عز الدين إبراهيم المفترى عليه .. متواضع وسمح وصاحب علم بشهادة صحافة “بن زايد”

- ‎فيلن ننسى

ساق الكاتب "حافظ المرازي" مذيع سابق بقناة الجزيرة في مقال أخير له بعنوان "زعامة ابن زايد.. بين امتنان السيسي وتمرد ابن سلمان" قصة تتعلق بتنشئة شيطان العرب محمد بن زايد على يد الدكتور المصري عز الدين إبراهيم أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والذي لم يكن يجهله الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات فعينه بعدة وظائف ثقافية وتعليمية ومرافقا له، أو أحد من شركاء التأسيس، فضلا عن أنه لم يجهله رئيس الإمارات الحالي الملقب ب"أبو خالد".
 

وقال الميرازي مفسرا إجرام بن زايد  "ويعود بالقصة إلى تنشئة محمد الابن الثالث للشيخ زايد، من زوجته الشيخة فاطمة، وكيف أن والده عهد بالإشراف على تعليمه في صغره لمعلم مصري هو عز الدين إبراهيم، وكان من الإخوان المسلمين، وأثر عليه في البداية برؤية متعصبة للدين، عاتبه عليها والده نفسه فيما يتعلق بعدم التفرقة بين أديان الناس، فكلهم خلف الله".

وقال مراقبون إنه "قد تكون هذه رؤية أو وجهة نظر يتفق معه فيها جمال سند السويدي صديق الشر لمحمد بن زايد، وكان عليهما أن يحققا رؤيته أو ينسبها إلى مصدر عام غيرهما أو بوضعها، وأشاروا إلى أنه يكاد يعطي حكما عاما لا وجود له إلا إذا كان أعلنه محمد بن زايد نفسه، وهو لم يفعل إلى الآن".

وتحت عنوان "د. عز الدين إبراهيم، عِلم واسع وتواضع جليل" نشرت صحيفة الخليج مقالا للصحفي أمين الجمال عن الدكتور عزالدين إبراهيم، المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة الأسبق، بدرجة وكيل وزارة ونشره في 17 يونيو 2016 عن قيمة الرجل، ولأن المقال كتب بعد الانقلاب استثنى ذكر علاقة الدكتور بجماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان طالبا بجامعة القاهرة وحتى بعد ذلك.

وعن مكانة الرجل الذي حضر مراسم دفنه محمد بن زايد شيطان العرب نفسه وإخوته، وأقيم له حفل تأبين ثقافي فضلا عن العزاء.

https://www.alkhaleej.ae/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82/%D8%AF-%D8%B9%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D9%90%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B6%D8%B9-%D8%AC%D9%84%D9%8A%D9%84

https://www.emaratalyoum.com/life/four-sides/2010-02-19-1.60384

ويبدو أن المصدر غير المعلن، وعلى غرار الاتهامات العشوائية أو النقل عن العتيبة سفير الإمارات في واشنطن، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الخميس، 9 يناير 2020، تقريرا مطولا حول خبايا شخصية محمد بن زايد آل نهيان، وما وصفته برؤيته المظلمة لمستقبل الشرق الأوسط.

واستعرض التقرير تفاصيل استثنائية، عن نشأته وتكوينه الفكري، وجذور أسباب كرهه للإسلام السياسي، ذكر منها أن والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان قد أوكل إلى مستشاره الثقافي الخاص وأحد أهم أعلام جماعة الإخوان المسلمين، المصري عز الدين إبراهيم، مهمة تعليم ابنه الأمير محمد" بحسب الصحيفة الأمريكية.

غير أن نيويورك تايمز استدركت وقالت "محمد بن زايد كان طوال فترة تنشئته تحت تأثير الفكر الإسلامي دون علم والده، الذي يبدو أنه قد سهّل عن غير قصد تلقين الفكر الإسلامي لنجله الأمير محمد، من خلال تحميل عز الدين إبراهيم مسؤولية تعليمه، ومن غير المعروف طبيعة العلاقة التي كانت تجمع محمد بن زايد بمعلمه الإسلامي، لكن بحسب صحيفة البيان الإماراتية، فعندما توفي إبراهيم عام 2010 كان محمد بن زايد ومعظم إخوانه وأبناء عمومته من الأمراء على رأس الحاضرين لمراسم دفن إبراهيم بمقبرة البطين بأبوظبي".

اقتناص صهيوني
وردد  الإعلام الصهيوني من خلال مجلة كالكاليست، نفس ما يردده الكثيرون عن كواليس محمد بن زايد في جانب تربيته التي سبقت إسناد والده شيخ إمارة العين الشيخ زايد بن نهيان إلى مستشاره الثقافي والتعليمي المرموق عز الدين إبراهيم، فقال محرر المجلة دورون باسكين خبير الشؤون العربية، إن "تجربة ابن زايد التكوينية بدأت في سن الـ14، عندما أرسله والده الشيخ زايد خارج البلاد عقابا له بعد أن اشتكت عائلات محترمة في الإمارات من سعيه الدائم للتقرب من بناتها بالقوة، فأرسله والده للدراسة في المغرب بهوية مزورة، كمواطن مغربي، دون إبلاغ السلطات المحلية بذلك، وواجه هناك صعوبات الحياة؛ فبجانب دراسته عمل نادلا، وعاش حياة سيئة".

