(DW): عاصمة السيسي الجديدة مدينة أشباح

- ‎فيأخبار

قال تقرير لموقع الإذاعة الألمانية (DW) إن "العاصمة الإدارية الجديدة مدينة أشباح تنتظر ساكنيها، معتبرا أن العاصمة الإدارية هي مشروع هيبة بالنسبة للسيسي، ويقال بأنه تم استثمار 60 مليار يورو في المشروع، معظمها من خلال القروض، وفي حين يرى البعض أنها ستكون منارة الحياة في مصر يشكو آخرون من مشاكل في مبانيها".
وتحت عنوان "عاصمة أشباح تنتظر ساكنيها" قال المحرر توماس بورمان إن "العاصمة الجديدة لا تزال مدينة أشباح، إذ لا توجد متاجر ولا مطاعم، ومراكز التسوق فارغة، ورياح الصحراء تعصف بالرمال والغبار في كل مكان وهي تتسبب بالفعل في تآكل واجهات المباني، وذلك بالتزامن مع مؤتمر يعقده السيسي في 23 أكتوبر 22، تحت إطار الاقتصاد يستعرض فيه إنجازاته".

ويقال إن "أول خمسة سكان قد انتقلوا بالفعل إلى المنطقة السكنية المسماة R 3، على الرغم من أن المصاعد لم تعمل بعد، ولكن ربما تكون هذه مجرد واحدة فقط من الكثير من المشاكل الأخرى، إذ يصور أحد السكان الجدد أوجه القصور في شقته الجديدة ويضع مقاطع الفيديو على الإنترنت، ويقول الصوت في الفيلم هنا، تتدفق مياه الصرف الصحي عبر الطابق السفلي (القبو) لأن أنابيب المياه معزولة بشكل سيئ، وإذا قاموا بري الحديقة بالخارج، فإن الماء يتسرب عبر الجدران".

الشرطة والانتقاد

وبعد سيل من رص الأرقام الموجودة في العاصمة ، يسأل المقيم الجديد في مقطع الفيديو الخاص به ، ماذا نتوقع مع هذا الكم الكبير من الفساد ، وبهذا يتجرأ على توجيه الكثير من الانتقادات، والتي قد يقع بسببها في مشاكل مع الشرطة.

وأضاف ، إن مصر استثمرت 60 مليار يورو في عاصمتها الجديدة، معظمها من خلال القروض 60 مليار يورو  مبلغ لا يمكن تصوره ، ألم يكن بالإمكان استخدامه لبناء شقق جديدة في القاهرة، حيث يعيش ملايين الأشخاص في أحياء فقيرة؟ وبذلك ربما كان سيكون هناك دائما مليارات متبقية؟ موضحا أنه لا قدرة على الشراء ، فكتب أسئلة لا يطرحها المرء في مصر إلا خلف الأبواب المغلقة فقط، كلا فالمواطنون في مصر يجب أن يفخروا بعاصمتهم الإدارية الجديدة، حتى وإن لم يكن لدى معظم العائلات المصرية قدرة على شراء شقة هناك".
لوحة مرورية إرشادية تشير إلى طريق العاصمة الإدارية الجديدة، التي بنيت في الصحراء شرقي القاهرة.

العاصمة الإدارية مصممة لاستيعاب ستة ملايين ونصف مليون نسمة، ويفترض أن يبدأ الآن الأوائل منهم في الانتقال إليها.

في مطلع العام المقبل، يفترض أن تنتقل الحكومة المصرية من مدينة القاهرة، المكتظة بالسكان، البالغ عددهم 20 مليون نسمة، إلى مدينة جديدة بنيت في الصحراء على بعد 60 كيلومترا شرقي القاهرة، تحمل اسم العاصمة الإدارية (بالإنجليزية Capital City وتختصر إلى سي سي).

 
المبنى الجاهز
وليدخل محرر تقرير الإذاعة الألمانية التي تستورد من مصر الغاز في ظل المنع الروسي ومشكلات نورد ستريم ، قدم تقريره ببعض الإشارات إلى أن مبنى البرلمان الجديد بالعاصمة الإدارية جاهز وكذلك مباني الوزارات ، وآلاف الشقق السكنية، وفي وسط ذلك يشير إلى أنه المدينة الصحراوية التي تصمم على استيعاب ستة ملايين ونصف مليون نسمة، يفترض أن يبدأ الآن الأوائل منهم في الانتقال إليها.

وقال "في مواقع البناء بالعاصمة الإدارية يجري العمل على قدم وساق، عشرات الآلاف من العمال يعملون بجد لإنجاز المهمة، وفي الموقع الذي سيكون في المستقبل الحي التجاري تم الانتهاء من بناء عشرين مبنى شاهقا، المهندس المعماري الشاب هاني محمد يتحدث بكل إعجاب ويقول "العاصمة الإدارية ستكون منارة الحياة هنا في مصر والجميع سيتمنون القدوم إلى هنا ولو ليوم واحد، ستكون رائعة".

وعن أسعار العاصمة والطبقة التي ترنو للسكن أو للإقامة الفندقية قال "في وقت مبكر من العام المقبل، سينتقل رجال الأعمال والسياح إلى فندق 5 نجوم في "البرج الأيقوني" أو ينتقلون مباشرة إلى شققهم الخاصة  بأسعار تبدأ من حوالي 350 ألف يورو".
ولفت إلى أن عمال بناء وإنشاءات في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر (18/10/2017) وأن آلاف العمال يكدحون من أجل إتمام مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذي يعتبره السيسي "مشروع هيبة".

وفي مدخل العاصمة الإدارية افتتح في السادس من يناير 2019 مسجد "الفتاح العليم" الذي يتسع لنحو 20 ألف مصل، وفي نفس يوم افتتاحه افتتح السيسي أيضا "كاتدرائية ميلاد المسيح" والتي تعد الأكبر حجما في العالم العربي".

ثقب أسود للنظام

الكاتب الصحفي عادل صبري في موقع صحيفة العربي الجديد قال: "وجهت الحكومة بتجديد مقري مجلس النواب والشيوخ التاريخيين، وسمحت لوزارة المالية بإعادة تطوير مكاتبها وسط العاصمة، مطلع الشهر الجاري، بعدما تأكدت صعوبة نقل الموظفين الحكوميين والعاملين والنواب بالبرلمان إلى مقارهم بالعاصمة الإدارية".
وأضاف صبري ، "تحوّل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر من أيقونة يتفاخر بها النظام إلى ثقب أسود يتلقى السهام من كل حدب وصوب، بينما تقف الحكومة عاجزة عن إحداث نقلة نوعية به، في وقت يتزايد فيه الهجوم على المشروع محليا ودوليا، بعد تأكيد صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إنفاق 59 مليار دولار، 
على منشآت فاقمت من هشاشة الاقتصاد المصري وسوء الأحوال المعيشية للمواطنين.

تؤكد مصادر "العربي الجديد" أن وزارة المالية فشلت في تدبير إيجار المقرات الحكومية، تبلغ قيمتها 203 ملايين دولار سنويا، في ظل الأزمة المالية الحالية".
وقبل أيام كتبت صحيفة نيويورك تايمز أن "العاصمة الإدارية تعد من المشاريع العملاقة التي بدأها السيسي، إلا أن ترنح مصر وسط أزمة اقتصادية خانقة جعلت الكثيرين يفكرون بأنها لم تعد قادرة على تحمل مشاريعه، وتقدر مساحتها أربعة أضعاف واشنطن".