يعد أسوأ ما شهدته عملية فض ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، رمز العلم، حرق عشرات المعتصمين المؤيدين لشرعية الرئيس محمد مرسي أحياء داخل خيمهم، مع الادعاء بوجود أسلحة بحوزتهم، وهو ما تناقله فريق دون تقديم أي دليل.
كانت قوات الجيش وداخلية السيسي تتصرف بأوامر صارمة، فكان أول ضحية بين 55 شهيدًا داخل ميدان النهضة الشاب أحمد أبو الدهب عمارة، الذي اخترقت جمجمته طلقة مباشرة وأُسالت دماؤه بغزارة، فيما أضرم الضباط النار في خيام المعتصمين، ما أدى إلى تفحم جثث العديد منهم.
حاصرت القوات آلاف المعتصمين الذين فروا من الرصاص الحي وقنابل الغاز إلى مبنى كلية الهندسة المجاور، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، بينما منعت القوات فرق الإسعاف من الوصول إليهم، واستمر إطلاق قنابل الغاز لساعات متواصلة، من الصباح وحتى قبل المغرب بقليل.
هرعت الجماهير لإنقاذ المعتصمين في ميدان النهضة عبر نفق نصر الدين المؤدي لموقف الصعيد في نهاية شارع الهرم، ومن اتجاه مسجد مصطفى محمود.
ومع فض ميدان النهضة بالجيزة في 14 أغسطس 2013، في وقت أقل مقارنة بفض ميدان رابعة العدوية، كشفت تقارير أن نحو 40 شخصًا أُحرقوا على أيدي جنود وضباط الشرطة والجيش، وكانت جثثهم مرمية أمام جامعة القاهرة وفي محيط الميدان وحديقة الحيوان المجاورة.
قصف الشرطة والجيش
أطلقت قوات الشرطة النار من أعلى الأبنية والشوارع على المتجهين إلى مصطفى محمود عائدين من النهضة، خاصة في مناطق المهندسين والدقي وشارع أحمد عبدالعزيز وصولًا إلى ميدان مصطفى محمود. احتل القناصة العمارات المحيطة بالميدان وأطلقوا النار على المعتصمين، ما أسفر عن 66 شهيدًا ومئات الإصابات الخطيرة. وأرسل الطاقم الطبي استغاثات عاجلة باسم الإنسانية لبشاعة المشهد وانهيار قدراتهم أمام كثرة الموتى والمصابين، وغياب الإمكانات لمواجهة حجم المجزرة.
مجزرة الجرينوف
خرج عشرات الآلاف من ميدان النهضة متجهين صوب ميدان الجيزة ونفق الهرم بجوار مسجد نصر الدين، في محاولة لإعادة تنظيم الاعتصام، بالتزامن مع فض رابعة العدوية. أطلقت قوات الجيش النار، مستخدمة طلقات الجرينوف، ما أصاب رؤوس المعتصمين السلميين، وتكرر الكرّ والفرّ بين المعتصمين والقوات، التي دعمتها مئات البلطجية المسلحين.
تلقى المستشفى الميداني 57 شهيدًا وعددًا كبيرًا من المصابين بجروح خطيرة، أغلبها نتيجة القناصة على المباني المجاورة. وانصرف المعتصمون بعد اقتحام مدرعتين للجيش وسط إطلاق كثيف من مدافعهما، في إصرار من القوات على فض الاعتصام مهما كانت الخسائر.
شارك في اعتصام النهضة نصار الشيخ حازم أبو أسماعيل ، وأبناء الجماعة الإسلامية وحزب الراية والأصالة، وتمكن بعض الناجين من التسرب إلى شوارع الجيزة حتى وصولهم إلى ميدان مسجد مصطفى محمود، حيث استمر العنف، وشهد الميدان ضربًا مبرحًا وملاحقة المعتصمين، مع استخدام القنص بمسدسات الخرطوش وسحل الأفراد.
روابط الفيديو والشهادات
- شهادة محمد إسماعيل عن تحالف الداخلية والجيش والبلطجية في اغتيال المعتصمين
- https://www.facebook.com/EADW4/videos/178402348588580/