وأشار أنه "بعد عودة ابن زايد من المغرب، أرسل لمدرسة جوردونستون الثانوية في أسكتلندا، وبدأ تدريبه بمنصب رفيع، وفي 1979، أكمل دراسته في ساندهيرست، الأكاديمية العسكرية البريطانية، والتي تخرج منها معظم الخونة العرب من عينة الملك حسين، وعند عودته للإمارات، بدأ صقله الفكري على يد مستشار والده الثقافي عز الدين إبراهيم، المستثمر المصري بأبو ظبي، ورغم أنه شخصية بارزة بجماعة الإخوان المسلمين، وأسس فرعها الليبي، لكن الشيخ زايد لم يعتبره تهديدا لتعليم ابنه" بحسب كالكيست.

 

وأكد أن "ابن زايد اتخذ وجهة النظر المعاكسة لمعلمه الإسلامي، فبدأ تحوله الداخلي بعد هجمات سبتمبر 2001، وتورط إماراتيين فيها، وكان حينها رئيسا لأركان الجيش، ما شكل أزمة مع الولايات المتحدة، وأدت الهجمات لرد فعل فوري بالإمارات، شملت موجة اعتقالات واسعة لألفي مواطن ومقيم يشتبه بارتباطهم بالحركات الإسلامية، وإخراج العشرات من الجنود والضباط المتعاطفين مع الإخوان المسلمين من الجيش".

رؤى "التواصل"
الصحفي ورسام الكاريكتير أحمد عبد العزيز، عاش ما يزيد عن 15 عاما في الإمارات وأشار في واحدة من تغريداته يذكر الدكتور عز الدين إبراهيم، فقال مخاطبا عبدالله بن زايد "‏أنا عايز أفكر الدلدول دا، وأخوه الزنديق الذي يحكم الإمارات غصبا عن حكامها، بأن الدكتور عز الدين إبراهيم وهو من الرعيل الأول للإخوان المسلمين، كان مستشارا لأبيهم زايد بن سلطان آل نهيان، لسنوات طويلة، فمن أين ومتى وكيف تكونت لدى هؤلاء القناعة بأن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟".

أما الداعية المصري بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الإمارات الشيخ حجازي ابراهيم ثريا رحمه الله، فأشار إلى دور الإخوان في الخليج وأن كلية الطب بالكويت كانت من بناء الدكتور حسان حتحوت رحمه الله، ومجلة المجتمع وما تركته من آثار في بناء الإنسان واضحة جلية، والدكتور القرضاوي في قطر حدث عنه ولا حرج، ومن قبله نزل بقطر الشيخ عبد البديع صقر، والشيخ عبد المعز عبد الستار والشيخ عبد الوهاب الشاعر وغيرهم كثير، وانتقل الشيخ عبد البديع صقر إلى الإمارات وفتح مدارس الإيمان في إمارات متعددة وكان لها الأثر الكبير ثم كانت مراكز تحفيظ القرآن الكريم التي أنشأها الشيخ زايد رحمه الله، وكان القائمين على أمرها الإخوان، ورحم الله الشيخ حسنين آدم الذي كان الدور الأكبر في تلك المراكز.

ثم جامعة الإمارات بالعين قام على نشأتها وتكوينها الدكتور عز الدين إبراهيم وكان مستشارا للشيخ زايد رحمه الله، وكان وزير التربية والتعليم ووزير الأوقاف ومعظم العاملين بهما من الإخوان المسلمين.

أما الصحفي عبد الحي محمد رحمه الله وكان محررا اقتصاديا بصيحفة البيان ومكتبها في أبوظبي فاستذكر قبل رحيله في نوفمبر 2019، كتابا أهداه له أواخر عام 2007 العلامة الدكتور عز الدين إبراهيم المستشار الثقافي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما وأسكنهما فسيح جناته".

وكشف "محمد" أن "المستشار عز الدين إبراهيم رحمه الله كان شخصية استثنائية بكل المقاييس في الفكر واللغة والدعوة الإسلامية، وعلاقتي به لم تكن علاقة الصحفي بمصدره، بل الابن بالأب، أسال الله أن يمد في عمري لأكتب عن جهاده العلمي، ولايسعني إلا أن أردد ماكان يقوله المترجم العالمي دينيس جونسون ديفز أثناء لقاءاتنا في منزل الدكتور عز الدين بشارع الاستقلال بأبوظبي إن "المرء ليساوره الشعور بأنه نال شرفا رفيعا بأن يكون له مثل هذا الصديق، نحو عشرة سنوات مرت على فراقك ياسعادة المستشار ومازالت مكانتك في قلبي متوهجة بأبوتك وعلمك وحكمتك، ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته ويلحقنا بك في الصالحين وحسن أولئك رفيقا".

