أثارت الإطاحة بصبي العسكر “محمد الباز” من برنامج “90 دقيقة”، الذي كان يقدمه على قناة “المحور” الفضائية، بعد سنوات من التطبيل للسيسي وعصابته، العديد من التساؤلات حول أسباب وتوقيت تلك الإقالة، وعلاقة ذلك بهجومه مؤخرا على رجل الأعمال الانقلابي نجيب ساويرس، ومدى صحة انتصار معسكر رجال الأعمال التابع للانقلاب على معسكر الأذرع الإعلامية.
الباز وساويرس
الإطاحة بالباز من برنامجه جاء بعد أيام من انتقاده لتصريحات ساويرس، والتي انتقد فيها قرار حظر التجوال، وطالب بعودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها.
وقال الباز: “البلد تعيش أزمة، وننتظر من رجال الأعمال المساعدة، يا إما تساعد، يا إما تنقطنا بسكاتك، ومش عايزين نسمع صوتك”، مضيفا أن “ساويرس رجل مزاجنجي ومش فارقة بالنسبة حاجة، ولو يموت مليون واحد بسبب كورونا وما ينقص من فلوسه حاجة مش فارقة.. كورونا طلع كل الناس على المسرح.. يا أخي تغور بفلوسك عن البلد دي”.
وأثارت إقالة الباز سخرية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبت صفوة أبو غالي: “خسروا طبلة”. فيما كتب أشرف أبو طلال: “يعني في اليوم اللي ندشن فيه لقب معيز نخسر أكبر معزة!”.
وكتب محمد عبد الوهاب: “يعني المرة اللي يقول فيها حاجة صح تتم إقالته! لا حول ولا قوة إلا بالله”. وكتب محمود أبو الشيخ: “طار الباز يا جو شو”. وكتب المنتصر بالله: “لا أنسى يوم ما غلط في شيخ الأزهر بعد مناظرته مع الخشت وتطاول وكان عاوز يولع الدنيا.. نوعيات واطية من البشر.. ارحت الناس من طلتك المزعجة”.
عسكر في قيادة الفضائيات
وكانت السنوات الماضية قد شهدت تعيين عشرات العسكريين في مواقع قيادية في الإعلام؛ بهدف ضمان تنفيذ تلك الأذرع للتعليمات بشكل كامل، وبهدف إقصاء أي صوت معارض في الصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام.
ويعد أبرز هؤلاء العسكريين هو عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة، والذي يتولى ملف الإعلام في مصر منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 وحتى اليوم، نظرا لما يحظى به من مكانة لدى قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي؛ حيث كان يشغل لعدة سنوات منصب مدير مكتب السيسي.
وكشفت التسريبات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام عن جانب من هذه العلاقة، وبينت كيف يتم تجنيد العديد من الإعلاميين والصحفيين لصالح العسكر، وكيف تتم صناعة المداخلات التلفزيونية المؤيدة للسيسي عير تواصل جهات تابعة لعباس كامل مع بعض الفنانين المشهورين لتلقينهم ماذا يقولون في مداخلاتهم.
الأمر لم يقتصر على عباس كامل فحسب، بل شمل أيضا تعيين الضابط ياسر سليم نائبا لرئيس مجلس إدارة مجموعة إعلام المصريين، وتعيين اللواء شريف خالد رئيسا لمجلس إدارة شركة فالكون جروب، وتعيين المقدم أحمد شعبان مسئولا عن ملف الإعلام ومديرا لمكتب عباس كامل، فيما يضم ملف المشرفين على الإعلام في مكتب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي اللواء محسن عبد النبي مدير مكتب السيسي والمشرف على ملف إعلام رئاسة الانقلاب، بالإضافة إلى العقيد هاني أبو السعود، والعقيد ياسر عطية.
عباس كامل
كما يتولى عباس كامل عضوية مجلس إدارة شركة D Media للإنتاج الإعلامي، ويتولى اللواء ثروت درويش منصب مدير إدارة الموارد البشرية بشبكة قنوات “dmc”، فيما يتولى العميد محمد سمير رئاسة مجلس إدارة شركة برايت فيوتشر للإنتاج الإعلامي، وفي الهيئة العامة للاستعلامات يتولى اللواء أركان حرب هشام عبدالخالق رئاسة قطاع الخدمات المركزية، فيما يتولى اللواء الصناديلي علي رئاسة الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، ويتولى العميد خالد زكي، رئاسة الإدارة المركزية للتدريب.
وفي ماسبيرو يتولي اللواء علاء الجندي، رئاسة الإدارة المركزية لأمن مبنى التلفزيون المصري، ويتولى اللواء جمال عجلان منصب نائب رئيس قطاع أمن ماسبيرو للمنشآت الخارجية، فيما يتولى العميد محمد السيد الإدارة المركزية للحراسات بأمن “ماسبيرو” والإشراف على أمن قطاع الأخبار، ويتولى العقيد رحاب فاروق رئاسة مباحث ماسبيرو، فيما يتولى اللواء خالد الدكروري رئاسة قطاع الأمن بالهيئة الوطنية للإعلام، ويتولى اللواء أسامة جابر عبدالله منصب نائب رئيس قطاع أمن.
وفي المجلس الأعلى للإعلام يتولى اللواء أبو بكر الجندي رئاسة لجنة بحوث المشاهدة، فيما يتولى العميد محمد شتا منصب مدير عام العلاقات العامة والإعلام والنشر في شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وفي الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي يتولى اللواء محمود بركات منصب مدير أمن المدينة، فيما يتولى المقدم محمد عوض منصب رئيس مباحث المدينة، أما في الشركة المصرية للأقمار الصناعية “نايل سات” فيتولى اللواء أحمد أنيس رئاسة مجلس الإدارة، فيما يتولى اللواء حمدي منير منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، ويتولى اللواء بكر شميس عضوية مجلس الإدارة.
وفي نقابة الإعلاميين، يتولى اللواء سعد عباس منصب المدير التنفيذي للنقابة، فيما يتولى العقيد سعيد حسني منصب مدير عام نقابة الصحفيين، ويشمل إعلام وزارة الداخلية كل من اللواء علاء الأحمدي في منصب مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات، واللواء ناصر محيى مديرا للعلاقات والإعلام، والمقدم إمام مصطفى أحد المسئولين عن الإعلام بجهاز الأمن الوطني، فيما يتولى اللواء سامي الجرف رئاسة مجلس إدارة المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات.
وكان لهؤلاء العسكريين دور في الإطاحة بعدد من الأذرع الإعلامية للعسكر خلال الفترة الماضية، سواء لتراجع دورهم في التطبيل أو لعدم تنفيذهم التعليمات بشكل كامل ومحاولتهم الخروج عن السياق في بعض الأحداث، فيما تم تحويل برامج إعلاميين بارزين إلى برامج منوعات أو برامج فنية تخلو من أي موضوعات سياسية.
