بعد كتاب “الإبراهيمية” .. الداعية الكويتي محمد العوضي يطرح برنامج “براءة إبراهيم” لفضح خفايا عقيدة شيطان العرب

- ‎فيتقارير

قال الدكتور محمد العوضي، الداعية الكويتي والمفكر الإسلامي: إن "مشروع الإبراهيمية ليس مجرد دعوة للتعايش بين أتباع الديانات، بل هو مشروع فكري وسياسي أوسع يهدف إلى إعادة تشكيل الوعي الإسلامي وتمييع الخصوصية العقدية".

 

واستعرض الداعية الكويتي "محمد العوضي" في سلسلة حلقات بعنوان “براءة إبراهيم”، فهماً ناقداً ومفصلاً لـ”مشروع الإبراهيمية” ومآلاته على الأمة الإسلامية، مبيناً أن “الإبراهيمية، في صورتها المعلنة، تبدو دعوة للتسامح وحسن الجوار، أما في جوهرها فهي (حلف فكري) يسعى إلى إنتاج إسلام محايد وضعيف يخدم حسابات سياسية وجيواستراتيجية”.

 

وقال العوضي: إن "محاولات تسييل الرموز العقدية وتحويلها إلى رموز إنسانية عامة تمهّد لإعادة تعريف مفاهيم مركزية في الإسلام، كالجهاد، والولاء، والبراء، بحيث تُحَوَّل إلى مفردات خالية من شحنتها الشرعية والتاريخية، وتصبح قابلة للتأويل السياسي".

 

وأوضح أن “إبراهيم عليه السلام لا يُقَدَّم هنا كنبي صاحب رسالة محددة ونصوص وشرائع، بل كرمز إنساني فضفاض صالح؛ لأن ينتمي إليه الجميع بصرف النظر عن المعتقدات”.

وعبر @mh_awadi أوضح أنه "في فبراير 2019م أُعلن عن "بيت العائلة الإبراهيمية" واُفتتح رسميا في فبراير 2023م. وكان هذا المشروع تتويجا لمشروع يُرسم في المنطقة يُسمى مشروع "الإبراهيمية".

 

لافتا إلى ما كتب المفكرون والدعاة والمشايخ والعلماء حول نقد فكرة الإبراهيمية بوصفها دعوة لوحدة الأديان ومزج الإسلام بغيره من العقائد، لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير.

 

وأكد أن "الإبراهيمية هي المشروع الفكري لصفقة القرن في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية، فهي -في حقيقتها- حلف الحاضنة الفكرية لتخليق إسلام ناعم محايد لا يحق الحق لأصحابه ولا يُبطل الباطل من مغتصبيه.".

 

وأشار إلى أن هذه الحقائق معروفة تمام المعرفة في أروقة المراكز البحثية الغربية، وصرح بها قادة العالم الغربي، ومع ذلك تُعتبر غائبة على كثير من بني جلدتنا من الشعوب المسلمة التي لا تُتابع ماذا يُحاك خلف المحيطات كان هذا البرنامج  "براءة إبراهيم".

 

"براءة إبراهيم" لأنهم ينسبون أنفسهم لنبي الله إبراهيم -عليه السلام- وهم أولى الناس بقول الله على لسان نبيه إبراهيم {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} [الممتحنة 4]

 

"براءة إبراهيم" لنرسم لكم خرائط الفكر والدين الممزوجة بالخرائط والجغرافيا والاقتصاد والسياسية.

 

"براءة إبراهيم" لتعلموا أن الحرب على الإسلام خلفها مراكز أبحاث ودراسات ودول وحكومات لا تكل ولا تمل!

 

"براءة إبراهيم" لنعرفكم على الدعاة الذين يقفون في صف العدو، لكنهم يلبسون زيّنا ويتكلمون بألسنتنا.

 

"براءة إبراهيم" لنحكي لكم قصة تفريغ الجـ،،هـ،،اد من محتواه، واستراتيجيات تغيير المناهج التعليمية، وحرب المفاهيم التي لم تعرف الأمة لها مثيلا.

