بعد فضيحة مجلس الأمن.. دعوات لمحاكمة السيسي بتهمة الخيانة

- ‎فيتقارير

في استهتار لا يمكن تفسيره إلا في إطار الخيانة وعدم احترام مشاعر الشعب المصري المكلوم أو المؤسسة العسكرية المكبلة بحبال الخيانة، ظهر الدكتاتور عبدالفتاح السيسي ممتطيا دراجته الفارهة المنهوبة من أموال الشعب، يلوح للهواء في مدينة العلمين، وقت انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي حول سد النهضة والتي برهنت تماما على تقزم حجم مصر السياسي ودورها ومكانتها التي كانت مصدرا للاحترام والتقدير بين دول العالم. وانفضت جلسة مجلس الأمن إلى إحالة الملف إلى الإتحاد الأفريقي لاستئنات  المفاوضات الثلاثية بين الأطراف لحل الأزمة سلميا.

 

افعلها يا سيسي

وفي سياق الغضب الذي يموج في الأوساط المصرية، جاء مقال للكاتب الصحفي ورئيس تحرير الأهرام الأسبق عبد الناصر سلامة على صفحته على فيس بوك بعنوان "افعلها يا "…": ".. ليلقي به رئيس تحرير الأهرام الأسبق حجرا كبيرا في ملف مياه النيل.

"سلامة" استهل مقاله متسائلا: لماذا لا تكون لدى "…."  عبدالفتاح السيسي الشجاعة الأدبية والأخلاقية، ويعلن مسئوليته  المباشرة عن الهزيمة الثقيلة أمام إثيوبيا، وإضاعة حق مصر التاريخي في النيل، عندما منح الشرعية للسد موضوع الأزمة بالتوقيع على اتفاقية ٢٠١٥ المشئٔومة، (وكان يدرك عواقب ما يفعل)، ثم عندما منحه الشرعية مرة أخرى باللجوء لمجلس الأمن دون إعداد جيد، وقبل ذلك عندما تغاضى عن بدء البناء، ثم عندما عجز عن اتخاذ قرار عسكري يعيد القيادة الإثيوبية المتآمرة إلى صوابها، وأيضا عندما فشل في حشد التأييد الدولي لقضية عادلة، على الرغم من إنفاق مليارات الدولارات بشراء السلاح وغير السلاح من الدول المؤثرة".

وأضاف "سلامة" أن "الأمانة والشجاعة تقتضيان خروج  السيسي إلى الشعب بإعلان تنحيه عن السلطة، وتقديم نفسه لمحاكمة عادلة، عن كل ما اقترفته يداه، من تنازل عن جزيرتي البحر الأحمر، وحقلي غاز البحر المتوسط، ومياه النيل، وإهدار ثروات مصر على تسليح لا طائل من ورائه، وتكبيل البلاد بديون باهظة لن تستطيع أبدا سدادها، وإشاعة حالة من الرعب والخوف بين المصريين بتهديدهم بنشر الجيش خلال ٦ ساعات، وتقسيم المجتمع طائفيا ووظيفيا وفئويا بخلق حالة استقطاب غير مسبوقة، وسجن واعتقال عشرات الآلاف بمبرر ودون مبرر، وتحويل سيناء إلى مقبرة لجنودنا وضباطنا نتيجة إدارة بالغة السوء لأزمة ما كان لها أن تكون، ناهيك عن عشرات الاتهامات التي سوف تتكشف في أوانها.

وتابع رئيس تحرير الأهرام الأسبق مخاطبا السيسي:”ليتك اقتنعت مبكرا بالحقيقة المؤلمة التي كشفت عنها جلسة مجلس الأمن، وهي ألاّ نصير لك في العالم، وما هذه أبدا بمصر على امتداد تاريخها القديم والحديث معا، والأسباب تعلمها جيدا. افعلها وتنحى يا سيادة "…." من أجل إنقاذ مصر إذا كنت بالفعل مصريا، هي الحسنة الوحيدة التي سيذكرها لك العالم وتمحو من ذاكرتهم تهمة الانقلاب التي تؤرقك والتي كانت سببا في معظم التنازلات الخارجية، افعلها حتى يكون لدى القوات المسلحة حرية التصرف قبل فوات الأوان، وسوف تجد هذه القوات دعما غير مسبوق من كل فئات الشعب إن هي فعلت ما يجب، مع الوضع في الاعتبار ألّا شرعية لأحد لم يدافع عن النيل”.

