من يطبع أكثر من عيال زايد.. صندوق إماراتي ينقذ شركة صهيونية بتمويل لم توقفه الحرب على غزة!

- ‎فيعربي ودولي

أعلنت شركة "إسرائيلية" ناشئة أنها تلقت استثمارًا إماراتيًا نادرًا منذ بداية حرب غزة وبحسب "بلومبيرج" فإن شركة "ريميلك" الصهيونية الناشئة (المتخصصة في تطوير حليب مُنتج في المختبر) جمعت 20 مليون دولار من صندوق استثماري في الإمارات العربية المتحدة، مما يمثل استثماراً نادراً من الخليج العربي في إسرائيل منذ بداية حربها مع "حماس" بحسب الوكالة الاخبارية.

ونقلت بلومبرج عن الرئيس التنفيذي لشركة Remilk Ltd.، أفيف وولف، الذي شارك تفاصيل الصفقة لأول مرة، أن الشركة الناشئة حصلت على التمويل العام الماضي من صندوق "تاو كابيتال" (Tau Capital) للمساعدة في إطلاق منتجها. صندوق "تاو كابيتال" هو شركة استثمارية مدعومة من قبل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني القوي في الإمارات.

هناك شركات إماراتية أخرى استثمرت في إسرائيل، أبرزها شركة "إيدج" الدفاعية المملوكة للدولة الإماراتية، التي اشترت حصة كبيرة في شركة إسرائيلية لتكنولوجيا العتاد العسكري، إضافة إلى خطط استثمارية في مشاريع مشتركة.

والاستثمار الإماراتي في شركة الحليب الإسرائيلية ليس حالة معزولة، بل يأتي ضمن مسار أوسع من التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإسرائيل، وإن كان بوتيرة أبطأ وأكثر حذرًا منذ الحرب الأخيرة.

وفي يناير 2025، أعلنت شركة ثيرد آي سيستمز "الإسرائيلية" أنها باعت 30% من أسهمها لشركة إيدج الإماراتية مقابل 10 ملايين دولار. وستستثمر إيدج 12 مليون دولار إضافية في مشروع مشترك جديد مع الشركة "الإسرائيلية"، تمتلك فيه الإمارات حصة الأغلبية. وهو الاستثمار الذي يُعد من أندر الصفقات العلنية بين الإمارات و"إسرائيل" منذ اندلاع حرب غزة قبل أكثر من عام.

 

مبادلة للاستثمار (أبوظبي)

 

ومنذ توقيع اتفاق التطبيع عام 2020، أبدت شركة مبادلة اهتمامًا بالبحث عن شركاء إسرائيليين في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مع التركيز على مشاريع تحقق معدلات نمو مرتفعة. واعتبر مراقبون أن هذا التوجه يعكس رغبة الإمارات في تنويع استثماراتها عبر التعاون مع شركات ناشئة إسرائيلية في قطاعات مثل التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي.

 

قطاع السلاح والأسواق المالية

وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن التطبيع مع الإمارات ساهم في إنعاش صناعة السلاح "الإسرائيلية"، حيث استفادت شركات "إسرائيلية" من فتح أسواق جديدة في الخليج، ما انعكس على ارتفاع أسهمها في بورصة تل أبيب.

وفي هذا الإطار، أعلنت شركة الصناعات الدفاعية "الإسرائيلية" كونتروب بريسيجن تكنولوجيز عن تأسيس أول فرع لها في أبوظبي تحت اسم "كونتروب الإمارات المحدودة"، بإدارة "إسرائيلية" كاملة، في مشروع يُعد أول توسع علني لشركة أسلحة "إسرائيلية" في الخليج منذ اتفاقيات التطبيع عام 2020.

كما أن اتفاق التطبيع فتح الباب أمام الإمارات للحصول على مقاتلات أمريكية متقدمة من طراز F-35، وهو ما لم يكن ممكنًا قبل التطبيع، وفي المقابل، عززت "إسرائيل" تفوقها العسكري النوعي، واستفادت صناعاتها الدفاعية من هذه الترتيبات عبر صفقات مرتبطة بالتكنولوجيا العسكرية.

 

ومنذ إعلان اتفاق التطبيع، سجلت بورصة تل أبيب ارتفاعًا ملحوظًا، خاصة في أسهم شركات الصناعات العسكرية، حيث أوضحت صحيفة "كلكليست" الصهيونية أن صناعة السلاح كانت المستفيد الأول من الاتفاق مع الإمارات، حيث فتحت أمامها فرص اندماج في السوق الخليجي.

الجميع تباطأ إلا الإمارات!

 

وقالت بلومبرج إن خطط إقامة علاقات تجارية أوثق بين "إسرائيل" وجيرانها الخليجيين الأثرياء توقفت منذ بدء الحرب في غزة عام 2023، وأوقفت الإمارات، وهي مستثمر تكنولوجي رئيسي، نشاطها إلى حد كبير في البلاد، بينما تعثرت المحادثات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين المُبلَّغ عنه. ومع ذلك، تعمل بعض الشركات "الإسرائيلية" الناشئة الواعدة على بناء علاقات في المنطقة. استثمر صندوق "تاو كابيتال"، الذي يمول الشركات الناشئة في مجال "التكنولوجيا العميقة" التي تعمل على تحقيق إنجازات علمية، مؤخراً في شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية الناشئة "دريم سيكيوريتي" (Dream Security).

واعتبر "وولف" الاستثمارات في شركته بأنها "مكسب للطرفين"، مشيراً إلى أن دول الخليج تبحث عن حلول للأمن الغذائي في المناخ القاحل.

تستخدم شركة Remilk، ومقرها في رحوفوت، وهي مدينة خارج تل أبيب، عملية تخمير بالخميرة لإنشاء بديل لبروتين الحليب "بدون أبقار".

وقال وولف إن شركته الناشئة تُجري محادثات مع شركاء في المملكة العربية السعودية والبحرين لمزيد من الاستثمار ومواقع تصنيع محتملة.

وقال في مقابلة: "اسم اللعبة هنا، بالنسبة لنا على الأقل، هو التوسع. يمكننا تحقيق توسع كبير هناك. المرافق أرخص. المواد الخام أرخص".

تُعد Remilk واحدة من عدة شركات تعمل في المختبرات لإنتاج ألبان خالية من الأبقار، وتَعِد بانبعاثات غازات الدفيئة أقل بكثير من الزراعة التقليدية.

تأسست Remilk في عام 2020، وكانت قد جمعت سابقاً جولة تمويل بقيمة 120 مليون دولار في عام 2022. لكن الشركة الناشئة أجلت إطلاق منتجها ولم تفتح بعد مصنعاً كان مخططاً له في الدنمارك.

يوم الاثنين، قالت Remilk إنها تخطط لتقديم منتجها من الحليب للمطاعم وسلاسل البيع بالتجزئة في إسرائيل. وقال وولف إن الشركة تُجري مناقشات مع "علامات تجارية كبيرة لمنتجات الألبان" في الولايات المتحدة لإطلاق المنتج هناك، لكنه رفض الكشف عن أسمائها.