أكدت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية أن السعودية أكبر دول الحصار وقطر تقتربان من إبرام اتفاق مبدئي لإنهاء الأزمة الخليجية، وهو لا يشمل الإمارات والبحرين وعصابة الانقلاب بمصر. واستطاعت الدوحة الصمود واستيعاب مؤامرة الحصار، وهو ما يعده مراقبون نجاحا إعلاميا وسياسيا لخطة مواجهة الحصار، والتي نجحت في تفكيك خطاب الدول الخليجية الثلاثة وعصابة الانقلاب بمصر، وإثبات تهافته وضعف حججه وتناقضاته المرتبكة وفق ما توثقه المادة التالية.
مساع نحو حل
ونقلت "بلومبيرج" عن مصادرها، أن المساعي الأمريكية الجارية لحل الأزمة الخليجية مبدئيا لا تشمل أبو ظبي والمنامة والقاهرة، كما أضافت الوكالة الأمريكية ــ استنادا إلى مصادرها ــ أنه من المرجح أن تشمل مساعي حل الخلاف بين السعودية وقطر إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية، وإنهاء حرب المعلومات بينهما، وتشمل أيضا خطوات أخرى لإعادة بناء الثقة. ونقلت الوكالة نفسها عن دبلوماسيين، أن الإمارات كانت أكثر ترددا في إصلاح علاقاتها مع قطر، وفضلت التركيز على بناء علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني مع تجنب أي تصعيد مع إيران.
ويمكن القول، إن حملة الدول المحاصرة لقطر، انطلقت وفق مبدأ "الصدمة والرعب" عبر مجموعة كبيرة من الإجراءات العدائية لتحقيق نصر سريع، رافقتها حملة إعلامية وسياسية موازية هدفت إلى تصوير الآثار الفورية لهذه الإجراءات على المواطنين والمقيمين في قطر، وفي هذا الصدد نشرت قناة الإخبارية السعودية، في اليوم الأول للأزمة صوراً لرفوف بضائع فارغة في المجمعات الاستهلاكية في محاولة للإيحاء بوجود أزمة نقص في المواد الغذائية، من أجل دفع المواطنين والمقيمين إلى الشعور بالذعر والاندفاع لشراء تلك المواد بما يخلق أزمة حقيقية بدلاً من تلك المفتعلة.
ونشرت قناتا العربية السعودية وسكاي نيوز عربية الإمارتية صوراً لمطار حمد الدولي في العاصمة القطرية، توحي بتحقيق الحصار أهدافه بفرض عزلة على البلاد، وعدم وجود رحلات من وإلى المطار، على عكس حقيقة الوضع، إذ تمضي الحركة في المطار بسلاسة طبيعية وضمن مستوياتها المعتادة وتطير جميع الرحلات في مواعيدها ووفق الجداول الزمنية الموضوعة، وهو ما بدا في جولة نظمتها إدارة المطار للصحافة المحلية والدولية.
بدا واضحا أن إعلام دول عصابة الحصار الثلاثة ومعهم تابعهم السفاح المصري عبدالفتاح السيسي قد فقد عقله، لتبدأ حفلة الجنون، جنون عموده الأوّل الأخبار الكاذبة والتقارير المفبركة ضد قطر، والتي بلغت حدا يصعب على عقل راشد أن يتقبّله: صور لمقاتلين ومسؤولين في تنظيم القاعدة، على اعتبارهم مطلوبين موجودين في قطر، الحرس الثوري الإيراني يقوم بحراسة قصر الشيخ تميم بن حمد، أخبار عاجلة يومية عن عزل أمير قطر وتشكيل مجلس أعلى لإدارة شؤون البلاد. إلى جانب أخبار شبه يومية يسردها البهلوان الاعلامي أحمد موسى ومن على شاكلته، تدخل في إطار التهريج الإعلامي، مثل حصول انقلاب في قطر، أو انهيار الاقتصاد القطري، أو خروج تظاهرات قطرية تطالب بعزل الشيخ تميم بن حمد، فيما كان القطريون ينظمون مسيرات في شوارع الدوحة تأييداً لأمير البلاد ودفاعاً عن بلدهم في وجه الحملة الشعواء.
إعلام الطحالب..!