 

"براءة إبراهيم"

 برنامجي الجديد الذي أَطلّ به عليكم كل أحد في تمام التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة لأحدثكم عن أخطر مشروع في وقتنا الحالي لتفتيت ديننا وهويتنا وقيمنا، بل وبلداننا.

 

 

https://youtu.be/joKbYnGY_Zw?si=yVuI7q5GEnvtC6Oj

https://x.com/mh_awadi/status/1985055776805949948

العوضي يستعرض كتابه "الإبراهيمية" الذي يوضح فيه ضلالات الطريقة الإمارتية.

وأكد في كتابه أن المشروع الإبراهيمي ليس مجرد دعوة للتعايش بين الأديان، بل هو تيار فكري وسياسي يسعى إلى إعادة تشكيل الوعي الإسلامي وتذويب الخصوصية العقدية، ويخدم أجندات تطبيعية وثقافية غربية.

1. الإبراهيمية كمشروع سياسي ثقافي

العوضي يرى أن المشروع الإبراهيمي هو مشروع صهيوني سياسي ديني ثقافي، يهدف إلى تغيير الهوية الإسلامية وتعزيز التطبيع مع الكيان الصهيوني.

 

المشروع لا يكتفي بالدعوة إلى التعايش، بل يسعى إلى إعادة تعريف الدين ليصبح مجرد رمز ثقافي قابل للتسويق السياسي.

وهو في هذا يتفق مع آخرين منهم؛ الدكتور راغب السرجاني الذي يعتبر أن المشروع الإبراهيمي هو جزء من خطة تطبيع فكري مع الاحتلال الإسرائيلي، ويهدف إلى نزع البعد الديني عن القضية الفلسطينية، والذي حذر أيضا  من أن المشروع يسعى إلى إعادة تعريف الإسلام ليصبح مجرد ثقافة إنسانية، وليس دينًا سماويًا له خصوصيته.

2. تمييع العقيدة الإسلامية

ينتقد العوضي ما يراه طمسًا للفوارق العقدية بين الإسلام والديانات الأخرى، ويعتبر أن المشروع يسعى إلى إلغاء مفهوم الولاء والبراء، وهو من أصول العقيدة الإسلامية.

 

وهو أيضا يتفق في ذلك مع د.عبد الله الشريكة الذي كتب عدة مقالات ينتقد فيها المشروع، واعتبره محاولة لإعادة هندسة العقيدة الإسلامية تحت غطاء التسامح، وقال الشريكة: إن "المشروع يسعى إلى إلغاء الولاء والبراء، وهي من أصول العقيدة الإسلامية".

 

3. تصفية القضية الفلسطينية

يعتبر أن مشروع "بيت العائلة الإبراهيمية" هو تتويج لمسار يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتحويلها إلى ملف إداري بارد، بعيدًا عن جذورها الدينية والتاريخية.

 

4. البنية التنفيذية للمشروع

يشير إلى أن المشروع يعمل من خلال مراكز أبحاث ومؤسسات إعلامية وتعليمية، بتمويل من جهات غربية وإقليمية، ويهدف إلى هندسة الوعي الديني في المنطقة.

 

5. رد على دعاة التسامح غير المنضبط

يرد العوضي على من يروّجون للمشروع باعتباره منارة للتسامح، ويؤكد أن التسامح لا يعني تذويب العقيدة أو المساواة بين الحق والباطل.

 

https://www.google.com/sorry/index?continue=https://www.youtube.com/watch%3Fv%3Dhoswp8FVwBs&q=EgROH0NrGKn-qMgGIjDtN2O7o4Fe30JBRVvhFGcQfQNkry_1r6ea6Q26EAHdeoLBz6nsdp8abTxcrn5VBj4yAnJSWgFD

 

هاجمه مرتين في 2021 و2023

وسبق أن أثار الشيخ محمد العوضي موضوع "الإبراهيمية" في 2021 كرد فعل على إعلان مشروع "بيت العائلة الإبراهيمية"، ثم عاد لفتحه مجددًا في 2023 بعد افتتاح المشروع رسميًا، ليؤكد أن ما كان يُحذر منه قد تحقق فعليًا. صمته بين المرحلتين كان انتظارًا لتطورات ملموسة تؤكد مخاوفه الفكرية.

