تخفيف الإجراءات الوقائية.. السيسي يسلم “رقاب المصريين” لحبل مشنقة كورونا

- ‎فيتقارير

انتقد أطباء ومراقبون إعلان حكومة الانقلاب عن تخفيف الإجراءات الوقائية والاحترازية الرامية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، وحذروا من أن هذا التخفيف سيؤدى إلى زيادة معدل الإصابات والوفيات بالفيروس .

وقال المراقبون، إن نظام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي يجامل رجال الأعمال، ويقرر فتح الشركات والمصانع على حساب الصحة العامة للمصريين وتسليم رقابهم للفيروس القاتل.

وأكدوا أن حكومة الانقلاب تخالف خطة منظمة الصحة العالمية فى مواجهة الفيروس، وتتجاهل تحذيراتها المستمرة من تحول مصر إلى أكبر بؤرة لوباء كورونا فى منطقة الشرق الأوسط وفى العالم كله .

كان مجلس وزراء الانقلاب قد أعلن عن تعديل مواعيد حظر التجوال، ليبدأ من الثامنة مساءً حتى الرابعة فجرًا، وذلك بدلا من الخامسة فجرا، مع غلق المحال الساعة السادسة مساءً بدلا من الخامسة، بدءًا من الأحد المقبل.

وقررت حكومة الانقلاب، خلال اجتماع لجنة إدارة أزمة فيروس كورونا، الخميس، عودة حركة الطيران والسياحة في المحافظات الساحلية الأقل إصابة بكورونا بداية من أول يوليو المقبل، وعقد امتحانات الثانوية في موعدها، ودراسة فتح المساجد.

يأتي تخفيف الإجراءات الوقائية والاحترازية رغم اقتراب معدل الإصابة بفيروس كورونا من 40 ألف إصابة وتزايد المعدلات اليومية، حيث سجلت البلاد أمس 1442 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 39726 ووفاة 35 مصابا، ليصل عدد الوفيات إلى 1377 بنسبة 3.7% من إجمالي الإصابات.

الموقف الصحى

من جانبه زعم أسامة هيكل، وزير الإعلام بحكومة الانقلاب، أن دولة العسكر تتابع الوضع الصحى على مستوى الجمهورية أولا بأول .

وقال هيكل، فى تصريحات صحفية: إن حكومة الانقلاب وضعت خططها لإعادة فتح جميع الأنشطة فى البلاد تدريجيا فى ضوء تطورات الموقف الصحى، وتتميز هذه الخطط بالمرونة مع أى تطور فى الحالة الصحية، وفق تعبيره .

كما زعم نادر سعد، المتحدث باسم مجلس وزراء الانقلاب، أن تقليص ساعات الحظر يهدف إلى تسهيل حركة العاملين والموظفين .

وقال "سعد"، فى تصريحات صحفية، إن حكومة الانقلاب تلقت مناشدات من قبل بعض المواطنين الذين يريدون التحرك باكرًا لأعمالهم، كما تلقت مناشدات من المزارعين، لأنهم في موسم جني الثمار، وفق تعبيره.

كما زعم أن مسألة الغلق الكامل يضر الاقتصاد أضرارًا بالغة، خاصة لدولة مثل مصر، والتي تأكل من عملها، كما أنه لم يحقق النتائج المرجوة في البلدان التي طبقته، بحسب مزاعمه .

تحذيرات من تخفيف الحظر

فى المقابل حذَّرت منظمة الصحة العالمية من تخفيف الحظر، مشيرة إلى أن وباء كورونا لم يتم التوصل إلى علاج له حتى الآن، ما يهدد بانتشاره وفتكه بالملايين، خاصة فى الدول التى تعانى فيها المنظومة الصحية من الانهيار.

وقالت المنظمة، إن وقف انتشار وباء كوفيد-19 بشكل كامل يتطلب لقاحًا وعلاجا لم يتم التوصل اليه حتى الآن. مشيرة إلى أن فيروس كورونا المستجد أكثر فتكًا بعشر مرات من الفيروس المسبب لإنفلونزا إتش1 إن1 التي ظهرت في نهاية مارس 2009 في المكسيك.

وأشارت إلى أن الدول التي تتجه إلى تخفيف الحظر، عليها أن تستعد لموجة ثانية قاتلة من الإصابات بفيروس كورونا، لأن الوباء لم ينته بعد .

ووجهت المنظمة تحذيرا صارخا إلى البلدان التي بدأت تخفيف قيود الإغلاق، مشددة على ضرورة أن تبدأ هذه الدول في تعزيز أنظمة الصحة العامة وبناء القدرات في المستشفيات والرعاية الأولية ووحدات العناية المركزة.