استخفاف بالغ

وتابع "سلامة": “يكفي أن الأُمَّة المصرية قد شاهدت، كما شاهد العالم أجمع، أن "…. مصر "كان يمتطي دراجة هوائية  للتنزه في مدينة العلمين الجديدة بالتزامن مع جلسة مجلس الأمن التي كانت تناقش قضية مصر الوجودية، في استخفاف بالغ بشعب، كان يتابع الأحداث على الهواء مباشرة عبر شاشات التليفزيون، بمشاعر من الغضب والحزن على ما سيؤول إليه مصير أبنائهم وذرياتهم، من التعامل مع مخلفات الصرف الصحي في الطعام والشراب، وحتى الوضوء”.

وقال إنه سوف يستبعد نظرية المؤامرة، والخيانة، والعمالة، وكل ماهو مطروح في الشارع حاليا، مشيرا إلى أنه يأمل فقط أن يستطيع (الرئيس) إثبات أن الموضوع كان مجرد خطأ في التقدير نتيجة حُكم الفرد والانفراد بالقرار، حين ذلك لن تكون هناك العقوبة القصوى، رغم إنني شخصيا أشك في ذلك.

واختتم سلامة مقاله الذي نشره على فيسبوك قائلا : “افعلها وتنح فورا دون إضاعة مزيد من الوقت، وإذا لم يكن من أجل مصر، فمن أجلك أنت، أُكرر: من أجلك أنت، ذلك أن عمليات التغييب والخداع لم تصمد أبدا في كل الديكتاتوريات التي مر بها العالم، لابد لها أن تتآكل شيئا فشيئا، حتى وإن دامت طويلا بكتائب ولجان إلكترونية فاشلة، وهيمنة على إعلام بائس”. ولمواجهة دعوات الحيل والتنحي المطالب بها السيسي حاليا، زجت الكتائب الإلكترونية بفكرة الدعوة لتظاهرات مليونية بإستاد القاهرة لتفويض السيسي لمواجهة التعنت الإثيوبي، وكأن السيسي يحتاج لتفويض أو يعتبر لرأي الشعب من الأساس، فهو بحد تعبير بعض القيادات العسكرية من يعرقل خطوات الجيش في التحرك العسكري ضد السد الكارثي.

ومن جهة ثانية يخشى السيسي حتى من التظاهرات المفبركة أو المهندسة أن تنقلب عليه، لتطالب برحيله بعد أن أدمى الأسر المصرية قتلا لأبنائها في الشوارع والميادين منذ 2013م.

يقول السفير فرغلي طه، إنه فى ظل كل ذلك كنا ننتظر ونأمل ولازلنا أن تخرج دولتنا وقياداتنا بالحل النهائى والوحيد الذى فرضته علينا أخطاؤنا قبل أعدائنا. وأضاف فرغلي أنه بدلا من ذلك نرى دعوات مخجلة فاضحة متخلفة إلى عقد تظاهرات حزبية فى الإستاد أو غيره لمنح التفويض للرئيس والسلطة المسئولة للدفاع عن حقوق مصر .. !

فضيحة جديدة

وتساءل فرغلي: ما هذا الذى نفعله لنضيف إلى فضيحتنا وهواننا الكثير؟ وهل يحتاج "…." والمسئولون حوله تفويضا كى يقوموا بواجبهم نحو الوطن والمواطن؟ وقال إن التفويض تمنحه القوانين والدساتير وقد منحته وأكثر منه، وإلا فهل كل ما كانت القيادة والحكومة تقوم به على مدى سنوات بغير تفويض؟

وتابع قائلا: “وبناء على ذلك يكون توقيع إعلان المبادئ مع إثيوبيا قد تم بغير تفويض، وتكون كل سنوات التفاوض العبثية بغير تفويض، وتكون كل مشتريات السلاح بغير تفويض، وتكون اتفاقية تيران وصنافير بغير تفويض، وكذلك اتفاقيات الغاز مع اليونان وقبرص وإسرائيل بغير تفويض!”.

وتابع السفير طه متسائلا: “لماذا فقط سد الخراب بعد أن وقعت المصيبة يحتاج إلى تفويض؟ .. وكما كان السلام والتفاوض والتوقيع واجبا وظيفيا لم يستشر فيه لا شعب ولا برلمان، فكذلك الحرب إن كنا ذاهبين إليها هى وظيفة وواجب دستورى لا يحتاج إلى تظاهرات حزبية ولافتات تأييد وزفة لا معنى لها.. ألم تقولوا لنا إن الحرب سر وخدعة وتكتيك وكل شيء معمول حسابه ؟!  واختتم قائلا: “هل يقبل الرئيس ما يجرى؟ وهل يراه لازما له وهل يراه يليق بمصر ورئيسها؟! .” والله إن ما نراه يضيف إلى الخجل فعلا مشينا نتوارى منه ، ويضيف إلى خيبتنا خيبات ويزيد قهرنا قهرا ويرتد بمصر أميالا وسنوات".