فورين بوليسي: ديكتاتورية السيسي غير مستقرة والانفجار ضده يتسارع ولم يتعلم دروس سقوط مبارك

- ‎فيأخبار
FILE - In this Aug. 2, 2015 file photo, Egyptian security forces stand guard outside one of the entrances of Tora prison, in Cairo, Egypt. Human Rights Watch, an international rights group, is alleging systematic torture inside Egyptian police stations and Interior Ministry headquarters where officers act in “almost total impunity.” In a 63-page study released Wednesday, Aug. 6, 2017, HRW said President Abdel-Fattah el-Sissi's pursuit of stability comes “at any cost.” (AP Photo/Hassan Ammar, File)

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن السيسي لم يتعلم سوي الدروس الخطأ من سقوط مبارك، وديكتاتوريته غير مستقرة وطاقة انفجار الغضب ضده تتسارع. وتحت عنوان (السيسي لم يتعلم سوى الدروس الخطأ من سقوط مبارك) Sisi Learned the Wrong Lessons From Mubarak’s Fall ، قالت المجلة إن عبد الفتاح السيسي قلص منذ وصوله إلى الحكم في 2014، جميع أشكال الخطاب العام والمعارضة، معتقدا على ما يبدو أن مثل هذه المساحة من الحرية والمعارضة، مهما كانت صغيرة، كانت أكبر خطأ فادح لمبارك، وأدت إلى ثورة 25 يناير وسقوط نظامه.

الطبيعة الاستبدادية

وأشارت إلى أنه رغم الطبيعة الاستبدادية لنظام مبارك لمدة 30 عاما، وعدم سماحه بأي معارضة قد تعرض سيطرته للخطر، إلا أنه ترك بعض أشكال الحرية للصحف والمواطنين، وسمح ببعض الانتقادات حول الصعوبات اليومية الشائعة في الصحف والخطاب العام، طالما أن الأصوات المعارضة لا تستهدفه بشكل مباشر أو تعرض نظامه للخطر، فساعد هذا على بقائه في السلطة لعقود.

وشددت أن نظام السيسي هو ببساطة تكرار أكثر عنفا لسنوات مبارك، وقالت: "على عكس ما يعتقده السيسي، بأن الانتفاضة الشعبية التي أدت في النهاية إلى زوال مبارك كانت نتيجة القمع غير الكافي، بل كانت بسبب التدهور الطويل في الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمصريين العاديين والاعتماد على الدولة البوليسية التي فشلت في حل المشاكل اليومية للمصريين"، وأن "فشل السيسي في تحسين سبل عيش المصريين واعتقالهم وقتلهم بسبب الشكوى من ذلك، فهو يعمل فقط على تسريع تراكم طاقة الغضب الحتمية ضده".

وقالت: "رغم امتلاء السجون بعشرات الآلاف من السجناء السياسيين وبالرغم من ذلك كله ديكتاتورية السيسي غير مستقرة وتفتقر إلى الثقة بالنفس".

تؤكد المجلة أن ما يجري من قمع متزايد لن يؤدي سوي لتسريع تراكم طاقة الغضب والاقصاء الحتمية ضد نظام السيسي في نهاية الأمر، حيث "يؤدي القمع الوحشي إلى زيادة الضغط وتسريع الانتفاضة المقبلة".

القضاء على بقايا الحرية

وأشارت المجلة أن السيسي اختار القضاء على أي بقايا من الحرية، باستخدام الأجهزة الأمنية، كما يسعى إلى نزع الطابع السياسي عن المجتمع بالكامل.

وأن السيسي ركز في البداية على جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، وسرعان ما امتد قمع النظام ليشمل أي شخص أو حركة سياسية تشكك في الوضع الاجتماعي والاقتصادي الراهن، من المعارضين السياسيين والنشطاء العلمانيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان والفنانين والصحفيين والأكاديميين وحتى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي غير السياسيين، بالإضافة إلى الأطباء الذين يشككون في تعامل الحكومة مع وباء كورونا.

وأن السيسي أصبح يشبه الولاء له ولنظامه بالالتزام والولاء لمصر، وأن أي شخص يشتكي ويعارضه فهو ضد مصر.

"إذا كان الشخص المعارض الذي يشتكي من السوء الذي وصلت إليه الأمور هناك هو معرض لمصر من وجهة نظر السيسي، فإن غالبية المصريين، الذين يواجهون تدني الأجور وعدم كفاية الخدمات الحكومية وتدهور الصحة العامة والتعليم، هم ضد مصر، وبحسب منطق السيسي، يجب قمعهم جميعًا"، بحسب المجلة.

وأوضحت أن الحكومة تطارد حتي الأطباء على وجه الخصوص لأنهم سلطوا الضوء على أوجه القصور في الحكومة بشكل عام ومشروعات السيسي، التي يروج لها، مثل العاصمة الجديدة التي تبلغ قيمتها 66 مليار دولار، والتي أمر السيسي ببنائها في الصحراء.