دعت ماكرون للاعتذار.. “ورقة تحليلية” تكشف ثغرات أمنية بالرواية الرسمية في حوادث فرنسا

- ‎فيتقارير

قالت ورقة تحليلية إنه "ليس أمام ماكرون إلا الاعتذار للمسلمين، وسحب تصريحاته المقيتة التي تتنافى مع حرية الاعتقاد وتشكل عدوانا على عقيدة ملايين المسلمين المسالمين الذين لا دخل لهم بالمعارك الانتخابية، والأجندات السياسية الفرنسية".
وأضافت الورقة التي جاءت بعنوان "ماكرون والحرب الملعونة ضد الإسلام" نشرها الصحفي عامر عبد المنعم بموقع المعهد المصري للدراسات أن "التطاول على الإسلام ورسول الله صلي الله عليه وسلم جريمة كراهية مستنكرة تستحق العقاب؛ وإن لم يتوقف هذا التطرف والعدوان، فإن الشعوب المسلمة قررت المقاطعة كبداية، وعلى الباغي تدور الدوائر.

ثغرات أمنية
وتحدثت الورقة عن ثغرات في الرواية الرسمية الفرنسية فيما يتعلق أولا بحادث قتل المدرس صامويل باتي، مشيرا إلى أنه "لا توجد صورة أو فيديو تثبت علاقة الشاب الشيشاني بواقعة القتل وقطع الرأس، كما لم يوثق شرطيو قسم الجنايات في "كونفلان سان أونورين" أي أقوال لشهود يؤكدون صلة الشاب المتهم الذي قتل بتسع رصاصات بالواقعة التي تحاول حكومة ماكرون اتخاذها ذريعة للحملة ضد المسلمين".

وأضاف أن رواية الشرطة إن عناصرها عثروا على الضحية في المكان، وحاولوا على بعد مائتي متر، في محلة إيرانيي، توقيف رجل كان يحمل سلاحا أبيض ويهددهم فأطلقوا النار عليه، ما تسبب بإصابته بجروح خطيرة أدت إلى مقتله، وأن المعتدي صرخ "الله أكبر" قبل مقتله!

واعتبرت الورقة أن "وجود رواية واحدة وغياب أي مصدر آخر يشير إلى أننا أمام عملية سرية في كل مراحلها، فلا شهود ولا معلومات، والمتهم تم قتله رغم تأكيد الشرطة أنه يحمل سلاحا أبيض أي يمكن القبض عليه بسهولة، وقولهم أنه "قال الله أكبر" قبل مقتله يؤكد أنه مسلم وليس قاتل المدرس وقاطع رأسه!".
ونبه الصحفي عامر عبدالمنعم إلى عدم التسليم بكل ما تعلنه الحكومة الفرنسية يأتي نتيجة حوادث سابقة مثل الاعتداءات المرتبطة بشارل إبدو؛ فإن اتهامات وجهت إلى المخابرات الفرنسية بارتكاب الاعتداءات، لإثارة الرأي العام لمساندة الحكومة في إجراءاتها العنصرية ضد المسلمين.

إجراء غير مبرر
واستدرك قائلا: "وبافتراض أن الاتهام صحيح فهذا لا يبرر الحملة الحكومية على الإسلام ووضع المسلمين الفرنسيين كلهم في موضع الاتهام، والتطاول على الإسلام ونبي الإسلام؛ فالشاب الشيشاني المتهم بقتل المدرس – لو كان الاتهام صحيحا- سلوك فردي نتيجة الاستفزاز الذي زاد عن الحد، أي أنها واقعة معزولة، وليست اتفاق جنائي من جماعة أو حزب أو حتى الشعوب المسلمة".

وأوضح أنه "لم يحدث أن أعلن المسلمون في فرنسا أو خارجها الحرب على الفرنسيين وقطع رءوسهم؛ وفي المقابل الذي يعلن الحرب على المسلمين في فرنسا وضد المسلمين في العالم والتطاول على مقام نبي الإسلام هي الحكومة الفرنسية بقيادة أكبر رأس فيها".

معاقبة فرنسا
وأضاف الباحث الصحفي أن المقاطعة الشعبية وجهت لكمة عنيفة للاقتصاد الفرنسي؛ فلم يمر يومان عليها حتى صرخت الحكومة الفرنسية وأصدرت الخارجية الفرنسية بيانا تطالب فيه بوقف المقاطعة، ورغم الغطرسة وصيغة التعالي في البيان مثل المطالبة بوقف الحملة "فورا" واتهام المسلمين المقاطِعين بأنهم "قلة متطرفة" فإن سرعة صدور البيان يؤكد حجم الألم.

