كشفت مصادر في مستشفى صدر العباسية عن إصابة عدد من الطاقم الطبي بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن عدد الإصابات بين طاقم التمريض وصل إلى 50، فيما أصيب 10 من الأطباء بالفيروس.
إصابات التمريض
وقالت المصادر، في تصريحات صحفية، إن هناك تعنتًا من قبل الدكتور محمد عيد مدير المستشفى في بحث الأزمة، وسط مخاوف كبيرة من الطاقم الطبي؛ بسبب عدم توفير أدوات الوقاية اللازمة، ما يهدد باحتمالية انتقال العدوى، مطالبين بضرورة توافر الأدوات الوقائية وعمل التطهير اللازم للأقسام التي بها إصابات بأعداد كبيرة.
من جانبها قالت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض المصري، إن هناك إصابات بين صفوف التمريض في مستشفى صدر العباسية، وإنها تتابع بنفسها الأزمة والحالة الصحية للمصابين، مشيرة إلى أنه لم يتم التأكد من الرقم إلى هذه اللحظة، إلا أنه يوجد إصابات بالفعل بين الطاقم الطبي وخاصة التمريض على وجه الخصوص بعدد أكبر.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه الدكتور محمد جاد، رئيس هيئة الإسعاف، عن أن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا بين العاملين في الهيئة وصل إلى 85 حالة، مشيرا إلى أن خدمة الإسعاف تقدم للمصابين بفيروس كورونا من خلال الخط الساخن 105، وأن خطة توزيع سيارات الإسعاف بالمحافظات تتم بحسب عدد السكان، والقاهرة بها 45 سيارة للتعامل مع كورونا.
معاناة الأطباء
وكانت حملة “شعب واحد نقدر” قد انتقدت تجاهل معاناة الأطقم الطبية في مصر، وقالت الحملة، في بيان لها، إن “الحضارات الإنسانية المتعاقبة قد اتفقت منذ قديم الأزل على شرف ونبل وقداسة مهنة الطبيب، ومما زاد هذه المهنة تشريفا وتعظيما أنها كانت مهنة نبي الله عيسى عليه السلام، فالطبيب يتعامل مع أقدس وأعظم مخلوق في هذا الكون، وهي أرواح البشر، لذا فقد جعل المولى- عز وجل- لحفظ الأنفس ورعايتها درجة ومرتبة وجزءا عظيما، فقد قال عز وجل في كتابه العزيز “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.”
وأشارت الحملة إلى أنه “منذ انتشار فيروس كورونا في العالم، ومن ثم في مصر، فقد تابع الشعب المصري كله حجم الجهد الذي يبذله الأطباء المصريون مع كافة الفرق الطبية المعاونة، الذين يستشعرون أثناء عملهم حجم الأمانة التي حُمّلوا بها، والدور الشرعي والوطني والأخلاقي المُلقى على عاتقهم”، لافتة إلى أنه “في الوقت الذي من المفترض أن يحتشد فيه الجميع من أجل مواجهة هذه الجائحة، فقد فوجئ الشعب المصري- وبكل أسف- بأصوات “غير مسئولة” تشن حملات ممنهجة لتشويه الأطباء، وتسيء لتضحياتهم ولجهودهم النبيلة التي يقومون بها”.
وأكدت الحملة ضرورة تقديم الشكر والتقدير والعرفان على الجهد المبذول والتضحيات الغالية التي تقدموها في هذا الظرف العصيب، وتأكيد التمسك بحق الفرق الطبية الكامل في اتخاذ كافة وسائل الحماية الطبية التي تعارف عليها العالم أجمع، في طرق مكافحة العدوى، مع ضرورة توفير جميع الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة للحفاظ على الطواقم الطبية التي تعد خط الدفاع الأول و”الوحيد”- بعد رحمة الله- أمام هذه الجائحة، ومن نافلة القول تأكيد أنه من أجل تأمين ظهر هؤلاء الأبطال، فيلزم توفير أماكن عزل وعلاج وعناية مركزة مجهزة مخصصة للفرق الطبية بحيث تكون جاهزة لتأمينهم وعلاجهم في أي وقت يتم الاحتياج لها.
فشل العسكر
وشددت الحملة على أهمية التوسع في عمل المسحات الطبيةPCR ، مع ضرورة التتبع الجيد لكل المخالطين للحالات الإيجابية، وهي الآلية التي قامت بها الدول التي نجحت في حصار هذه الجائحة بشكل كبير، ونؤكد كذلك ضرورة توفير أكبر قدر ممكن من أجهزة التنفس الصناعي في المستشفيات حيث إن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن توافر تلك الأجهزة يؤدي لخفض معدلات وفيات الحالات الحرجة للنصف تقريبا، وبطبيعة الحال فإن غيابها يؤدي إلى مضاعفة عدد الوفيات.
وناشدت الحملة كافة كليات الطب بالجامعات المصرية بسرعة عمل دورات تدريبية ودورات علمية من خلال الاساتذة والمتخصصين للكوادر الطبية بالتعاون والتنسيق مع نقابة الأطباء العامة والنقابات الفرعية ووزارة الصحة وكافة المؤسسات الصحية، بهدف رفع كفاءة الأطباء والفرق الطبية في مواجهة هذه الجائحة (بخاصة الأطباء من غير تخصصات الصدرية والباطنية والعناية المركزة والطوارئ) حتى يتم رفع كفاءة وتأهيل أكبر قدر ممكن من الأطباء للقيام بالأدوار الضرورية والطارئة عند الحاجة.
وأهابت الحملة بالشعب المصري تقديم كافة أشكال الدعم لأعضاء الفرق الطبية وحمايتهم وتشجيعهم، وهنا نذكر أمثلة عابرة لأشكال هذا الدعم، بدءا من الدعم المعنوي بتزويدهم بالآليات التي تم تطبيقها في كثير من دول العالم، مرورا بضرورة احترام ورعاية الكوادر الطبية وأسرها من قبل الجيران، خاصة حين يغيب عنهم أحد أفرادهم لأداء ذلك الواجب الطبي.
كما أهابت الحملة بالشعب المصري بكافة فئاته وشرائحه، المحافظة والمواظبة على سبل الوقاية (ارتداء واقي الوجه أو الكمامة والحفاظ على توصيات التباعد الاجتماعي) لتقليل عدد الإصابات والمضاعفات، والتي يترتب عليها تخفيف الضغط على المنظومة الصحية، داعية الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء، وأن يديم على وطننا وشعبنا نعمة المعافاة.
