كتب رانيا قناوي:
ما زالت دول حصار قطر تبحث عن حل للمأزق التي وضعت نفسها فيه، بإعلان الحرب على الدولة الصغيرة التي صمدت حتى الآن بشكل أدهش المراقبين. حيث عقد رؤساء أجهزة المخابرات في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وانقلاب القاهرة مساء أمس الثلاثاء اجتماعا لبحث كيفية التصرف في الأزمة.
وأصدرت الدول الأربع بيانا مشتركا قالت فيه إنها تلقت الرد القطري على مطالبها عبر الكويت "وسيتم الرد عليه في الوقت المناسب".
وقالت "رويترز" إنه من المقرر أن يعقد وزراء خارجية تلك الدول اجتماعا في القاهرة اليوم الأربعاء لمناقشة إذا كانت ستواصل العقوبات التي فرضتها على قطر.
وتضغط الدول الأربع على قطر لإغلاق قناة الجزيرة الإخبارية التلفزيونية، وتقليص علاقتها مع إيران ضمن 13 مطلبا قدمتها لحل الأزمة.
وأشار مسئولون من السعودية والإمارات إلى أن إجراءات أخرى، من بينها إمكانية طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، قد تفرض على الدوحة إذا لم تمتثل للمطالب.
صمود قطري
من ناحية أخرى، أعلنت قطر أمس الثلاثاء، عن زيادة كبيرة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، ما يشير إلى أنها مستعدة لنزاع طويل مع جيرانها الخليجيين لكنها قالت إنها تبذل كل ما في وسعها للتوصل إلى اتفاق. حيث أعلنت شركة قطر للبترول المملوكة للدولة عن خطط لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30%. وسيكون التأثير الفوري للقرار زيادة تخمة المعروض في السوق التي تشهد منافسة أيضا من جانب أستراليا والولايات المتحدة وروسيا.
وقال سعد الكعبي -الرئيس التنفيذي للشركة- إن الشركة ستزيد إنتاج الغاز من حقل الشمال العملاق، الذي تتقاسمه مع إيران، بنسبة 20% بفضل مشروعات تطوير جديدة.
وفي إبريل رفعت قطر حظرا فرضته ذاتيا على تطوير حقل الشمال، أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، وأعلنت عن مشروع جديد لتطوير القطاع الجنوبي من الحقل وزيادة الإنتاج في فترة تتراوح بين 5 و7 سنوات.
وقال الكعبي -خلال مؤتمر صحفي في الدوحة- إن إنتاج المشروع الجديد سيرفع طاقة إنتاج الغاز المسال في قطر بنسبة 30% إلى 100 مليون طن من 77 مليون طن سنويا.
وفي ظل تكاليف الإنتاج المنخفضة وقرب منشآت الغاز الطبيعي المسال القطرية من المشترين في أوروبا وآسيا فإن الخطوة القطرية قد تجعل من الصعب على المنتجين الأمريكيين بيع الغاز المسال بأسعار تنافسية وقد تجد المشاريع التي ما زالت في حاجة إلى التمويل صعوبة في العثور على مستثمرين.
ويقول بعض الخبراء إنه في حين تتهم دول خليجية قطر بالتعاون مع إيران فإن إجراءاتهم العقابية قد تدفع الدوحة صوب مزيد من التعاون مع طهران في إنتاج وتصدير الغاز من الحقل المشترك.