الرقص أمام أبواب اللجان الانتخابية وعلى الحدود.. أين سليمان خاطر؟

- ‎فيتقارير

سواء كان مقطع الفيديو المنشور صحيحا أو غير صحيح، فإن المشهد يبدو متسقا تماما بين واقع وحال الجيش في عهد السيسي الذي بات يرى الصهاينة أصدقاء تجمعهم بالمصريين علاقات حميمة، وأن السيسي هو المدافع الأول عن أمن وسلامة الكيان الصهيوني وأنه لن يسمح أن يهدد من الأرضي المصرية.
تغير مفهوم العدو

ويبدو الفرق شاسعا مع الجيش على مر تاريخه السابق وعلاقاته وعقيدته القتالية والعسكرية المصرية التي ترى الصهاينة اعداء لمصر وللمنطقة العربية والإسلامية جرى زرعها في الأرض المقدسة لتفتييت وشل الوحدة العربية والإسلامية.. وهو ما كان مفهوما حين استل الجندي الصري سليمان خاطر سلاحه من سترته وقام بقتل الصهاينة على الحدود الذين حاولو التراقص أمامه المرور من الحدود المصرية في الثمانينيات، أما اليوم فها هم نفس الجنود يرقصون ويتبادلون السلامات والقبلات مع مجندات صهيونيات على الحدود المصطنعة بين الدولة المصرية والكيان الغاصب..
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا يظهر رقص مجندتين بجيش الاحتلال الصهيوني بمشاركة مجندين مصريين على الجانب الآخر من الحدود في سيناء.
وظهرت المجندتان ترقصان على أنغام موسيقى عربية، وخلف السياج الحدودي، وعلى الجانب الآخر (داخل الحدود المصرية) شارك مجندان مصريان الرقص معهما بتأدية نفس الحركات.
وأثار المقطع المتداول غضبا واسعا بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد منهم عن رفضهم هذا السلوك من قبل المجندين المصريين، واعتبروه إساءة للفلسطينيين وللقضايا العربية، خاصة في ظل المعاناة التي يعيشها أهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، بمواجهة مخطط التهجير الصهيوني.
pic.twitter.com/DDrGybkz56
وتداول المستنكرون لفيديو المجندين المصريين مقطعا آخر لاعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الحي المقدسي، وإلقاء قنابل الغاز عليهم، واقتحام بعض منازل الحي، وتنفيذ عدد من الاعتقالات.
pic.twitter.com/tDqVGE1HFI
وسبق أن نشرت وكالة "رويترز" عام 2014 عددا من الصور لكتبية "كركال" القتالية، التي يتكون ثلثيها من النساء، وتعمل على الحدود بين مصر ودولة الاحتلال. وأنشأ جيش الاحتلال الكتيبة عام 2004، بهدف دمج المجندات في الوحدات القتالية، ومهمتها الرئيسية القيام بدوريات روتينية على الحدود الإسرائيلية مع مصر لاعتراض المتسللين والتهريب من صحراء سيناء.
تبدل العقيدة القتالية
ومنذ انقلاب السيسي في 2013، سعى ضمن تفاهمات أمريكية صهيونية على تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، الذي يعتبر أهم قوة عسكرية باقية في المنطقة العربية بعد تدمير الجيش العراقي في التسعينيات من القرن الماضي.
والعقيدة القتالية هي مجموعة الأفكار والقيم التي يؤمن بها أفراد المؤسسة العسكرية ويجري غرسها عبر االتدريس والتدريب والتربية العسكرية، وبدلا من أن يصبح العدو الرئيس لمصر الكيان الصهيوني؛ تحول إلى مواجهة التيار الإسلامي، ومنذ ايام الانقلاب الأولى جرى قتل المصريين وإراقة دمائهم بالشوارع والميادين، بلا ذنب أو ثمن أو محاسبة، مدشنا مرحلة العداء لكل من يعارض النظام، حتى لو كان وطنيا مدافعا عن الأرض والحدود، كما حدث بعد انتزاع السيسي السلطة وتنازل عن اراضي تيران وصنافير فخرح المصريون متظاهرين ضد بيعهما للسعودية، وهو ما رد عليه الجيش النظام بالاعتقال والمطاردة على الرغم من أن تلك الأراضي مصرية وخاض الجيش الحرب من أجل استعادتها ورفع العلم المصري عليها.
وعقب الانقلاب العسكري أكد السيسي استعداد مصر التام للعمل لصالح لإسرائيل وأمنها مقدما فروض الولاء للطاعة لأمريكا والكيان الصهيوني، وجرى عقد لقاءات سرية وعلنية مع الصهاينة من أجل الرضا عن السيسي ونظامه الانقلابي، بل أعلن السيسي لترامب استعداد مصر لتقديم أراضي سيناء ضمن صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وتأمين (إسرائيل) وإخلاء الفلسطينيين من أراضيهم وتهجيرهم إلى سيناء.
بل الأكثر من ذلك سعى السيسي لحصار الفلسطينيين وقتلهم في غزة ومنع الطعام والدواء عنهم وإغلاق المعبر وهدم الأنفاق التي كان يعلم بها مبارك ويتركها ليتمكن الفلسطينيون من الاستمرار على قيد الحياة في ظل الحصار الصهيوني القاتل للشعب الأعزل.

وأطلق ناشطون هاشتاج #خير_أجناد_الرقص للسخرية من جيش الانقلاب العسكري معتبرين أن الفيديو سقطة أخلاقية لجيش السيسي.

تعليقات نشطاء

وقال الصحفي عمرو خليفة عبر حسابه على تويتر: "رحم الله كل شهدائنا و بشبش الطوب تحت رؤوسهم الطاهرة، رحمهم الله أكبر رحمه أنهم لم يروا هذا الفعل المشين".

وأضاف: "جنديتان إسرائيليتان في مقابل عسكريين مصريين على الحدود.. فيديو يوثق "المواجهة"".

وأعرب الإعلامي هيثم أبوخليل عن استيائه من تصرف الجنود المصريين قائلا: "ليسوا مصريين وليسوا من جيش مصر الحقيقي!، جيش مصر الحقيقي رجال أمثال سليمان خاطر لا يرقصون مع مجندات جيش العدو الذي يحتل فلسطين والقدس والأقصي ويحاصر أهلنا في غزة.. ما حدث عار يستوجب محاكمة عاجلة".

وتساءل في تغريدة أخرى: "لماذا الرقص مع مجندات العدو والرصاص لأشقائنا الفلسطينيين؟

وتابع :"في 26-9-2020 الجيش المصري يقتل الصيادين الشقيقين محمود وحسن الزعزوع، وفي 26-12-2015 يقتل المريض العقلي إسحاق حسان، وفي 11-1-2018 يقتل الصياد عبدالله زيدان وفي 11-1-2015 يقتل الطفل فراس مقداد".

ونشر الإعلامي مسعد البربري مقطع الفيديو عبر حسابه على تويتر وغرد قائلا: "قريبا مرحلة إزالة الأسلاك، رحم الله البطل #سليمان_خاطر".

وعلق محمد الشخيبى قائلا:" مع الأسف أنا شايف إن الجيش المصرى يعيش فتره أسوأ من نكسة 67 . وهذا الفعل نتيجه التلاعب فى عقيدته باعتبار الكيان الصهيونى صديق بعد ماكان وسيظل عدوا".

وعلق حساب AboOma4 2020 قائلا:" ده الجيش المصرائيلى بتاع عواطف و نوال وسويت وانتهيار".