مع بدء الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد رسميا فى مصر وتزايد أعداد الإصابات بالفيروس وحالات الوفيات يطالب أولياء الأمور بوقف الدراسة فى المدارس والجامعات مع الاعتماد على المنصات التعليمية "التعليم عن بعد" حفاظا على حياة الطلاب، ومنعا لانتشار العدوى، خاصة أن الفيروس فى الموجة الثانية أكثر شراسة من الموجة الأولى بحسب تأكيدات الأطباء.
ورغم عدم توافر الاستعدادات الصحية والطبية لمواجهة الموجة الثانية فى المدارس والجامعات أو فى الهيئات والمصالح الأخرى وانهيار المنظومة الصحية تصر حكومة الانقلاب على استكمال العام الدراسى، وهى بذلك كمن يلقى بأبنائه فى الجحيم غير عابئة بالطلاب ومعاناة أولياء الأمور وتخوفهم من الفيروس القاتل بل هى برفضها وقف الدراسة تتعمد تسليم رقاب الطلاب لحبل مشنقة كورونا.
فى هذا السياق زعم طارق شوقى، وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، أنه ليس هناك مشكلة فى استكمال العام الدراسى الجارى، لافتا إلى أن هناك محاولات مستميته لإفشال الدراسة وفق تعبيره.
وقال شوفى فى تصريحات صحفية: العام الدراسى سيتم استكماله بكورونا أو من غيره ولن يتم إلغاؤه.
كما زعم أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت بيئة لترويج الشائعات، قائلا: تعبنا من الشائعات والبعض يقع فريسة سهلة لتلك الأفعال بحسب تصريحات الوزير الانقلابى. وأشار شوقى إلى أن دولة العسكر ليس لديها خطة لإلغاء العام الدراسى الحالى، زاعما أنه تم توفير منصات إلكترونية للطلاب في جميع المراحل التعليمية.
الكمامة
وأضاف أنه لا صحة لخبر تغريم ولى الأمر ماليا فى حالة عدم التزام الطالب بالكمامة، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم وجهت خطابا إلى المديريات التعليمية للتشديد على تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية.
وأوضح أنه وفقا لقرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد والذي ألزم جميع العاملين أو المترددين على الأسواق أو المحلات أو المنشآت الحكومية أو الخاصة أو البنوك، أو أثناء التواجد بجميع وسائل النقل الجماعية؛ سواء العامة أو الخاصة، بارتداء الكمامات الواقية ، وذلك لحين صدور إشعار آخر، ومن يخالف ذلك يتم توقيع غرامة لا تتجاوز أربعة آلاف جنيه.
ونبه إلى أنه في حال عدم التزام الطالب بارتداء الكمامة يتم توجيه إنذار أول وإذا تكرر عدم الالتزام يوجه له إنذار ثانٍ، وإذا تكرر الأمر لا يسمح للطالب بدخول المدرسة إلا بعد حضور ولي الأمر وتحرير إقرار كتابي بالتزام الطالب بارتداء الكمامة.
تفويض المحافظين
فى المقابل أعلن مصطفى مدبولى رئيس وزراء الانقلاب منح المحافظين سلطة تقديرية لتعطيل الدراسة كُل في محافظته، وذلك وفقا للظروف على أرض الواقع، وبما يُسهم في التخفيف من وطأة سقوط الأمطار الغزيرة على تلك المحافظات، وفي الوقت نفسه يتيح الفرصة أمام الأجهزة المحلية في التعامل الفوريّ مع الموقف أو أية مستجدات تتعلق به.
وتجاهل مدبولى فى قراره الاشارة إلى مخاطر كورونا أو وقف الدراسة مع تزايد الإصابات.
وإمعانا فى رفض وقف الدراسة قال المركز الإعلامى لمجلس وزراء الانقلاب إنه فى ضوء ما تردد من أنباء حول إغلاق المدارس والجامعات بكافة محافظات الجمهورية بدءًا من منتصف نوفمبر الجاري تحسبًا للموجة الثانية من فيروس كورونا، تواصل المركز مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني والتعليم العالي والبحث العلمي يحكومة الانقلاب، وتم نفي تلك الأنباء، وأكدت الوزارتان أنه لم يتم إصدار أي قرارات بهذا الشأن، وأوضحتا أن الدراسة منتظمة ومستمرة بكافة المدارس والجامعات بشكل طبيعي، وأن هناك لجان متابعة يومية بالتنسيق مع وزارة الصحة والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية للوقوف على الوضع الصحي للطلاب بالمدارس والجامعات على مستوى الجمهورية، وشددتا على الاستمرار في تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية من خلال الالتزام بالتعقيم وارتداء الكمامات، مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي بين الطلاب.
منصات إلكترونية
من جانبه حذر الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، من أن هناك توقعات تشير لزيادة حالات الإصابة بكورونا بين طلاب المدارس بسبب صعوبة السيطرة على الأطفال.
