معاناة مستمرة وظروف احتجاز مأساوية يعيشها العشرات من معتقلي الرأي داخل سجن برج العرب الغربانيات منذ أن تم ترحيلهم إليه من سجن بدر، كشفت عنها رسالة استغاثة مسربة من المعتقلين لكل من يهمه الأمر .
وهو ما دفع الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إلى دق ناقوس الخطر للالتفات إلى معاناة المعتقلين السياسيين بسجن برج العرب وباقي السجون المصرية، ولاسيما مع انقطاع الأخبار الواردة عنهم، في ظل المنع المستمر من الزيارة، والاكتفاء بالرسائل المسربة التي تتحدث عن أوضاعهم الكارثية.
ودعت الشبكة جميع المصريين بالداخل والخارج لمساندة هؤلاء المقهورين، بعد التواطؤ المفضوح بين السلطة القضائية والنيابة العامة وأجهزة الأمن لإهدار وسلب حقوقهم التي كفلها الدستور والقانون.
الرسالة رصدتها العديد من المنظمات الحقوقية وذكرت أن الانتهاكات والتجاوزات التي تُركتب بحق المعتقلين بإشراف ضابط الأمن الوطني بالسجن المعروف باسم حركي "حمزة المصري ".
وأشارت الشبكة المصرية إلى أن ملخص الأوضاع المأسوية التي يعيشها مئات المعتقلين كشفت عنه الرسالة في جملتين "اهدموا ممكلة حمزة وأنقذونا.". و"رجعونا العقرب تاني" مقارنة بما كان عليه الحال أثناء وجودهم بسجن العقرب شديد الحراسة 2 سيء السمعة من معاناة وكوارث وموت بالبطيء، إلا أنه وبحسب ما جاء بالرسالة لا يقارن بالأوضاع الحالية.
ضابط الأمن الوطني يساوم المعتقلين ويهددهم
وأضافت أن الرسالة جاءت على هيئة نقاط قد تبدو غير مترابطة، نظرا للخوف الذي يعتري السجناء من احتمالية انكشاف أمرهم، وفيما يلي نص الرسالة كما وردت:
– ضابط الأمن الوطني حمزة المصري يساوم المعتقلين ويهددهم بأهاليهم وتحديدا النساء مقابل التعاون معه والتنازل عن حقوقهم وآدميتهم.
– معتقلو بدر ٣ المرحّلين إلى برج العرب يستغيثون ويطلبون العودة إلى العقرب مرة أخرى.
– ممكلة حمزة المصري ”أنت بلا كرامة بلا حقوق“ والعقاب التأديب والدواعي والحرمان والتهديد بالأهالي والنساء وجباية الأموال والرشاوى من المعتقلين عن طريق الابتزاز لرفع الأذى.
– إضراب كامل عن الطعام والعلاج للمعتقلين.
– حبس كل من حسن فاروق وإبراهيم مختار ومحمد رضوان وآخرين بالتأديب.
ومحاولة المعتقل حسن فاروق الانتحار اعتراضا على سوء المعاملة وحرمانهم من حقوقهم والتجاوز والإهانة المقصودة.
– أنباء عن الاعتداء على الأستاذ خالد مرسي مسير السياسي السابق ومحاولته قطع شرايينه إثر ضربه وإهانته والاعتداء عليه وتكبيله وهو جالس بالمستشفى لتصديه لابتزاز المعتقلين وجباية الأموال منهم، وتهديدهم بمعرفة ضابط الأمن الوطني حمزة المصري.
استمرار الأوضاع المأساوية
وأكدت الشبكة المصرية أنه بحسب الرسالة المسربة استمرار الأوضاع المأساوية التي يعيشها المعتقلون السياسيون منذ عام ٢٠١٣، دون وجود بارقة أمل في أدنى قدر من تحسن تلك الأوضاع.
حيث أشار المعتقلون إلى أن ظروفهم الحالية أشد وطأة من الفترة التي قضوها في سجن العقرب ، والمعروف بكونه من أسوأ السجون المصرية، إن لم يكن الأسوء على الإطلاق، ما يشي بتعرضهم لمعاملة قاسية ولا تحتمل.