وفي فبراير 2023، تم افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية" رسميًا في جزيرة السعديات بأبوظبي، ما اعتبره العوضي تتويجًا لمشروع الإبراهيمية الذي حذّر منه سابقًا،  فأصدر كتاب "الإبراهيمية"، وشارك في ندوات لتوضيح رؤيته حول المشروع، معتبرًا أنه مشروع صهيوني سياسي ديني ثقافي لتغيير الهوية الإسلامية وتعزيز التطبيع.

وأعاد "العوضي" فتح الملف بعد الافتتاح الرسمي يعطي وزنًا أكبر لتحذيراته، ويُظهر أن نقده ليس مجرد تخوف نظري بل قراءة استباقية، كما أن تصاعد الحديث عن "الإبراهيمية" في الأوساط الفكرية والدينية أعاد الزخم للموضوع، خاصة مع تزايد مشاريع التطبيع الثقافي والديني.

وفي فبراير 2021 هاجم المضلل "وسيم يوسف" الشيخ العوضي بعد هجومه على البيت الإبراهيمي وعرضت  قناة “أبو ظبي”، الهجوم من المجنس وسيم يوسف على د.محمد العوضي، واتهمه بالتقصد في التهجم على الإمارات.

 

 

وكانت الإمارات أعلنت مشروع بيت العائلة الإبراهيمية في جزيرة السعديات بأبوظبي في سبتمبر 2019، يجمع بين أربعة مبان منفصلة (كنيسة، مسجد، معبد، ومركز ثقافي).

 

وأصبح البيت الإبراهيمي مصدراً للسجال على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما اعتبره الشيخ الكويتي عثمان الخميس “كفراً”.

 

وحرض وسيم يوسف ضد كثير من الدعاة والعلماء في الخليج وغيره ودعا لاعتقالهم، ودافع عن السلطات الصينية في حملتها القمعية ضد أقلية الإيغور المسلمة في إقليم تشنجيانغ، وشكك في صحيحي البخاري ومسلم وكتب التراث وكما سطع نجمه -بالتحريض والتشكيك- بسرعة، فقد أفل أيضا بسرعة، وتم إيداعه بسجن من كان يطبل له ويخدم مشروعه، ليطلق سراحه قبل أشهر ويعود إلى فعله السابق.

مشروع صهيونيّ

الداعية الجزائري سلطان بركاني في مارس 2023 قال: إن “البيت الإبراهيمي مشروع صهيونيّ،  وإن الحلم المنشود وغير المعلن هو أن تنجح “الديانة الإبراهيمية” في زحزحة الإسلام عن صدارة الأديان الأكثر والأسرع انتشارا في العالم، بالتزامن مع استواء مشاريع أخرى بداية من عام 2030م، بعد أن فشل مشروع الحرب على الإرهاب الغربي في وقف انتشار الإسلام".

وأوضح أن "فكرة مشروع “البيت الإبراهيميّ” في نسخته المعاصرة، ليست وليدة هذا العام، فقد ظهرت سنوات قليلة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، مع البوادر الأولى لفشل المشروع الغربي في الصدام المباشر مع الإسلام، إذ أطلقت مبادرة “مسار الحج الإبراهيمي” أو “مسار الخليل إبراهيم”، في عام 2004م، لتتبّع خطى النبي إبراهيم -عليه السلام- التي اختُصرت في رحلته من جنوب تركيا إلى الخليل الفلسطينية ومنها إلى صحراء النقب المصرية، مرورا بالأراضي السورية والأردنية.. ما يعطي إشارة واضحة إلى اليد اليهودية التي تقف خلف هذه المبادرة لتجسيد المشروع الصهيونيّ!".

واعتبر أن من هذه الديانة يمكن "أن نفهم خرجات الناطق الرسمي للجيش الصهيوني، “أفيخاي أدرعي” الذي دأب على الاستشهاد في منشوراته وتصريحاته الإعلامية بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، يوظّفها في دعوة المسلمين لقبول مشروع الاستسلام والاعتراف بـ”الحقّ الصهيونيّ” تحت المظلّة الإبراهيمية!"..

