كتب: يونس حمزاوي
وسط عجز من جانب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وصمت إعلامي مصري؛ تشهد إثيوبيا حاليا احتفالات ضخمة بمناسبة مرور 6 سنوات على بدء العمل فى بناء «سد النهضة»، وسط حضور رسمى وشعبي حاشد بموقع السد، المتاخم للحدود السودانية، وسط تأكيدات بإنجاز 57% على الأقل من أعمال البناء.
هذا واستقبلت الحكومة الإثيوبية، اليوم الثلاثاء، الرئيس السودانى عمر البشير، في زيارة رسمية إلى «أديس أبابا»؛ للمشاركة في الاحتفالات وبحث ملفي «السد والتكامل مع إثيوبيا».
وشارك فى الاحتفال الرئيس الإثيوبى مولاتو تشومى، ونائب رئيس الوزراء رئيس «المجلس التنسيقى لدعم سد النهضة» دمقى مكونن، ووزير الدفاع سراج فقيس.
ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الإثيوبى سراج فقيس، خلال الاحتفال، عن اكتمال 57% من أعمال البناء فى مشروع سد النهضة. وأضاف أن «72% من التوربينات تم تركيبها بالفعل فى جسم السد الرئيسى»، مشيرا إلى تركيب 16 توربينا، 10 منها فى الجهة اليمنى، و6 فى الجهة اليسرى.
ووصف الرئيس الإثيوبى بناء السد بأنه «أكبر دليل على عزم الإثيوبيين خوض معركة لا هوادة فيها ضد الفقر، لكسر أغلال التخلف والسير نحو التنمية»، مشيراً إلى أن بلاده ستحتفل فى 2 أبريل من كل عام بموعد بدء بناء السد.
وقال نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس التنسيقى لدعم سد النهضة: إن الطاقة الكهربائية التى سيُنتجها السد ستستفيد منها دول الجوار والمنطقة بجانب الشعب الإثيوبى. وشدّد على أن العمل بالسد «لن يتوقف ولو لدقيقة واحدة»، من دون تحديد موعد انتهاء العمل بالسد بشكل نهائى.
وبحسب خبراء ومراقبين، فإن بناء السد يثير مخاوف كبيرة لحكومة الانقلاب في مصر، بخصوص التأثيرات السلبية له، خصوصا على حصتها المائية، مع الأخذ فى الاعتبار أن نهر النيل هو المصدر الرئيسى للمياه بالنسبة إلى مصر، التي يبلغ سكانها أكثر من 90 مليونا وفق إحصاءات رسمية.
مشاركة البشير
هذا ويشارك الرئيس السودانى عمر البشير، الذى لا يلقى موقفه من بناء السد ارتياحا لدى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وحكومته، في الاحتفالات في زيارة هي الرسمية الأولى له منذ 1999، وعلى جدول أعماله ملفات «سد النهضة والتكامل مع أديس أبابا، إلى جانب تنسيق المواقف الإقليمية، خصوصا تجاه دولة جنوب السودان والصومال».
وقال المتحدث باسم «الخارجية الإثيوبية» تولدى مولوجيتا، لوكالة «الأناضول» التركية: إن «زيارة الرئيس البشير تأتى تأكيدا للعلاقات القوية والمتينة بين البلدين، وستنقل هذه العلاقات إلى التكامل فى مختلف المجالات، خصوصا المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية».
وأوضح أن «الزيارة ستشهد إعلان التكامل، بفضل ما تم الاتفاق عليه فى وقت سابق من مشروعات بين البلدين».
وعن جدول أعمال زيارة «البشير»، قال «مولوجيتا»: إن «الرئيس السودانى سيلتقى نظيره الإثيوبى، ملاتو تشومى، ورئيس الوزراء، هايلى ماريام ديسالين، ويقوم بزيارات ميدانية إلى مشروعات تنموية».
ولفت إلى أن «الاستثمارات السودانية فى إثيوبيا أصبحت تحتل مركزا متقدما كأكبر المستثمرين الأجانب فى إثيوبيا».
ولم يحدد المسئول بـ«الخارجية الإثيوبية» ما إذا كان «البشير» سيزور «سد النهضة» أم لا، ضمن زياراته الميدانية إلى المشروعات التنموية الإثيوبية.
تحركات إثيوبية خارجية
بالتزامن مع الاحتفالات الإثيوبية بذكرى البدء في بناء سد النهضة يوم 2 أبريل عام 2011، تجري أديس أبابا تحركات على المستوى الأفريقي، لتسويق الطاقة المتوقع توليدها من السد، وتكوين قوة داعمة لها بخصوص قضية سد النهضة.
فقد وصل رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلى ماريام ديسالين، إلى العاصمة التنزانية دار السلام، بعد اختتام زيارته الرسمية لزامبيا والتى استغرقت ثلاثة أيام.
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية، إن الرئيس التنزاني، جون ماغوفولي، استقبل ديسالين لدى وصوله إلى مطار "جوليوس نيريري" الدولي في دار السلام.
من جهته قال الرئيس التنزاني "جون ماغوفولي": إن خطوة إثيوبيا في تطوير مواردها العامة وخاصة سد النهضة، الذي يجري بناؤه على طول نهر النيل، أعطى لتنزانيا تشجيعا للاستفادة من مواردها بشكل صحيح.
وأضاف الرئيس التنزاني، عقب المناقشات التي أجراها مع رئيس الوزراء الإثيوبي في دار السلام، أن سد النهضة له معنى خاص، ليس فقط لإثيوبيا ولكن أيضا لبلاده، وأوضح أن إثيوبيا مصدر إلهام للبلدان الإفريقية، وذلك في مجال تعبئة مواردها، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية.
وأعرب الرئيس التنزاني عن سروره بهذ المشروع، مؤكدًا أن بلاده تخطط لشراء 400 ميجاوات من إثيوبيا بعد الانتهاء من مشروع سد النهضة.