.
واستمر حصار المسجد حتى صباح اليوم التالي، ومن ثم اعتقال كل من كان بداخله، بما في ذلك الصحفيين ومنهم المذيع شريف منصور والصحفية هبة زكريا.
8- مجزرة سجن "أبو زعبل"
18 أغسطس 2013
الحصيلة 37 شهيدا على الأقل:
مجزرة عربة الترحيلات، أو مجزرة سجن أبو زعبل، استهدفت سيارة نقل السجناء كانت في طريقها إلى سجن "أبو زعبل"، وتضم عددا كبيرا من مؤيدي الشرعية وأكثرهم من جماعة الإخوان المسلمين، وهى المجزرة التي راح ضحيتها وفقا لأقل التقديرات ما يقرب من 37 شهيدا.
وشهود العيان ي هذه المجزرة ما زالوا أحياء ورووا تفاصيل كثيرة عن تلك الواقعة وتعددت الجرائم في الشهادات أفاد بعضها إلى تعرض الشهداء لإلقاء قنبلة غاز داخل العربة، وآخرون أكدوا تعرضهم للصعق الكهربائي بعد حدوث حالات إغماء نتيجة الاختناقات وزيادة الأعداد داخل العربة، في حين أشار آخرون إلى أن الشهداء تعرضوا كذلك لعمليات سرقة أعضاء.
9- مجزرة رمسيس 2 والدقي
6 أكتوبر 2013
الحصيلة 51 شهيدا على الأقل:
وتجمعت أعداد كبيرة في مناسبة يوم العبور العظيم بالقاهرة جموع خرجت من آخر فيصل والهرم وصولا لميدان الدقي وأخرى في ميدان العتبة ورمسيس وشارع الجمهورية والهدف كان الوصول للتحرير.
وفي ذكرى انتصار المصريين على العدو الصهيوني في السادس من أكتوبر عام 1973، في ذلك العام كشف تحول العقيدة القتالية عند أبناء الجيش الذين نزلوا يحاصرون المسيرات الشعبية السلمية بمساندة البلطجية والشركة ويتلقفونها جميعا بالرصاص الحي والأنواع المحرمة من الأسلحة والغاز.
خرجت جموع الشعب لتسترد ثورتها في ذكرى انتصارها، وذلك في مظاهرات سلمية في العديد من شوارع وميادين مصر، إلا أن قوات الانقلاب وبلطجيتها اعتدوا على تلك المسيرات السلمية، مما أسفر عن استشهاد 51 وإصابة 268 وفقا للأرقام المعلنة بشكل رسمي من حكومة الانقلاب، حيث ارتقى أغلب الشهداء في مناطق الدقي ورمسيس، حتى إن الإصابات كانت حرجة والعشرات من هذه الحالات ما زال يقبع في سجون السيسي.
10- المجازر الطلابية
21 نوفمبر 2013 : 16 يناير 2014
6 شهداء على الأقل:
وقدمت الحركة الطلابية العديد من الشهداء في المجازر السالفة الأصعب والأقسى، في تاريخ مصر، إلا أنه ومع عودة الجامعات، شهدت نشاطا كثيفا لرفض الانقلاب الدموي الغاشم، والتأكيد على عودة الشرعية في البلاد، وفى مقابل تلك الحركات السلمية ما بين الوقفات والتظاهرات، تعاملت قوات الانقلاب معها بدموية فائقة، واعتداءات وصلت إلى حد اقتحام حرم الجامعات والمدن الجامعية بصورة لم تحدث من قبل في التاريخ المصري.
وأسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد من 6 إلى 8 طلاب في العديد من الجامعات بخلاف الإصابات التي يصعب حصرها، كل ذلك بخلاف شهداء الطلاب في كافة المجازر والمذابح الأخرى التي شاركوا فيها مع عموم الشعب.
وفي 21 نوفمبر اقتحمت قوات الانقلاب المدينة الجامعية لطلاب الأزهر بالقاهرة، واعتقلت العشرات وأصابت نحو 320 طالبا، فيما سقط ما بين شهيد إلى 3 شهداء نظرا لاختلاف الإحصاءات، وشهدت جامعة الأزهر في الأسبوع الأخير من ديسمبر استشهاد اثنين من طلابها، بعد اعتداءات دامية استمرت على مدار ثلاثة أيام دون توقف.
وفى محيط جامعة القاهرة اعتدت قوات الانقلاب على مسيرة “طلاب ضد الانقلاب” التي قررت الاعتصام في ميدان النهضة بالجيزة، احتجاجًا على الأحكام الصادرة ضد الفتيات المعتقلات بالإسكندرية والمحكوم عليهن بالسجن 11 عامًا، مما أدى إلى مقتل الطالب محمد رضا، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، نتيجة 3 طلقات نارية في الظهر والصدر والحوض.
وعقب تنظيم الطلاب لتظاهرة حاشدة خرجت إلى مديرية أمن الجيزة بعد اجتيازها ميدان نهضة مصر تنديدا بفصل واعتقال زملائهم، اقتحمت قوات الانقلاب حرم جامعة القاهرة – عصر الأربعاء 16 يناير 2014 – وأطلقت الرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على الطلاب دون هوادة، وهو ما أدى إلى ارتقاء شهيدين من الطلاب بخلاف الإصابات والاعتقالات.
11- مجزرة يومي الاستفتاء على وثيقة دستور الدم
الحصيلة 12 شهيدا:
شهد يوم "استفتاء" الدم، واليوم التالي لهما محاصرات وقتل وترويع آمنين وملاحقات وصلت إلى شعور المواطنين بالغاز المسيل للدموع في بيوتهم ليلا في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة، هذا بخلاف ما شهده يوما الاستفتاء من ارتقاء 12 شهيدا – وفقا لبعض الإحصاءات – واعتقال وإصابة المئات في مناطق متفرقة؛ نظرا لإصرار رافضي الانقلاب على التظاهر السلمى والتعبير عن حقهم في مقاطعة ورفض وثيقة دستور الدم.
12- مجزرة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2014
الحصيلة 100 شهيد:
وفي مظاهرات إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، كافأت قوات الانقلاب مؤيديها في التحرير بإلقاء كوبونات الهدايا، كانت الميادين الأخرى الرافضة للانقلاب تشهد قنصا وقتلا مباشرا للمتظاهرين السلميين، ما أدى بحسب ما ذكرته بعض المنظمات الحقوقية إلى استشهاد أكثر من 100 متظاهر يومي الجمعة والسبت 24، 25 يناير.
وأشارت مصادر أخرى تابعة للانقلاب – مصلحة الطب الشرعي – إلى أن العدد بلغ 62 شخصا كلهم تقريبا بالرصاص الحى، هذا بخلاف المصابين والمعتقلين.
وفي 25 يناير منذ لك العام، ذكرت "الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان" عبر موقعها الإلكتروني، بأنها تستنكر الخسائر الرهيبة التي وقعت في الذكرى الثالثة للثورة المصرية وتحولت إلى مجزرة أخرى أسفرت عن مقتل 64 مدنيا على الأقل.
وأدانت "الفيدرالية" ما يشبه بحلقة أخرى من الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين في 25 يناير 2014.