يصر رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي على إظهار ولائه اللا محدود للمشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة، والتآمر على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى وشعب فلسطين كله، بعد تسريبات نيويورك تايمز الأخيرة التي كشفت عن حجم التآمر لتهجير أهالي شمال سيناء من أجل إتمام صفقة القرن.
وهناك مؤشران جديدان على تآمر جنرال العسكر الدموي على القدس وإظهار ولائه اللا محدود للمشروع الأمريكي الصهيوني؛ ثمنا لبقائه على عرش السلطة بعد انقلابه الدموي، أولها: تجاهل أية فعاليات تؤكد عروبة القدس، والثاني استقباله اليوم السبت 20 يناير 2018م مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي المتطرف دونالد ترامب، الذي اعترف بالقدس عاصمة للصهاينة.
يتجلى ذلك في سلوك السيسي كل يوم، فيوم الأربعاء الماضي 17 يناير 2018م، انعقد مؤتمر الأزهر العالمي الذي شاركت فيه وفود 86 دولة لتأكيد عروبة القدس، ورفضا لقرار الرئيس الأمريكي المتطرف دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة، كما انعقد في ذات اليوم مؤتمر «حكاية وطن» الذي نظمته الأجهزة الأمنية دعاية للجنرال الدموي، وللثرثرة حول إنجازاته الوهمية التي لا يراها سواه وأركان عصابته وكل المطبلين من حوله. فماذا فعل السيسي؟.. تجاهل الأول حول القدس، واعتكف في الثاني ليل نهار!.
انتقادات حادة
من جانبه، عاتب الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة- في مقاله اليوم السبت 20 يناير بصحيفة “المصري اليوم”- رئيس الانقلاب لتجاهله المشاركة في مؤتمر الأزهر حول القدس، لا سيما بعد التسريبات الأخيرة التي فضحت موقف نظام عسكر 30 يونيو، وكشفت عن ملامح حجم المؤامرة لمنح القدس للصهاينة.
يقول سلامة: «أعتقد أن مؤتمرًا بحجم ذلك الذى عقده الأزهر حول «نصرة القدس» كان يجب أن يتصدره (رئيس مصر!)، نحن أمام قضية تشغل العالم أجمع، ليس العالم الإسلامى فقط، نحن أمام القضية الأولى عربيا، الأولى إسلاميا، الأولى مسيحيا، نحن أمام القضية الخارجية الأكثر اهتماما على المستوى المحلى، نحن أمام مشاركة من نحو ٨٦ دولة، نحن أمام مشاركة من كل الكنائس، مشاركة من كل الأديان دون استثناء، مشاركة على مستوى عالٍ من التمثيل السياسى والدبلوماسى والدينى، مشاركة ربما هى الأكثر زخما فى تاريخ المؤتمرات بمصر خلال السنوات الأخيرة».
ويضيف سلامة «لم أتوقع أبدا أن يعقد المؤتمر دون مشاركة (رئيس مصر!)، إلا إذا كانت هناك أمور طارئة، العكس كان صحيحا، فالسيسي فى اليوم نفسه كان يعقد مؤتمرا موازيا بهدف شرح إنجازات السنوات الماضية، لم يفطن البعض إلى أن المشاركة بمؤتمر الأزهر تعد أهم من أى شىء آخر، ذلك أنها فى حد ذاتها أحد الإنجازات، وأن عدم المشاركة بمثابة خصم كبير من الرصيد، كما أن بيانا رئاسيا لم يصدر ليوضح أى شىء».

ويتساءل الكاتب «توقفت تحديدا أمام عدم مشاركة السيسي فى مؤتمر الأزهر.. لماذا؟ وكيف؟ وهل يعقل ذلك؟ هل هو استياء إسرائيل التى منعت خطيب المسجد الأقصى من المشاركة فى المؤتمر؟ أم استياء ما بعد إسرائيل هذه المرة؟ أم أن هناك أسبابا أخرى؟.. لا أحاول الشطط كثيرا فى البحث فى الأسباب، إلا أننى مازلت على أمل أن يصدر بيان رئاسى رسمى يوضح ذلك، ويؤكد تطابق موقف الأزهر مع الرئاسة حول الإعلان الختامى للمؤتمر وكل ما قيل فيه وأسفر عنه، حتى يطمئن قلب الجميع».
لماذا تجاهل مؤتمر الأزهر للقدس؟
وفي تعليقه على غياب جنرال العسكر عن المؤتمر، يقول الكاتب الصحفي في “الأهرام” عماد أبو زيد: “باختصار، فإن السيسي ولا أي مسئول في حكومته سيشارك في أي شيء بخصوص ملف وقضية القدس على الإطلاق، ولذلك لا تجد أي مسئول مصري يشارك رسميا في المؤتمر”، وفق قوله.
وحول كلمات شيخ الأزهر التي عدّت “قوية” ورسائل غير مسبوقة، أكد أبو زيد، في تصريحات صحفية، أن “موقف شيخ الأزهر معاكس تماما للموقف الرسمي منذ اندلاع أزمة القدس”، مشيرا إلى “أن هناك خلافا كبيرا مع شيخ الأزهر في هذا الشأن”.
وعلق وزير العدل الأسبق المستشار أحمد سليمان، على غياب السيسي بقوله عبر “فيسبوك”: “غاب عن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس، فلا يعنيه الإسلام ولا الأزهر ولا الأقصى ولا فلسطين”، على حد تعبيره.
الخوف من ترامب
ولكن صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية كانت أكثر وضوحًا، حيث أكدت أن السيسي تجنب المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، الذي انطلق بالقاهرة أمس، تفاديًا لإشعال التوتر في علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت إلى أن “التقديرات أن السيسي تجنب المشاركة في المؤتمر لعدم رغبته في توتير العلاقات بينه وبين نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الذي تخفض فيه الولايات المتحدة المعونات المالية والمساعدات الأمنية لدول عربية حظيت في الماضي بدعم واشنطن”.
واستكملت: “عندما وصل أبو مازن للقاهرة أدرك أن الأخيرة ستدعم موقف ترامب فيما يتعلق بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وأنه على أقصى تقدير ستكتفي مصر ببيانات وتصريحات شجب فقط؛ فيما يتعلق بمكانة الفلسطينيين في القدس”.