في الوقت الذي يشيد فيه العالم بالانتخابات النزيهة والديمقراطية التي جرت في تركيا خلال الأيام الماضية أسفرت عن فوز الرئيس رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، بالانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، تتكشف معالم فضيخة انقلابية جديدة بمصر، التي تدار بأمن السيسي ومخابراته، ولا يدينون إلا بالبلطحة والعنف لإدارة المشهد السياسي والنقابي، في تأكيد واضح بأن الدول التي يحكمها عسكر كعساكر السيسي، مصيرها إلى الزوال والتحطم على صخور العسكر.
قال مهندسون إن "بلطجية حزب السلطة “مستقبل وطن” حطموا صناديق الاقتراع و بعثروا أوراق التصويت بعد فشل انقلابهم بنقابة المهندسين، حيث صوّت قرابة 90% ضد سحب الثقة من نقيب المهندسين طارق النبراوي".
وتعرض مقر انعقاد الجمعية العمومية لنقابة المهندسين بقاعة المؤتمرات الثلاثاء لهجوم من بلطجية تابعين لحزب "مستقبل وطن " التابع للأجهزة الأمنية والمخابراتية، قبيل إعلان اللجنة المشرفة رفض الأغلبية سحب الثقة من النقيب طارق النبراوي.
ونشر مهندسون ونشطاء سياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لتحطيم أثاث مقر انعقاد الجمعية، كما تعرضت صناديق الاقتراع للعبث على يد مجموعة مجهولة، في وقت اتهم أنصار النقيب طارق النبراوي الكتلة المحسوبة على حزب مستقبل وطن بافتعال هذه الأزمة.
وقال النبراوي في تصريحات صحفية من مقر الجمعية العمومية: "فوجئنا بهجوم بعض المعارضين علينا بعد طلبهم ببطلان النتيجة، وسعوا إلى البحث عني للاعتداء على كما اعتدوا على العديد من الأشخاص” وذلك في إشارة إلى حزب مستقبل وطن المقرب من عبد الفتاح السيسي.
وأضاف نقيب المهندسين: “تم إبلاغنا أن ميعاد الإعلان عن نتيجة التصويت سيكون في تمام الساعة الـ 10، ومن ثم طالبوا بنصف ساعة آخر، ثم طلبوا مهلة أخرى”، متابعا: “كان هناك تباطؤ وتكاسل في إعلان النتيجة”.
وأشار النبراوي إلى أن المهندس هاني محمود رئيس لجنة الانتخابات المشرفة على تصويت أعضاء الجمعية العمومية، فاجأه باتصال يخبره تنحيه عن رئاسة اللجنة، بالإضافة إلى انسحابه واللجنة، لأنه علم أن "يسري الديب" الأمين العام لنقابة المهندسين أرسل خطابا إلى اللجنة القضائية يطالب بتسلم كافة المستندات، معللا ذلك بأنها لجنة متابعة وليست لجنة انتخابات، حسب قوله وأكمل: “فوجئنا بهجوم بعض المعارضين علينا بعد طلبهم ببطلان النتيجة، وسعوا إلى البحث عني للاعتداء عليّ كما اعتدوا على العديد من الأشخاص” وفق قوله.
وقالت وسائل إعلام أمس، إن "اللجنة المشرفة على الجمعية العمومية لنقابة المهندسين المصريين، انسحبت من منصة إعلان النتيجة، قبل لحظات من إعلان النتيجة بعد هجوم عدد من معارضي المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين على المنصة التي تضم اللجنة المشرفة".
لكن نشطاء قالوا: إن "اللجنة التي تضم قضاة تواطأت مع البلطجية، حيث تلكأت في إعلان النتيجة حتى حضر البلطجية وطالب باعتبار النقيب منتصرا".