صديقي عز الدين إبراهيم

ونشرت جريدة البيان حكومة دبي في 14 مارس 2010 مقالا بالعنوان السالف لدينيس جونسون ديفز الذي تحدث عن الرجل وعن جهودهما معا في ترجمة بعض الكتب الإسلامية إلى الإنجليزية منها الأربعون النووية وصحيح البخاري وكتب الأذكار الكلم الطيب لابن تيمية ونسخة مترجمة من معاني القرآن.

وقال "خسرت صديقا فريدا تحلى بروح سمحاء، أظهرها لكل الذين تواصلوا معه، وقد امتدت صداقتنا لسنوات عدة ، وسأتذكره دائما بملء السعادة التي كنا نشعر بها معا، والساعات الطويلة التي كنا نمضيها في الترجمة، في إحدى الشقق المكدسة بالكتب الدينية التي تتناول الإسلام من نواح عدة، والتي كرس عز الدين نفسه لدراستها، وكنا نستمتع باحتساء الشاي مع تناول بعض الفطائر اللذيذة، ونتحدث عن العالم، والحماقات الجديدة التي كنا نواجهها معا".
 

وعز الدين إبراهيم (1928 – 30 يناير 2010)، مدير جامعة الإمارات الأسبق والمستشار الثقافي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأحد قيادات الإخوان المسلمين ومؤسس تنظيمها في ليبيا بعد خروجه من مصر، توفي في لندن بالمملكة المتحدة.

وحصل "إبراهيم" على ليسانس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، وعلى دبلوم التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس، ودكتوراة الفلسفة في الآداب من جامعة لندن سنة 1963 ومنحته جامعة ماليزيا الدكتوراة الفخرية في الاقتصاد لإدارته عددا من صناديق التضامن والعمل الخيري في البلاد الإسلامية، ومنحته جامعة ويلز في المملكة المتحدة دكتوراة فخرية في الآداب لدوره مع مؤسسات التعليم العالي.
 

عمل الدكتور عز الدين في مجال التعليم والتربية والبحث العلمي بالإدارة والتدريس في مصر وليبيا وسوريا وقطر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، ففي قطر عمل مساعدا لمدير المعارف، وانتقل للسعودية للعمل كأستاذ للأدب العربي وطرق تدريس العربية في الرياض، كما قام بتدريس الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في بريطانيا وجامعة ميتشغان في الولايات المتحدة الأمريكية، مستعينا بكتبه الإسلامية المؤلفة بالعربية والإنجليزية.

مشاركته في المجالس العلمية

مستشار للجنة الاستشارية لجامعة ممباسا الإسلامية.

عضو المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت.

عضو اللجنة الاستشارية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

مستشار مركز إسهامات علماء المسلمين في الحضارة بدولة قطر.

عضو مجلس أمناء كلية الخليج الطبية بعجمان.

عضو مجلس أخلاقيات الطب في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي.

عضو في المجالس العلمية لعدد من الجامعات العربية والأوروبية والآسيوية والإفريقية.
 

ومما أرخته جماعة الإخوان المسلمين عن الرجل ما يحويه هذا الرابط لمن أراد المزيد:

https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%B9%D8%B2_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85

وفيه يقول الأستاذ محمد مهدي عاكف رحمه الله المرشد السابق للإخوان المسلمين إن "الفقيد كان أحد أعلام الإخوان الذين نشروا فكر الجماعة ومنهجها الوسطي في العديد من بقاع الأرض".

وأوضح أن الدكتور عز الدين إبراهيم نشأ وتربى في حضن جماعة الإخوان المسلمين، وواجه الظلم والعنت، وظل على بيعته لدعوته مجاهدا في سبيلها حتى الرمق الأخير فيه.

وقال فضيلة العلامة القرضاوي في نَعْيه  "فقد الأمة لرجالها الأقوياء الأمناء، أو الحفاظ العلماء، نكبة أعظم من فقد الأموال، ونقص الثمرات، وخصوصا إذا كان هؤلاء الرجال من أهل العلم والدعوة، وأهل الرأي والحكمة، فإن المصيبة بفقدهم تتضاعف، والخسارة برحيلهم تتفاقم، حتى يُخْلِف الله على الأمة بمَن يسدُّ مسدَّهم، أو يقوم ببعض دورهم".

وعنه كتب الأستاذ زهير الشاويش فقال "عز الدين إبراهيم مصطفى، كان من المجاهدين الذين رباهم الإمام الشهيد حسن البنا في أوائل عمره, وممن عمل مع الأستاذ الشهيد سيد قطب, والمجاهد يوسف طلعت, دفاعا عن الإسلام, والعاملين بالسيرة الخيّرة الجهادية في مقابلة الظالمين, وارتحل إلى المملكة الليبية, حيث استضافه ملكها إدريس السنوسي عليه رحمة الله, وقد أجازه برواية الحديث الشريف".