وقال عنان فى تصريحات صحفية: أطفال كتير مش هتستحمل أنها طول الوقت لابسة كمامة أو فيس شيلد ودا خطر طبعًا وممكن يكون سبب في نقل عدوى الفيروس لأسرته رغم أن احتمالية إصابة الاطفال ضعيفة.
وشدد على ضرورة اتباع كافة الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا بالمدارس والجامعات لمنع انتقال العدوى، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق التباعد الاجتماعي وعدم استخدام أدوات الغير ومنع السلامات والأحضان.
وطالب عنان باللجوء للتعلم عن بعد والمنصات الإلكترونية والالتزام بإلاجراءات الاحترازية حفاظًا على صحة الطلاب وأولياء الأمور.
وكشف أن تخوفات أولياء الأمور والطلاب جاءت بالتحديد بعد ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا والدخول في موجة ثانية من الفيروس بعدد من دول العالم التي بدأ فيها العام الدراسي وفتح المدارس والحضانات، حيث تسبب الأطفال في انتشار العدوى.
التعليم عن بُعد
كما حذرت الدكتورة رحاب سيد، طبيب بلجنة مكافحة كورونا بإحد المستشفيات الحكومية، من أن الأطفال فى المدارس بمثابة مصادر نقل عدوى كورونا لأسرهم مشيرة إلى أن الدليل على ذلك هو ارتفاع نسبة إصابة الأطفال من 10 لـ20% بألمانيا بعد فتح الدراسة دون ظهور أي أعراض على الصغار.
وطالبت د. رحاب فى تصريحات صحفية كافة المدارس والمعلمين بالاهتمام بالتلاميذ وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على صحتهم وارتداء الفيس شيلد للتلاميذ الأقل من 8 سنوات وارتداء الكمامات لباقي المراحل. وشددت على أن التعليم عن بعد أفضل بعد بدء الموجة الثانية لفيروس كورونا مؤكدة أن هذه الوسيلة هى الأفضل للحفاظ على الطلاب ومنع انتشار العدوى وتزايد الإصابات.
موجه عنيفة
وحذر الدكتور محمد نصر أستاذ القلب بمعهد القلب القومي بإمبابة من تأثير الموجة الثانية لفيروس كورونا على طلاب المجارس والجامعات فى ظل الاستعدادات الصحية الضعيفة، مشيرا إلى أن الفيروس عاد بموجه ثانية في عدة دول أوروبية وغيرها، لكن هذه المرة عاد بشكل أكثر شراسة من موجته الأولى.
وشدد د.نصر على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»، على خطورة وشراسة الفيروس في موجته الثانية، قائلا: «اتصل بى أحد أبنائي وتلامذتي من معهد القلب وهو يعمل الآن فى المانيا وأبلغني أن موجه الكورونا الأوروبية عنيفة.
وأشار إلى أن الدكتور محمد شعيب يعمل فى أحد أكبر مراكز جراحة القلب بألمانيا ويتعجب أن المرضى تأتي برئة مدمرة تمامًا على عكس الموجة الأولى ويضطرون لوضع المريض على جهاز "اكمو" وهو نوع من القلب والرئة الصناعي لمدة أيام متواصلة حتى تتحسن الرئة ونتائجه ممتازة.
وأضاف د.نصر: المشكلة أن استخدام جهاز "الأكمو" فى مصر تكلفة تشغيله 250 ألف جنيه، أي ربع مليون جنيه على الاقل للمريض الواحد وهو مبلغ كبير جدًا يفوق ميزانية أي مؤسسة طبية فى مصر، والألمان تفهموا خطوره الموقف ويتبعون بكل دقة الإجراءات الاحترازيه والتباعد ولبس الماسكات لأن الوقايه خير من العلاج.
وتابع: «اتصلت بـ "PR.Pascal Le Prince"، رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى "LA PITIÉ SALPETRIERE"، فى باريس وسألته عن الموضوع فأخبرني بشيء غريب وهو أن الموجه الحالية سببها تحور الفيروس من خلال حيوان الفيزون الذين ياخذون فروته لعمل "معاطف الفيزون" التى ترتديها السيدات، وأن أوروبا تقتل الآن تلك الحيوانات لمنع تحور الفيروس من خلالها وهو ما يشكل خسارة اقتصادية فادحة ولكن الصحة والوقاية لها اليد العليا.
وطالب د.نصر بضرورة الوقاية من أجل تلاشي خطر وأضرار الفيروس، مضيفا: أنه حتى فى فرنسا يشكون من صعوبة استخدام "الايكمو" لكل الحالات لارتفاع التكلفة ولكن أهم شيء هو الوقاية.. الوقاية والتباعد ولبس الماسك وأخذ الحذر.. كما أكد د.باسكل لى أن المواطن لابد أن يستشعر الخطر حتى يلتزم وهو ما حدث فى المانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.