كما حذرت من أن الموجة الثانية قد تكون مزدوجة، ويمكن أن تتزامن مع تفشي أمراض معدية أخرى، كالإنفلونزا الموسمية أو الحصبة.

وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية: إن البيانات التي تم جمعها في بلدان عدة تعطينا صورة أكثر وضوحًا لهذا الفيروس وسلوكه وطريقة وقفه، مؤكدا أن كوفيد-19 ينتشر بسرعة، وهو وباء فتّاك أكثر عشر مرات من الفيروس المسبب لوباء الإنفلونزا عام 2009.

وشدد على ضرورة عدم رفع الحجر الصحي في العالم بالكامل، وأن يكون الرفع تدريجيا على فترات طويلة لضمان عدم انتشار الفيروس وتسببه فى خسائر كبيرة.

علاج أو لقاح

وحذر الدكتور محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، من تخفيف إجراءات الحظر، في ظل عدم اكتشاف لقاح أو دواء لفيروس كورونا المستجد.

وقال البرادعي، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع التدوين المصغر "تويتر": طبقًا لمنظمة الصحة العالمية، لابد أن يقترن تخفيف إجراءات الحظر بالكشف المكثف والتتبع لحين التوصل إلى لقاح أو دواء إذا أردنا تجنب الانتشار السريع لوباء كورونا الجديد .

وأشار إلى أنه بدون الداتا المبنية على الكشف والتتبع، فإن أي توقعات بشأن انتشار الوباء أو تطور المنحنى هي ضرب من التخمين .

تخبط وعشوائية

وقال يحيى موسى، المتحدث السابق باسم وزارة الصحة: إن خطة حكومة الانقلاب فى مواجهة الوباء تمثل فصلا جديدا من التخبط والعشوائية، مشيرا إلى أن توجهات حكومة الانقلاب تأرجحت بين التهوين من آثار الوباء والتحذير منه، مما تسبب في حالة من اللبس لدى المواطن نتج عنها عدم الاكتراث بأي تحذيرات جديدة من قبل حكومة الانقلاب.

وأكد موسى، فى تصريحات صحفية، أنه يمكن تخفيف بعض الإجراءات الاحترازية في حال النجاح في تقليل الإصابات والوفيات، أما أن يتم رفع إجراءات الإغلاق رغم ازدياد معدلات الإصابة كما نشاهده في مصر حاليا فهو أمر كارثي، ويمثل خللا كبيرا في ترتيب أولويات حكومة الانقلاب بين إنقاذ الاقتصاد وإنقاذ الإنسان الذي يصنع الاقتصاد.

واعتبر خطة التعايش مع الفيروس التى أعلنتها وزارة الصحة بحكومة الانقلاب بمثابة غض للطرف عن الجائحة والاكتفاء ببعض المظاهر البروتوكولية؛ تجنبا للإحراج والانتقادات الداخلية والخارجية .

وتساءل موسى: كيف يمكن لحكومة الانقلاب تطبيق إجراءات الوقاية ومكافحة العدوى داخل المباني الحكومية والمنشآت التجارية، في حين تفشل في تطبيقها داخل المستشفيات، وهي الأماكن المفترض أنها مجهزة ومعدة لذلك.

زيادة الإصابات

وتوقعت الدكتورة شيرين غالب، نقيب أطباء القاهرة، زيادة أعداد المصابين بالفيروس خلال الفترة المقبلة، خاصة مع زيادة كثافة التجمعات بشكل كبير، مشيرة إلى أن نقابة الأطباء كانت قد طالبت بفرض حظر شامل لمدة أسبوعين، من أجل السيطرة على الموقف لكن حكومة الانقلاب لم تستجب لذلك المطلب .

وقالت د. شيرين، فى تصريحات صحفية: إن فرض الحظر الشامل لمدة أسبوعين كان يمثل الفرصة الأخيرة لتقليل انتشار العدوى، لكن حكومة الانقلاب أضاعت هذه الفرصة وتقرر الآن التخفيف من الإجراءات الوقائية والاحترازية، ما يعنى أننا سنشهد زيادات كبيرة فى أعداد المصابين .

وقال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن المواطنين يعتقدون أن تخفيف الإجراءات الاحترازية والإعلان عن التعايش مع الوضع أن فيروس كورونا قد انتهى وهذه كارثة.

وأضاف "الحداد"، فى تصريحات صحفية، أن زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا جاء نتيجة تكدس وتجمع المواطنين قبل شهر رمضان وخلال أعياد شم النسيم بالمحلات والشوارع، وهذا انعكس على عدد الإصابات بالزيادة .