رحبت الدول العربية والغربية منظمات دولية باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الحكومة الليبية فايز السراج ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح فى بيانين متزامنين.
وأبدت الأمم المتحدة ارتياحها بنقاط التوافق الواردة فى البيانين عن السراج وصالح، مؤكدة أن المبادرتين تبعثان الأمل مجددا فى إيجاد حل سياسي وسلمى لإيجاد حل للأزمة الليبية التى طال أمدها، كما تواترت بيانات الترحيب من الأطراف الفاعلة فى الأزمة الليبية رغم التزام اللواء المتقاعد خليفة حفتر الصمت حيال الاتفاق الجديد، ما يرجح بحسب محللين خروجه من المعادلة المعقدة للأزمة، سيما بعد ما أشارت تشكيل لجنة تقصى الحقائق عن جرائم الحرب المرتكبة فى ليبيا إلى أن الجنرال قد يصبح عبئا على داعميه الإقليميين والدوليين فهل ينهى الاتفاق الجديد الرهان على الحسم العسكري بين طرفي النزاع وما حظوظ صمود هذا الاتفاق فى ظل غموض موقف خليفة حفتر؟
قال عادل الحامدى الكاتب والباحث فى الشأن الأوربي، إن ما يمكن قوله فى اتصال الهدنة بين الأطراف الليبية المتخاصمة أنه اتفاق ضرورة، وأن المتمرد خليفة حفتر كان عازما على الحسم العسكري، وأن الحلف الذي كان يقف الى جانبه بقيادة الإمارات العربية المتحدة ومصر وفرنسا كانوا يعتقدون أن بإمكانهم أن يحسموا المسألة عسكريا ولكن دخول تركيا على الخط والاتفاق الليبي التركي أعاد عقارب الساعة للوراء وجعل جميع الأطراف تعيد حساباتها.
وأضاف الحامدى أن فرنسا الآن منشغلة بما يجرى فى مالى وبالتالي فرنسا تعانى معاناة شديدة، والأمر الآن هو تهدئة خواطر وإيمان بالأمر الواقع بأنه لا يمكن الحسم عسكريا، وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا كلتيهما لا تريدان استمرار هذا الخلاف العسكري وطالبتا بضرورة تشكيل اللجنة الأممية لتقصى الجرائم المرتكبة فى ليبيا برئاسة المغربى محمد تزيل المخاوف لدى خليفة حفتر وان هناك معلومات أن خليفة حفتر مازال يأتى بقوت وقوات دعم له من الخارج فى قواعد عسكرية فى الشرق.
وأشار إلى أن هناك انعداما للثقة وأن القوات التى حررت طرابلس هى قوات ربما ليست تحت السيطرة الكاملة لحكومة الوفاق وبالتالي يكون أكثر تعقيدا وان هذه الأطراف ليس لديها الثقة فى خليفة حفتر ولا عقيلة صالح ولا الأطراف المؤيدة لهما. وتابع أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أنه يجب الحوار مع ليبيا وأن قوات فجر ليبيا التى استطاعت ونسقت مع المخابرات الأمريكية والغربية ويمكنها أن تكون حليفا موثوقا به بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
بدوره قال قال محمد الزواوى المحاضر بمعهد الشرق الأوسط بجامعة سكاريا إن الصراع الأساسى أن تقود الإمارات من جهة حتى تدخلت تركيا وغيرت المعادلة لصالح الحل السياسي، وأضاف أن السيسى عندما تحدث عن الخط الأحمر خط الجفرة رجع بعد ذلك فى اجتماعه مع القبائل الليبية، وقال إن هذا الخط خط سلام وليس معناه حرب، ما أوضح عدم جدية مصر فى تدخل عسكري ويبدو أن هذا تهديد تراجع فيه السيسى وقامت المخابرات المصرية بتحذيره ربما لم يكن متفقا عليه مع السيسى.
وأوضح أن الدور المصري هو دور متراجع للغاية والأطراف الفاعلة الآن على طاولة المفاوضات هى الولايات المتحدة من طرف وروسيا من طرف آخر والإمارات وقطر وتركيا وفرنسا، مبينا أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت لفترة طويلة بعيدة عن الصراع وغضت الطرف عن الحل العسكري الذي كان تقوده الإمارات وأعطت فرصا كثيرة لحفتر لحسم الصراع ولكن بغير نتيجة وزيادة النفوذ الروسى الذى جعل الولايات الأمريكية تتخذ خطوة فى اتجاه جمع الأطراف إلى مفاوضات وحل سياسي والمفترض أن الحل السياسي هو الحل المعقول والتدخل التركي كان المحفز الرئيسي لهذا الحل السياسي.
