قال موقع "تي آر تي" إن شركة الطاقة السعودية العملاقة أرامكو سجلت انخفاضا بنسبة ٤٤.٦ في المائة في أرباح الربع الثالث، في حين أن وباء فيروس كورونا يؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي على النفط الخام.
وكشفت شركة آرامكو التي ينظر إليها على أنها البقرة النقدية في المملكة العربية السعودية، عن انخفاضات متتالية في الأرباح ربع السنوية منذ أن بدأت الكشف عن المكاسب في العام الماضي، مما زاد من الضغوط على التمويل الحكومي في سعيها لتنفيذ مشاريع طموحة تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات لتنويع الاقتصاد القائم على النفط.
وقالت أثمن شركة في العالم مدرجة يوم الثلاثاء إنها ملتزمة بعائد وفير، على الرغم من أن صافي الأرباح انخفض إلى ١١.٧٩ مليار دولار، مقارنة مع ٢١.٣ مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي. كما انخفض صافي أرباح أرامكو خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بنسبة ٤٨.٦ في المائة ليصل إلى ٣٥.٠٢ مليار دولار، بحسب الشركة.
وتتماشى النتائج الأخيرة مع توقعات المحللين، لكنها تتناقض مع الخسائر التي أبلغ عنها منافسو أرامكو، الذين يعانون من الانقطاعات الاقتصادية التي يتسبب فيها الوباء، والتي قمعت متطلبات الطاقة. وعلى الرغم من أن النتائج تؤكد انخفاض السوق، إلا أن نتائج أرامكو في شهري يوليو وسبتمبر أظهرت تحسنا وسط أسعار خام ثابتة نسبيا مقارنة بالربع الثاني، عندما حققت أرباحا بلغت ٦.٥٧ مليار دولار.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين ناصر في البيان "لقد شهدنا بوادر انتعاش في الربع الثالث بسبب تحسن النشاط الاقتصادي، على الرغم من الرياح المعاكسة التي تواجه أسواق الطاقة العالمية".
وقال إننا نواصل تبنى أسلوب منضبط ومرن لتخصيص رؤوس الأموال فى مواجهة تقلبات السوق ونحن واثقون في قدرة أرامكو على إدارة الأمور في هذه الأوقات العصيبة وتحقيق أهدافنا.
ضربة مزدوجة
وقال ناصر إن شركة أرامكو ملتزمة بتقديم أرباح بقيمة ١٨.٧٥ مليار دولار للمساهمين في الربع الثالث، وهو مبلغ يفوق الربح المعلن والتدفق النقدي المتاح.
ويأتي هذا الإعلان تماشيا مع تعهد الشركة بدفع أرباح سنوية تبلغ ٧٥ مليار دولار بعد أن طرحت شريحة كبيرة من أسهمها العام الماضي في أكبر اكتتاب في العالم.
وقال طارق فضل الله، الرئيس التنفيذي لوحدة الشرق الأوسط في إدارة أصول نومورا، إن أرباح أرامكو أكبر بكثير من دخلها. وأضاف لا مشكلة إذا ما انتعش النفط العام المقبل. لكنه سيكون مشكلة كبيرة إذا لم يفعل.
وفي ظل ضعف أسعار النفط وانخفاض الإنتاج، قد تضطر آرامكو إلى مواصلة تمويل أرباح التضخم الهائلة عن طريق "الاقتراض على المدى القصير"، وفق ما قالت شركة أبحاث الاستثمار برنشتاين.
إن مدفوعات الأرباح من أرامكو تساعد الحكومة السعودية صاحبة الأسهم الأكبر في الشركة على إدارة العجز المتزايد في الميزانية.
وفي الشهر الماضي، أبلغ العديد من عمالقة النفط، بما في ذلك شركة إكسون موبيل وشركة شيفرون، عن ربع آخر من التراجع وقد تسبب عدم اليقين بشأن الطلب على النفط إلى كبح قطاع الطاقة عن الإنفاق. وعلى النقيض من ذلك، أظهرت نتائج أرامكو "مرونتها"، بحسب ناصر.
يقول محللون إن عملاق السعودية يستعد لموجة جديدة محتملة من الإصابات بفيروس كورونا التي قد تقوض التعافي الاقتصادي العالمي المؤقت وتزيد من انخفاض الطلب على النفط الخام في جميع أنحاء العالم.
وقد خفضت الشركة إنفاقها الرأسمالي هذا العام كما خفضت المئات من فرص العمل في سعيها لخفض التكاليف، وذلك حسبما أوردت بلومبرغ نيوز في يونيو.
يذكر أن السعودية، أكبر مصدر للنفط فى العالم، تعرضت لضربة قوية بسبب ضعف الأسعار المنخفضة والانخفاض الحاد فى الإنتاج.
ومن المتوقع أن يؤدي انخفاض دخل النفط إلى إعاقة برنامج "رؤية ٢٠٣٠" الطموح الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإصلاح اقتصاد المملكة المعتمد على الطاقة.
رابط التقرير:
https://www.trtworld.com/business/saudi-aramco-profits-take-sharp-dive-during-third-quarter-41126