وأشار إلى أن سدنة المشروع الإبراهيميّ يجند فئاتٍ كثيرة لخدمة أجندتهم، في مقدّمها ومن أخطرها فئتان: أوّلهما ما يُصطلح عليه في الأوساط الغربية بـ”رجال الدّين المستنيرين”، وهم لفيفٌ من الدعاة الجدد والمدجّنين فكريًّا، تفتح لهم القنوات أبوابها وتسلّط عليهم أضواءها، وتسبغ عليهم أفخم الألقاب، ليؤدوا دورهم المنوط بهم في محاولة تنحية النصوص التي تقف حجر عثرة في طريق المشروع، بطرحها وعزلها إن كانت من السنّة ولو كانت متواترة، وإعادة قراءتها إن كانت من القرآن؛ فهذه الدعوات التي نسمعها صباح مساء في القنوات والمواقع، على شاكلة الدّعوة إلى إعادة النظر في مصادر الحديث، وإعادة قراءة وتفسير النصوص القرآنية، ليست دعوات بريئة يراد من خلالها “محاصرة التطرّف” كما يروِّج له أصحابها، إنما هي دعواتٌ لتدجين الإسلام وإلغاء خصوصياته التي تميّزه عن الأديان المحرَّفة والديانات الوضعية.

 

الفئة الثانية التي أشار لها سطان بركاني هي "التي يعتمد عليها النظام العالمي في التبشير بـ”الديانة الإبراهيمية” هي لفيفُ العلمانيين الذين يروِّجون لفكرة “المساواة بين الأديان”، واعتبارها “شأنا شخصيا” يحكم علاقة الإنسان بخالقه، ولا دخل له بعلاقة الإنسان بالآخرين ولا حتى بالحياة، ويبشّرون بـ”الإنسانية” (الوجه الآخر للإبراهيمية) لتكون المظلّة المشتركة لأتباع الأديان والديانات!".

العوضي والرمز الثقافي

واتفق العوضي مع ذلك مشيرا إلى أن “هذا المشروع يعمل عبر بنية تنفيذية متكاملة تضم مراكز أبحاث، مؤسسات ثقافية وإعلامية وتعليمية، تموَّل من جهات غربية وإقليمية، وتسعى لتحويل الدين إلى “رمز ثقافي” قابل للتسويق السياسي”.

 

وفي قراءة العوضي، فإن “عمليات التفريغ هذه تمرّ عبر ثلاث مراحل متضافرة: التسييل (تحويل المفاهيم إلى شعارات قابلة للتأويل)، التحييد (فصل المفهوم الشرعي عن سياقه الوحيي وتحويله إلى مفهوم تاريخي)، والإعادة للمنظومة الدولية (تكييف المفاهيم بحيث تتوافق مع المعايير والقوانين الدولية حتى لو تعارضت مع النص القطعي)”.

 

وأضاف “هذه ليست عمليات عشوائية، بل برامج مدروسة تمر عبر الإعلام، المناهج، ومشاريع الإصلاح الديني التي تتبناها حكومات وممولون”.

 

الخطاب الذي يقدمه العوضي يضع الطوفان العسكري في فلسطين (يستخدم المصطلح لوصف أحداث 7 أكتوبر 2023) كنقطة تحول في وعي الأمة، إذ يرى أن “الحدث كشف هشاشة مشاريع التطبيع والاندماج الثقافي التي تروّج لها بعض العواصم”.

 

وبيّن أنه “في فجر السابع من أكتوبر 2023 لم يكن صوت الصواريخ وحده، بل كان الانفجار حقيقياً في وعي أمة حاولوا طمس قضيتها”.

 

وخلص إلى أن “الطوفان لم يغير مسار الأخبار فقط، بل عطّل قطاراً سياسياً كان يسير بسرعة نحو التطبيع”.

 

ويقترح خطاب العوضي أن المواجهة مع مشروع الإبراهيمية لا تكون بردود فعل عاطفية فحسب، بل بخطط ثقافية وتربوية واعية تستعيد المفاهيم من سياق تحييدها وتعيد للخطاب الديني صيغته الرسالية والتاريخية، حفاظاً على هوية الأمة ومشروعها التحرري، وفق رؤيته.