قال موقع "هافينجتون بوست"، إن استمرار الأمير "محمد بن سلمان"، ولي العهد السعودي، في تصدير مشكلة إقليمية جديدة مستقبلا، رغم تسبُّبه في وضع بلاده بموقفٍ حرجٍ بتبَنِّيه سياسات متهوّرة، أدخل المملكة في تحالف عصابة حصار دولة قطر، لم تَجنِ منه إلا الخسائر.
فالأوضاع في اليمن تُراوح مكانها، ومستقبل سوريا يتجه نحو التقسيم، فيما عاد مُتزعّم التصعيد غير المسبوق ضد قطر عبر إعلان مقاطعة شاملة لها بخُفَيّ حُنين، وتخلّى عن قائمة المطالب الـ13، التي حاول فرضها سابقا على الدوحة، واكتفى بلائحةٍ تضمُّ ستة شروط فقط؛ حفظا لماء وجهه.
من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي "بولبابة سالم": "جاءت التعليمات من العم سام، بعد رسالة أولى من خلال إعلان المخابرات الأمريكية أن الإمارات هي التي قرصنت وكالة الأنباء القطرية وخطاب الأمير تميم، كان الرد الإماراتي مثيرا للسخرية بعد أن هددت إحدى الكائنات البعيرية بإغلاق صحيفة الواشنطن بوست التي سربت الخبر، أما أحد المسئولين فقد اعتبر أن الأمر سيلفّه النسيان بعد فترة.. فكانت الخطوة التالية عن طريق الخارجية الأمريكية التي كشفت عن أن الإمارات تحولت إلى مكان لتبييض أموال الإرهاب".
وبحسب مراقبين، لن تحتاج الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في المنطقة؛ فمصالحها محفوظة وإسرائيل في أمان، بل صار يتسابق إليها عربان الخليج والكائنات البعيرية من أجل التطبيع، وصرنا نتابع فضائح بعضهم في مساندة الكيان الصهيوني لسحق غزة المحاصرة.
أخطأ "ابن سلمان"
غابت تفاصيل المشهد عن أمير حديث عهد بالسلطة، وتصوَّر أن زيارته للبيت الأبيض وعلاقته الحميمة بإدارة ترامب، ثم زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة السعودية في أولى جولاته الخارجية، بمثابة موافقة ضمنية على سياساته، لكن الواقع لم يكن كذلك.
وتوقع محللون أن تتجه الدوحة مستقبلا إلى تحالفات اقتصادية وسياسية بعيدا عن دول المجلس، في ترجمة عملية لـ"درس فترة الحصار"، كما أشار أميرها "تميم بن حمد آل ثاني" في خطابه الأخير.
ولذا خلص "هافينجتون بوست" في تحليله إلى أن تعيين الأمير "محمد بن سلمان" وليا للعهد السعودي كان قرارًا غير صائب، سيُورِّط المملكة في مصير أشبه بمدمن القمار الذي لا يتوقف أبدا رغم خسائره الفادحة.
فضيحة مدوية
وعرفت دول الحصار أن الخطوة المقبلة ستكون فضيحة مدوية، فالأمريكان يملكون ملفات الجميع، لذلك سارعوا إلى التراجع عن مطالبهم، وتحدثوا عن ضرورات الأمن والسلم والتعايش بعد أن كانت لغة الانقلابات والتدخل العسكري هي السائدة.
قطعت تركيا وإيران الطريق منذ بداية الأزمة، فقد سارعت تركيا بالمصادقة على اتفاقية التعاون العسكري خلال 24 ساعة، وتدفقت أفواج عسكرية تركية متتالية على الدوحة تحسبا لأي طارئ، فلا ننسى مواقف بعض الدول الخليجية المساندة للانقلاب الفاشل على أردوغان، وهو ما لم يتجاهله الرئيس التركي الذي أشار إليهم في خطاب له بعد الأزمة، لذلك استثنى من زيارته الخليجية المرتقبة الإمارات، وسيشد الرحال نحو السعودية والكويت وقطر.
وبات واضحًا أن الولايات المتحدة لا تريد حربا جديدة بعدما جمع ترامب الأموال من الجميع، صفقات خيالية مع السعودية، وعقود بأكثر من 466 مليار دولار ومثلها مع باقي دول الخليج، وحتى قطر التي كانت ترفض عقود تسليح جديدة خضعت بعد حصار جيرانها، وأمضت على اتفاقية شراء طائرات أمريكية بقيمة 12 مليار دولار.