شاهد| دلالات التصعيد المتواصل بين مليشيات الأسد والقوات التركية في إدلب

- ‎فيتقارير

أن يتحدث النظام السوري عن شن عملية عسكرية كبرى للسيطرة على إدلب، فهذا حديث معتاد منذ استيلائه على حلب بدعم من حليفيه الإيراني والروسي، لكن الجديد أن تصل نيران هذه العملية إلى الجنود الأتراك وأن تطوق آلياتها نقاطهم الأمنية في ريف إدلب.

تلك النيران التي ردت عليها أنقرة بوابل من الصواريخ وتوعدت بعدها برد أقوى حال تعرض جنودها مرة أخرى لمثل هذا الخطر تخفي وراءها حربا أخرى غير معلنة بين الضامنين الروسي والتركي لاتفاقات الهدنة.

حرب أطلق النظام شرارتها في ريف حلب وردت عليها فصائل المعارضة في جمعية الزهراء، وكان مما كان أن وقع بين قتلاها أربعة ضباط روس، حسبما كشفت تقارير روسية وثيقة الصلة بجنرالات الحرب في سوريا.

أما ما كشفته الأنباء، أمس الأول، عن قصف من قبل النظام ومقتل جنود أتراك فكان شرارة أخرى لمواجهة كانت مؤجلة منذ سنوات بين الدولة التركية ونظام الأسد، وإن كان الأخير قد دفع ثمنها فورا عشرات الجنود.

فبهذا القصف رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القدر يدخل بلاده مرحلة جديدة في سوريا، مشددا على أن الرد على انتهاكات النظام السوري بحق المدنيين في إدلب سيتم بشكل مباشر على جنوده، لتتحول المنطقة المعروفة بخفض التصعيد في مسار أستانة إلى ساحة صدام تهدد خريطة التحالفات الهشة بين القوى الفاعلة في الأزمة السورية.

واصلت قوات النظام السوري تقدمها بريف حلب الجنوبي، وسيطرت على قريتين بعد مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة فيما توعدت وزارة الدفاع في حكومة النظام القوات التركية بالرد الفوري على أي استهداف لها.

وقالت مصادر عسكرية، إن قوات النظام السوري سيطرت على قريتي جزاريا وزمار في ريف حلب الجنوبي ما يعني اقترابها من الدخول من ريف حلب الجنوبي باتجاه ناحيتي تل الطوقان وسراقب في ريف إدلب الشرقي، حيث توجد نقطة المراقبة التركية شرق بلدة سراقب، وبالتالي الاقتراب من حصارها أيضا بعدما حاصرت النقاط التركية في نواحي خان شيخون ومعرة النعمان.

قناة “مكملين” ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، دلالات التصعيد المتواصل في إدلب بين قوات النظام السوري والقوات التركية.

العقيد حاتم الراوي، المحلل العسكري، قال إن تقدم قوات النظام السوري بهذا الشكل تحت نيران الطيران الروسي يؤكد أنها لن تقف عند سراقب، مضيفا أن القوى الفاعلة في المنطقة هي روسيا التي تساند النظام وتركيا التي تساند فصائل الجيش الحر والثوار الميدانيين في المنطقة.

وأضاف الراوي أن تركيا تعمل وفق سياسة رزينة وتتحرك وفق مبدأ النفس الطويل، مضيفا أن حصار نقاط المراقبة التركية لا قيمة له، فالقوافل تدخل وتتحرك بحرية داخل النقاط، مضيفا أن تركيا وروسيا تتحاشيان المواجهة في سوريا .

محمد عويص، الخبير في الشأن الأمريكي، يرى أن نظام بشار الأسد نظام وظيفي عميل لإيران ويقف ضد طموحات وطلعات الشعب السوري، أما تركيا فهي داعمة لحق الشعب السوري في الحياة، مضيفا أن أمريكا في ظل قيادة ترامب لا يمكن التعويل عليها؛ لأن ترامب جاء إلى الحكم بفضل النظام الروسي، ولن يوافق على وجود أمريكي في سوريا.

وأضاف عويص أن ترحيل القضايا الدولية مثل سوريا واليمن وأيضا القضية الفلسطينية إلى جنيف والأمم المتحدة وأستانة وسوتشي، يعد تمييعا لهذه القضايا وإرهاقا للقوى الشعبية على الأرض ويعد جزءا من المؤامرة.

وأوضح عويص أن نظام بشار الأسد قتل أكثر من مليون سوري وشرد 10 ملايين آخرين، وهدم منازلهم وجلب كل إرهابيي النظام الإيراني إلى سوريا مثل عصابات حزب الله والفاطميين والعباسيين.

بدوره قال فراس رضوان أوغلو، المحلل السياسي التركي، إن رسالة الرئيس رجب طيب أردوغان كانت واضحة بإعطاء قوات النظام السوري مهلة شهر للتراجع خلف كل نقاط المراقبة التركية، وإلا ستضطر تركيا لإجبارها على التراجع بالقوة.

وأضاف أوغلو أن العملية التي ينفذها جيش النظام السوري تنسف كل التفاهمات التي تم الاتفاق عليها، مضيفا أنهم يتهمون تركيا بعدم الالتزام بتسليم الطرقات وأيضا ما يتعلق بهيئة تحرير الشام، في المقابل يتجاهلون دعم قوات النظام للمليشيات الإرهابية وتجميد المسار السياسي.

وأوضح أوغلوا أن العملية العسكرية التي تنفذها قوات النظام مؤخرا بتحريض من روسيا، وكان يمكن لتركيا استحضار الناتو عقب العدوان على قواتها، لكنها رأت أن هناك شريكا وصديقا في سوريا وهي روسيا، متوقعا حدوث تدخل تركي عسكري حقيقي حال عدم تراجع قوات النظام السوري خلف نقاط المراقبة.