4 سنوات من التنكيل بالصحفي المحبوب “بدر محمد بدر” في سجون العسكر

- ‎فيلن ننسى

أكثر من 4 سنوات مضت ولا زال مسلسل التنكيل بالكاتب الصحفي بدر محمد بدر، متواصلا داخل محبسه الانفرادي، وتُمنع عنه الزيارة ضمن مسلسل الانتهاكات الذي ينتهجه نظام السيسي المنقلب بحق الصحفيين، خاصة الذين يمارسون دورهم المهني في كشف ما حل بالمجتمع من تدهور على كافة الأصعدة منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013.

كتب ابنه إسلام مؤخرا عبر صفحته على فيس بوك: "أتعلمون أني أُخبر الشجر والحجر أني لست يتيما، وأن لي أبا طيب الطبع، جميل الخلق، نقي القلب، فرقت بيننا حوائط الزنازين، وباعد بيننا كيد الظالمين.

وعبر قبلها عن إحساسه بأنه يتيم لحرمانه من والده قائلا: " ‏قبيحة هي الدنيا، أعطتني أبا بشوش الوجه، طيب القلب، جميل الطبع، دمث الخلق، مثقف الفكر، يصبر في الصعاب ويستبشر في المحن، ويقاوم في الشدائد، يحب من حوله ويصل من قطعه ويساعد من احتاج إليه ، لكنها حرمت علينا العيش معا، مع أن كلانا على قيد الحياة".

‏ومنذ أيام كتبت زوجته نائبة الشعب ببرلمان 2012 عزة الجرف عبر صفحتها على فيس بوك: "عيدنا يوم خروج معتقلينا وتحرير مقدساتنا ‎#الحق_أقوى_ومنتصر.

وبعد مرور أكثر من 4 سنوات على اعتقال زوجها كتبت "أم أيمن": أتم زوجي الصحفي الأستاذ بدر محمد بدر عامه٦٢ وهو معتقل للسنة الرابعة بسجون العسكر يُعاد تدويره في قضية جديدة، لن يستطيع أحد طمس الحقيقة مهما فعل، فعشاق الحرية يستطيعون الصمود لنيلها، لم يملك إلا قلمه وكلمته الصارخة بالحرية ويوما ما سيحصل عليها".

انتهاكات لا تنتهي

وأوضحت الجرف أن "زوجها القابع في سجون الظالمين منذ سنوات تعرض لانتهاكات متنوعة بينها إخفائه قسريا ٩٧ يوما، وعقب حصوله على إخلاء سبيل بعد تجاوزه فترة الحبس الاحتياطي المقررة قانونا تم إعادة تدويره في قضية هزلية جديدة، ليتواصل نزيف الانتهاكات منذ اعتقاله، وسبقها سنوات من المطاردة التي مضت عليه وحيدا مريضا لا لذنب أو جُرم تورط فيه غير أنه صحفي حر يمارس دوره بكل مهنية وعبّر عن رفض الانقلاب العسكري الدموي الغاشم على إرادة الشعب المصري.

بدورها طالبت منظمات حقوقية بينها "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" بضرورة الإفراج الفوري عن الكاتب الصحفي بدر محمد بدر بعد قضاء أكثر من 4 سنوات في الحبس الاحتياطي تخللتها انتهاكات عديدة لحقوقه القانونية والدستورية والإنسانية بما في ذلك فترات إخفائه القسري وعدم مثوله أمام أية جهة قضائية لمدة 9 أشهر، وأوضحت أن قوات الانقلاب اعتقلت الكاتب الصحفي المعروف فجر 29 مارس 2017 ولفقت له القضية رقم 316، ثم قررت النيابة العامة احتجازه في الحبس الاحتياطي بعد اتهامات سابقة التجهيز تم توجيهها بشكل عام ضد الصحفيين لمعاقبتهم على آرائهم وعملهم الصحفي الذي لا يُرضي النظام الانقلابي وأجهزته،

ومنذ ذلك الحين صدرت عشرات من أوامر التجديد المتتالية ضد بدر حتى أكمل فترة الحبس القصوى التي ينص عليها القانون داخل سجن "لمان طرة" وبعد ذلك تم إطلاق سراحه وتحويله بناء على ذلك إلى مركز شرطة 6 أكتوبر تمهيدا لإطلاق سراحه، لكن سلطات الانقلاب كان لها رأى آخر؛ حيث تم اختطافه من مركز الشرطة في 8 ديسمبر 2019 إلى جهة غير معروفة، حيث اختفى دون تقديم أي معلومات عنه سواء لأسرته أو لمحاميه. وظل "بدر" مفقودا منذ التاريخ السابق وحتى مساء 22 فبراير 2020 عندما مثل أمام نيابة أمن الانقلاب على خلفية اتهامات ومزاعم معلبة بينها الإرهاب، وغضت النيابة الطرف عن جميع المعلومات والانتهاكات المبلغ عنها ضد الصحفي،

حياته مهددة

وقررت حبسه مرة أخرى على ذمة قضية هزلية جديدة رقم 1360 لسنة 2019، ومنذ ذلك الحين والنيابة تقرر على الورق تجديد حبس بدر محمد لمدة 9 أشهر دون السماح للصحفي أو محاميه بالمثول أمام النيابة، وتمنع سلطات الانقلاب الزيارة عن بدر محمد بدر ولا يُسمح بدخول العلاج والدواء المناسب لحالته الصحية؛ ما يهدد سلامة حياته حيث يُعاني من العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب وأمراض الكبد والسكري، وفي وقت سابق حثّ المعهد الدولي للصحافة،  السلطات في مصر على إطلاق سراح الكاتب الصحفي بدر محمد بدر، وندد المعهد بإعادة تدويره وطالب "سكوت جريفن"، نائب مدير المعهد ، بإطلاق سراحه فورا وإنهاء معاناته وقال إن "رفض الإفراج عنه على الرغم من أمر المحكمة العليا بقرار البحث عن محاكمة جديدة وإطالة أمد اعتقاله الجائر، يدل على تجاهل عميق لحكم القانون".

وسبق اعتقال بدر محمد بدر ضمن قائمة كبيرة من الساسة والكتاب والفنانين والصحفيين في اعتقالات سبتمبر 1981، في نهاية عصر الرئيس الأسبق أنور السادات.

تاريخ مشرف

وُلد الكاتب الصحفي بدر محمد بدر في 3 مايو عام 1958، في قرية سنجرج التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية ودرس التعليم الابتدائي والإعدادي في القرية، وحصل على شهادة الثانوية العامة من قرية مجاورة، ثم التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة في عام 1976، وتخرج في قسم الصحافة عام 1980. كان والده فلاحا وتُوفي في عام 1965، حيث كان بدر في السابعة من عمره، وربته والدته التي توفيت عام 1988، حتى تخرج وعمل صحفيا في (مجلة الدعوة) التي كان يصدرها الإخوان المسلمون بإشراف المرشد الأٍبق لجماعة الإخوان عمر التلمساني، في عام 1979، وانضم إلى نقابة الصحفيين عام 1980م.

وعُين "بدر" رئيسا لتحرير مجلة لواء الإسلام عام 1988، ثم عمل في جريدة الشعب المصرية عام 1990، ثم مديرا لتحرير صحيفة آفاق عربية عام 2000، وتركها عام 2004 ليرأس تحرير جريدة الأسرة العربية حتى أُغلقت في نوفمبر 2006، وعمل مراسلا لبعض المنابر الإعلامية العربية، منها قناة الجزيرة، وله سبعة مؤلفات.