وقد أدانت الحركة المدنية الديمقراطية هجوم البلطجية على مقر انعقاد الجمعية العمومية لنقابة المهندسين في قاعة المؤتمرات قبيل إعلان نتيجة سحب الثقة من النقيب والتي رفضت فيها غالبية المهندسين الذين حضروا الجمعية والذين تجاوز عددهم الـ٢٣ ألف مهندس سحب الثقة من النقيب طارق النبراوي.
وذكرت الحركة في بيانها: “لقد قامت مجموعة من البلطجية بهجوم مدبر علي مقر انعقاد الجمعية قبل إعلان النتيجة التي تم فرزها، وأصبحت معلومة للمندوبين المفوضين واللجنة المشرفة والتي رفض خلالها ٩٢٪ من المصوتين سحب الثقة في مقابل ٨٪ ممن وافقوا علي سحب الثقة، وتم تحطيم أثاث اللجنة وضرب المندوبين والتعدي علي لجنة الإشراف على الانتخابات وتعطيل إعلان النتيجة”.
واعتبرت الحركة أن استعمال البلطجة والعنف لتعطيل إعلان نتيجة التصويت في جمعية عمومية لنقابة مهنية هي سابقة خطيرة تحمل دلالات على أن كل الأساليب مباحة في إدارة الصراعات النقابية والسياسية ضد القوى النقابية والسياسية المستقلة، فكل الأساليب بما فيها استدعاء العنف والبلطجة متاحة إذ أتت النتائج علي عكس رغبة هذه “الإرادة” المتنفذة في رسالة قوية لكل القوى المستقلة والمعارضة بل في مواجهة إرادة عموم المواطنين المصريين.
وطالبت الحركة بإعلان النتيجة المعلومة للجميع الآن لتتحول إرادة الجمعية العمومية التي اطلع عليها الكافة من اللجنة المشرفة والمندوبين إلى نتيجة رسمية، وفتح تحقيق فيما حدث ومحاسبة المتورطين في هذه الأحداث الإجرامية وتقديمهم للعدالة الجنائية لينالوا ما يستحقون من عقاب.
هاني ضاحي مرشح السيسي
وشهدت نقابة المهندسين، في الفترة الأخيرة، العديد من الأزمات التي أدت إلى المطالبة بسحب الثقة من النقيب، وعلى أثر ذلك تقدم 1950 عضوا بطلب سحب الثقة من النبراوي، وذلك عقب انقسام شهدته النقابة منذ انعقاد الجمعية العمومية العادية في 6 مارس الماضي، وتبادل الاتهامات بين النقيب وأعضاء في مجلس النقابة.
وكان نحو 24300 عضو قد سجلوا حضورهم في الجمعية العمومية.
وشهدت الجمعية العمومية غير العادية حشودا كبيرة من المهندسين الذين توافدوا منذ الصباح الباكر في الباصات لضمان التصويت للمرشح المنافس، هاني ضاحي، وهو وزير النقل السابق وقيادي بحزب "مستقبل وطن" التابع للأجهزة الأمنية.
وبحسب مصادر نقابية، صدرت تعليمات صارمة من جهاز "الأمن الوطني" للوزارات التي يوجد فيها مهندسون، بضرورة حضور الجمعية العمومية للنقابة، مع التشديد على منع الإجازات اليوم وتوفير وسائل نقل جماعية لمهندسي المحافظات إلى القاهرة.
ويوم الاثنين، أصدر نقيب المهندسين بيانا، قال فيه: "هالتني حالة الاستنفار الهائلة لحزب الأغلبية في البرلمان (مستقبل وطن)، الذي استدعى أعضاءه ولجانه وقواعده من التخصصات كافة لشن حملة ضدي في الأيام الأخيرة، مستعينا بأجهزة الدولة وبعض الوزارات، لمحاولة توجيه إرادة المهندسين بأسلوب الضغط والترهيب والترغيب".
وفاز النبراوي بمقعد نقيب المهندسين في مارس العام الماضي، بعدما أطاح بمرشح الحكومة وقتها، هاني ضاحي.