وأضافت أن ما حملته الرسالة في طياتها يفتح الباب واسعا أمام كثير من التكهنات حول الأوضاع المأساوية وغير الآدمية التي يعيشها المعتقلون السياسيون بالسجون ومقار الاحتجاز، في ظل انعدام الرقابة على تلك السجون من قبل النيابة العامة والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وبالتالي إطلاق يد الأجهزة الأمنية في التنكيل بالمعتقلين دون حساب.
374 خبرا عن الانتهاكات داخل السجون خلال الربع الأول من 2023 الجاري
كان مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب قد رصد 374 خبرا عن الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون داخل السجون في حصاده عن أرشيف القهر خلال الربع الأول من العام الجاري 2023 بينها 83 خبرا بانتهاكات خلال يناير الماضي و140 خبرا بانتهاكات خلال فبراير الماضي و151 خلال مارس الماضى .
وجاءت أخبار الانتهاكات متنوعة وتعكس إصرار واستمرار نهج التنكيل بمعتقلي الرأي وعدم احترام أدنى معايير حقوق الإنسان، في ظل ظروف احتجاز قاسية لا تتوافر فيها أدنى معايير سلامة وصحة الإنسان، حيث توفي خلال3 شهور فترة الحصاد 9 مواطنين داخل مقار الاحتجاز التي أضحت مقابر للقتل البطيء لمناهضي ومعارضي النظام الانقلابي في مصر.
وشملت 12 خبرا عن التعذيب و59 خبرا عن حالات التكديرالفردي و57 خبرا عن حالات التكدير الجماعي و30 خبرا عن التدوير و42 خبرا عن حالات الإهمال الطبي و127 خبرا عن حالات الإخفاء القسري و 596 خبرا عن الذين ظهروا بعد إخفاء قسري لمدد متفاوتة أثناء عرضهم على النيابة 38 حالة عنف دولة .
وأوضح الأرشيف أن حالة التعذيب شملت 5 أثناء فترة الاختفاء القسري و2 داخل أمن الدولة و4 حالات داخل السجون وحالة واحدة داخل مركز الشرطة .
أشكال التكدير والتعذيب الفردي
ورصد الأرشيف 58 خبرا للتكدير الفردي تخص 48 معتقلا ومعتقلة بينها 43 داخل السجون و8 داخل النيابة و2 داخل أقسام الشرطة و2 داخل المحكمة ، حيث شملت أشكال التكدير داخل السجون الحبس الانفرادي المطول ، منع من الزيارة لسنوات ، رفض الزيارة رغم وجود تصريح نيابة ، المنع من التريض ، المنع من التواصل مع آخرين في السجن ، منع دخول الطعام والشراب والدواء ، رفض الاتصال بالأهل في حالات الطوارئ ، الحرمان من نزول الجلسات ، الحرمان من أداء الامتحانات ، الحرمان من التواصل مع المحامي ، الحرمان من زيارة مباشرة والإصرار على الكابينة ، الحرمان من الكتب والصحف ، رفض بعض الملابس الضرورية وكتب للمطالعة وراديو للاستماع ، الحرمان من استخدام مكتبة السجن.
وشملت أشكال التكدير في قسم الشرطة ، استمرار الاحتجاز في القسم رغم الحصول على البراءة ، الامتناع عن تنفيذ قرار المحكمة ، كما شملت أشكال التكدير في المحكمة ، ظهورأحد المتهمين مكبل اليدين أمام القاضي الذي لم يعترض على ذلك ، عدم الاستماع إلى شكاوى المحتجزين في سجن بدر ، تأجيل متكرر للجلسات بسبب وقوع "السيستم" قطع الإرسال على المتهمين أثناء التعبير عن شكواهم .
فيما شملت أشكال التكدير في نيابة أمن الدولة ، تجديد الحبس الاحتياطي رغم تجاوز الفترة القانونية، ولذلك فالبعض مضى عليهم 9 سنوات رهن الحبس الاحتياطي ، تدوير على قضايا جديدة أثناء فترة الحبس الاحتياطي.