ودأب إعلام عصابة صبيان تل أبيب في مصر، منذ بدء الحصار المفروض على دولة قطر، على ترديد كثير من الشائعات والأكاذيب، التي أسهمت في حالة السقوط المدوي لكائنات طُحلبية أمثال أحمد موسى وعمرو أديب وغيرهم. فأحمد موسى قال في برنامج "على مسؤوليتي" :"إن هناك تسونامي يضرب قطر.. تسونامي يحوّل قطر إلى دولة الناس بتدوّر فيها على العيش". وأضاف مدعيا: "أحدثكم بجدية. الناس في قطر يفتشون الآن ولا يجدون الخبز والسكر والزيت والسمنة ولا أي طعام يأكلونه. لماذا أقول هذا؟ لأن القطريين قبل الإفطار نسفوا كل شيء، فبعد الإفطار لم يجدوا طعاماً للسحور. ولا حتى لبن (زبادي) أو أي شيء يأكلونه. لماذا؟ لأنّ الأشقاء في المملكة العربية السعودية أقفلوا المنافذ التي كان يحصل القطريون منها على الطعام. أقول لكم إنّ مجاعةً ستحصل". وأضاف موسى زاعما: "هناك 300 ألف مصري في قطر لو نزلوا الشارع سيقلبون نظام الحكم، لكنّ المصريين محترمون ولا يفعلون ذلك. مجرّد قرار اتّخذ في يومٍ واحد جعل الشعب لا يجد ما يأكله". وعرض موسى نفس الصور "المزيفة"، وقال "هذا هي قطر الآن.. محتاجة أن يرسل لها أكل.. السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين لما كشّروا ده اللي حصل.. والشعب القطري هو الذي تضرّر.. النظام القطري لم يتضرر، أسهل شيء الطيارة جاهزة، وعلى فكرة الطيارة الآن تلف في المطار وممكن في أي لحظة أن يذهبوا إلى إيران، أو إلى تركيا، وهناك عروض من إيران ومن تركيا، تقول لهم تفضّلوا عندنا".
مساع نحو حل
ونقلت "بلومبيرج" عن مصادرها، أن المساعي الأمريكية الجارية لحل الأزمة الخليجية مبدئيا لا تشمل أبو ظبي والمنامة والقاهرة، كما أضافت الوكالة الأمريكية ــ استنادا إلى مصادرها ــ أنه من المرجح أن تشمل مساعي حل الخلاف بين السعودية وقطر إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية، وإنهاء حرب المعلومات بينهما، وتشمل أيضا خطوات أخرى لإعادة بناء الثقة. ونقلت الوكالة نفسها عن دبلوماسيين، أن الإمارات كانت أكثر ترددا في إصلاح علاقاتها مع قطر، وفضلت التركيز على بناء علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني مع تجنب أي تصعيد مع إيران.
ويمكن القول، إن حملة الدول المحاصرة لقطر، انطلقت وفق مبدأ "الصدمة والرعب" عبر مجموعة كبيرة من الإجراءات العدائية لتحقيق نصر سريع، رافقتها حملة إعلامية وسياسية موازية هدفت إلى تصوير الآثار الفورية لهذه الإجراءات على المواطنين والمقيمين في قطر، وفي هذا الصدد نشرت قناة الإخبارية السعودية، في اليوم الأول للأزمة صوراً لرفوف بضائع فارغة في المجمعات الاستهلاكية في محاولة للإيحاء بوجود أزمة نقص في المواد الغذائية، من أجل دفع المواطنين والمقيمين إلى الشعور بالذعر والاندفاع لشراء تلك المواد بما يخلق أزمة حقيقية بدلاً من تلك المفتعلة.
ونشرت قناتا العربية السعودية وسكاي نيوز عربية الإمارتية صوراً لمطار حمد الدولي في العاصمة القطرية، توحي بتحقيق الحصار أهدافه بفرض عزلة على البلاد، وعدم وجود رحلات من وإلى المطار، على عكس حقيقة الوضع، إذ تمضي الحركة في المطار بسلاسة طبيعية وضمن مستوياتها المعتادة وتطير جميع الرحلات في مواعيدها ووفق الجداول الزمنية الموضوعة، وهو ما بدا في جولة نظمتها إدارة المطار للصحافة المحلية والدولية.
بدا واضحا أن إعلام دول عصابة الحصار الثلاثة ومعهم تابعهم السفاح المصري عبدالفتاح السيسي قد فقد عقله، لتبدأ حفلة الجنون، جنون عموده الأوّل الأخبار الكاذبة والتقارير المفبركة ضد قطر، والتي بلغت حدا يصعب على عقل راشد أن يتقبّله: صور لمقاتلين ومسؤولين في تنظيم القاعدة، على اعتبارهم مطلوبين موجودين في قطر، الحرس الثوري الإيراني يقوم بحراسة قصر الشيخ تميم بن حمد، أخبار عاجلة يومية عن عزل أمير قطر وتشكيل مجلس أعلى لإدارة شؤون البلاد. إلى جانب أخبار شبه يومية يسردها البهلوان الاعلامي أحمد موسى ومن على شاكلته، تدخل في إطار التهريج الإعلامي، مثل حصول انقلاب في قطر، أو انهيار الاقتصاد القطري، أو خروج تظاهرات قطرية تطالب بعزل الشيخ تميم بن حمد، فيما كان القطريون ينظمون مسيرات في شوارع الدوحة تأييداً لأمير البلاد ودفاعاً عن بلدهم في وجه الحملة الشعواء.
