أفاد مسئولون إسرائيليون وأمريكيون، لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، بعقد اجتماع سري في ديسمبر الماضي بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات؛ بهدف التنسيق ضد إيران. وقال الموقع إن الاجتماع جاء ضمن سلسلة لقاءات بين هذه الأطراف، أكدت القناة الـ13 الإسرائيلية أنها بدأت في سبتمبر الماضي.
فما دلالة توقيت انعقاد هذه الاجتماعات ووفق أي اعتبارات اختيرت لها الإمارات من بين دول المنطقة المعادية لإيران؟ وما هي التأثيرات المحتملة للكشف عن هذه اللقاءات السرية على دعوات أبو ظبي العلنية لصد التصعيد ضد طهران؟
وبحسب ما كشفه مسئولون إسرائيليون وأمريكيون ونقلته وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية، فإن تنسيق أبو ظبي السري مع واشنطن وتل أبيب ضد طهران تزامن بالضبط مع تلك الانعطافة الودية التي طرأت على سياسة الإمارات تجاه إيران في النصف الثاني من العام الماضي.
انعطافة بدأت بزيارة وفد عسكري من خفر السواحل الإماراتي إلى طهران، وبلغت ذروتها بدعوة وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إلى عدم التصعيد ضد إيران؛ من أجل ما سماه نظامًا إقليميًّا جديدًا أكثر استقرارا تستطيع فيه جميع الدول الازدهار.
وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، في ديسمبر الماضي عقد في واشنطن واحدٌ من أكثر الاجتماعات سرية، كانت إيران على الطاولة التي تحلق حولها مسئولون رفيعو المستوى يمثلون الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، كان من بين هؤلاء مستشار الأمن القومي الأمريكي برفقة المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، براين هوك، بالإضافة إلى سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، ومستشار نتنياهو للأمن القومي، ما يفسر أهمية سرية الاجتماع البالغة بالإضافة إلى طبيعة موضوعه وهو التنسيق ضد إيران.
وبحسب موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، فإن مواضيع أخرى ذات صلة بحثت أيضا، ومنها توثيق العلاقات بين تل أبيب ودول عربية، والأهم بحث إبرام اتفاقية عدم اعتداء بين الإمارات وإسرائيل .
القناة الـ13 الصهيونية أكدت أن ما كشفه الموقع الأمريكي يمثل الجزء الظاهر من جبل الجليد؛ فالاجتماع المشار إليه سبقه اجتماعان قالت القناة إن أولهما كان في 27 من سبتمبر من العام الماضي، وإن المحرك الأساسي لهذه الاجتماعات هو اعتبار إيران عدوا مشتركا تبحث سبل وآليات مواجهته، ما جعل القناة الإسرائيلية تعنون أحد تقاريرها عن الاجتماعات بنتنياهو العرب.
ولتاريخ آخر اجتماع دلالات بالغة الوضوح، فبعده طرأت أحداث لافتة في منطقة الخليج كادت تتحول إلى حرب كبرى تزيد من أهمية ما تم الاتفاق عليه في ذلك الاجتماع، تغريدة أطلقها بعد أيام قليلة منه وزير خارجية الإمارات بمقال نقله عن إحدى وسائل الإعلام كان عنوانه إصلاح الإسلام “تحالف عربي إسرائيلي في طور التشكل في الشرق الأوسط، ليرد نتنياهو التحية للرجل بعد أيام قليلة، مؤكدا أنه آن الأوان أخيرا لتحقيق التطبيع والسلام.