وحذرت الورقة في الوقت ذاته من أن "الصدام الذي يقوده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الإسلام ليس في صالح التسامح والسلم العالمي. فهذه العداوة المعلنة ضد الإسلام ورسوله تعيد إلى الأذهان مرارة حقبة الحملات الصليبية التي مرت عليها قرون، والتي انطلقت بخطبة البابا أوربان في كليرمونت بـ فرنسا عام 1095 م. ولكن العالم اليوم تغير ولم يعد ممكنا تكرار هذه الصفحة المظلمة".

نفوذ فرنسا مهدد
وأشارت الورقة إلى أن الضجة التي يفتعلها ماكرون هي محاولة لحشد الرأي العام خلفه، لإخفاء الأزمة التي تعيشها فرنسا داخليا وخارجيا، ففي الداخل حيث الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت مع انتشار فيروس كورونا الذي زاد من حجم المصاعب التي تواجه الحكومة، وأيضا تصاعد قوة المعارضة التي تقودها حركة السترات الصفراء التي تتهم ماكرون وحكومته بالفساد!

وأضاف أنه وعلى الصعيد الخارجي تعرضت فرنسا لخسائر متلاحقة في الملفات الحيوية، والتي تشير إلى أن النفوذ الفرنسي العالمي يتراجع أمام التغيرات الجديدة؛ أولها: تصاعد التمرد والثورة في المستعمرات الفرنسية بدول الساحل وغرب إفريقيا لانتشار حالة الوعي بسبب مواقع التواصل ووسائل الإعلام الحديثة، والذي ظهر بوضوح في ثورة مالي، وهذا يشكل تهديدا للاحتلال الفرنسي والوجود الاستعماري في هذه المنطقة.

الصعود التركي المقابل
ونبّه عبدالمنعم إلى أن الصعود التركي الذي طرد فرنسا من ليبيا ويشكل بديلا متاحا ومفضلا لباقي الدول الإسلامية الخاضعة للاحتلال الفرنسي الراغبة في التخلص من التبعية لفرنسا، ووضوح فرص التقارب بين تركيا والدول العربية في شمال إفريقيا الخاضعة للنفوذ الفرنسي، يعتبر التغير الثاني والأهم الذي يهدد النفوذ الفرنسي.

وأوضح أن صعود تركيا في قوتها العسكرية المتطورة، تحقق لها التفوق على التسليح الفرنسي، خاصة الأسلحة الذكية وأجيال الطائرات المسيرة، التي تم اختبارها بنجاح مذهل في ليبيا ومن قبل في إدلب بسوريا وأخيرا في أذربيجان؛ فقد أحدثت الأسلحة التركية انقلابا في نظريات الحروب التقليدية، مما تسبب في جنون القادة الفرنسيين.
وأضاف "التحركات الفرنسية المرتبكة والمتوترة تفضح حالة القلق التي تعيشها فرنسا من قوة الأتراك؛ ففي كل نزاع به تركيا تظهر فرنسا متحالفة مع الطرف الآخر، وظهر هذا في محاولات حشد أوروبا ضد الاتفاق بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية؛ وانحياز فرنسا لليونان وقبرص في ملف ترسيم الحدود البحرية مع تركيا، رغم أن فرنسا ليس لها صلة بشرق المتوسط، ورغم أن القانون الدولي مع الأتراك؛ وأخيرا محاولات فرنسا حشد الغرب ضد أذربيجان في حربها مع أرمينيا لفرض عقوبات على تركيا!".

إساءة متكررة وعقدة نفسية
ولفتت الورقة إلى أن هجوم ماكرون وحكومته ضد الإسلام والإساءة لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم تكشف عن عقدة نفسية تعيشها فرنسا، وحالة من فقدان العقل والمنطق في مواجهة المسلمين؛ فالأديان ليست لعبة، والأنبياء لهم كل الاحترام والقداسة، والإساءة للمقدسات والمعتقدات جريمة وليست حرية تعبير.
وأوضح أنه في فرنسا والدول الأوربية لا يسمح بانتقاد اليهودية أو المحرقة النازية ومن يشكك في أرقامها يدخل السجن ( جارودي نموذجا).
وأشار إلى أن التصعيد يأتي بعد سلسلة من القوانين والإجراءات العنصرية المعادية للمسلمين التي تتخذها السلطات الفرنسية، بشكل خاص منذ حكم ساركوزي للتضييق على الإسلام في فرنسا، وازدادت شراسة مع نشر شارل إبدو الرسوم المسيئة ومجاهرة الحكومة الفرنسية بدعم هذا التوجه المتعصب.