إعلام الطحالب..!
ودأب إعلام عصابة صبيان تل أبيب في مصر، منذ بدء الحصار المفروض على دولة قطر، على ترديد كثير من الشائعات والأكاذيب، التي أسهمت في حالة السقوط المدوي لكائنات طُحلبية أمثال أحمد موسى وعمرو أديب وغيرهم. فأحمد موسى قال في برنامج "على مسؤوليتي" :"إن هناك تسونامي يضرب قطر.. تسونامي يحوّل قطر إلى دولة الناس بتدوّر فيها على العيش". وأضاف مدعيا: "أحدثكم بجدية. الناس في قطر يفتشون الآن ولا يجدون الخبز والسكر والزيت والسمنة ولا أي طعام يأكلونه. لماذا أقول هذا؟ لأن القطريين قبل الإفطار نسفوا كل شيء، فبعد الإفطار لم يجدوا طعاماً للسحور. ولا حتى لبن (زبادي) أو أي شيء يأكلونه. لماذا؟ لأنّ الأشقاء في المملكة العربية السعودية أقفلوا المنافذ التي كان يحصل القطريون منها على الطعام. أقول لكم إنّ مجاعةً ستحصل". وأضاف موسى زاعما: "هناك 300 ألف مصري في قطر لو نزلوا الشارع سيقلبون نظام الحكم، لكنّ المصريين محترمون ولا يفعلون ذلك. مجرّد قرار اتّخذ في يومٍ واحد جعل الشعب لا يجد ما يأكله". وعرض موسى نفس الصور "المزيفة"، وقال "هذا هي قطر الآن.. محتاجة أن يرسل لها أكل.. السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين لما كشّروا ده اللي حصل.. والشعب القطري هو الذي تضرّر.. النظام القطري لم يتضرر، أسهل شيء الطيارة جاهزة، وعلى فكرة الطيارة الآن تلف في المطار وممكن في أي لحظة أن يذهبوا إلى إيران، أو إلى تركيا، وهناك عروض من إيران ومن تركيا، تقول لهم تفضّلوا عندنا".
وفي الحلقة نفسها ردد "موسى" أكذوبة أن قوات الصاعقة انتشرت في شوارع الدوحة كي تخيف الناس، مضيفا: "هناك أشخاص اتصلوا بي من قطر ليحكوا لي، وأقول لكم إننا نحصد مشاهدات عالية هناك. نحن سي إن إن الخاصة بهم". لكن هذه الحملات سرعان ما فقدت بريقها، بعدما تبيّن خلال عام كامل من الحصار أن كل ما سيق ضدّ قطر مجرد أكاذيب غير مبنية على وقائع ولا على دلائل سياسية أو تاريخية.
اليوم ومع تأكيد انهيار الحصار، يبدو المشهد أهدأ مما كان عليه قبل عام، إعلام دول الحصار فقد كل أسلحته، بعدما استهلك كل الأخبار الكاذبة الممكنة في الأسابيع الأولى لبدء الأزمة الخليجية، وحده الإعلام المصري بقي خلّاقا، وإن كانت مصداقيته قد تدهورت بشكل جعل المصريين أنفسهم يسخرون من فبركاته على مواقع التواصل. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في يونيو 2017 قطع علاقاتها مع قطر وفرض حصار عليها، ووضعت 13 شرطا للتراجع عن الحصار وقطع العلاقات، لكن الدوحة أكدت رفضها لكل ما يمس سيادتها واستقلال قرارها الوطني، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.
اليوم ومع تأكيد انهيار الحصار، يبدو المشهد أهدأ مما كان عليه قبل عام، إعلام دول الحصار فقد كل أسلحته، بعدما استهلك كل الأخبار الكاذبة الممكنة في الأسابيع الأولى لبدء الأزمة الخليجية، وحده الإعلام المصري بقي خلّاقا، وإن كانت مصداقيته قد تدهورت بشكل جعل المصريين أنفسهم يسخرون من فبركاته على مواقع التواصل. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في يونيو 2017 قطع علاقاتها مع قطر وفرض حصار عليها، ووضعت 13 شرطا للتراجع عن الحصار وقطع العلاقات، لكن الدوحة أكدت رفضها لكل ما يمس سيادتها واستقلال قرارها الوطني، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.