ارتفعت حصيلة الحرب الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 32 ألفا و845 شهيدا و75 ألفا و392 مصابا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع اليوم الاثنين.
وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي: “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي الى 32845 شهيدا و75392 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
وأضافت أن “الاحتلال الاسرائيلي يرتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 63 شهيدا، و94 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
وأوضحت أنه “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وفي السياق ذاته، ناشدت الوزارة، المجتمع الدولي لإعادة تشغيل مستشفى ناصر بمدينة خان يونس (جنوب) بعد أن أخرجه جيش الاحتلال عن الخدمة.
وقالت الوزارة في بيان، إنها تناشد “كافة المؤسسات الدولية والأممية والمجتمع الدولي بذل الجهود لإعادة تشغيل مستشفى ناصر، و إعطاء الحماية للمؤسسات الصحية”.
وأكدت أن “خروج مستشفى ناصر من الخدمة يعتبر ضربة قاصمة للخدمة الصحية، التي تقلصت إلى أدنى مستوياتها، ويحرم المرضى من الحصول على الخدمات العلاجية، لا سيما بعد فقدان الجزء الأكبر من الخدمات في شمال القطاع”.
وفي فبراير الماضي خرج المستشفى عن الخدمة جراء عملية شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخله، وأسفرت عن دمار وقتلى وجرحى ومعتقلين، وسط اتهامات للاحتلال بتدمير القطاع الصحي لزيادة معاناة نحو 2.3 مليون فلسطيني بغزة.
فظائع بمستشفى الشفاء
وفي الإطار ذاته، روى فلسطينيون كانوا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه “الفظائع” التي ارتكبتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها للمستشفى على مدار 14 يوما قبل انسحابها منه فجر الاثنين، ما أسفر عن كارثة إنسانية ودمار هائل.
وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، بشكل كامل من داخل مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به غربي مدينة غزة.
وقال شهود عيان للأناضول، إن قوات جيش الاحتلال انسحبت بشكل كامل من داخل مستشفى الشفاء والأحياء السكنية المحيطة بها باتجاه مناطق جنوب حي تل الهوى، جنوبي غرب مدينة غزة.
ونقلت الوكالة عن الممرض لؤي أبو عاصي، الذي ظل بالمستشفى طوال فترة اقتحامه، قوله إنه كان يعمل في مبنى الجراحات التخصصية بمجمع الشفاء الطبي عندما اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى بشكل مفاجئ عند الساعة 2: 00 (12: 00 ت.غ) بعد منتصف الليل في تاريخ 18 مارس الماضي.
وأضاف أبو عاصي: “قبل اقتحام المستشفى تم استهداف غرفة في مبنى الجراحات التخصصية بشكل مباشر واستشهد بعض النازحين وأصيب عدد من الطواقم الطبية بعد ذلك تم اقتحام بوابة المستشفى وحصار جميع مبانيها من القوات الإسرائيلية بشكل كامل”.
وتابع: “عندما حاصرت قوات الجيش مباني المستشفى نادوا علينا وأبلغنا الجنود بأن المكان محاصر وحذرونا من التحرك أو الوقوف أمام النوافذ”.
وأردف: “مكثفنا 24 ساعة لم يتحرك أحد من المبنى وكان الرصاص ينهمر على المبنى من جميع الأماكن وقطعوا الاتصالات عنا بشكل كامل والكهرباء ولم يكن هناك مياه أو طعام”.
وأشار أنه “في اليوم التالي طلبوا من النازحين المتواجدين في المبنى الخروج منه فخرج الرجال أولا ثم النساء وكانت قوات الجيش تعتقل العشرات من هؤلاء النازحين وتفرج عن البقية وتطلب منهم مغادرة المستشفى إلى جنوبي قطاع غزة”.
وأوضح أنه “بعد ذلك بدأ الجيش بالتعامل مع الطواقم الطبية فطلبوا منا الخروج من المبنى واعتقلوا عددا من الأطباء وأجبروهم على نزع ملابسهم وقاموا بتعذيبهم بساحة المستشفى”.
ووفق الممرض أبو عاصي، “تم نقل بقية الأطقم الطبية والمرضى من مبنى الجراحات إلى مبنى الاستقبال والطوارئ وهناك تركوهم يومين بدون مياه أو طعام ومنعوا عنهم الدواء أو إدخال أي أدوات طبية لهم”.
وقال: “بعد ذلك كانوا ينادوا علينا بالاسم ويأخذوا كل واحد منا ويحققوا معه ويجبروه على نزع ملابسه”.
وأضاف: “تم اعتقال عدد من النازحين والأطقم الطبية وآخرون تم قتلهم وهناك أشخاص لا نعرف إن كان الجيش اعتقلهم أم قتلهم فهم مفقودين حتى اللحظة”.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقله لمدة 12 ساعة وحقق معه واعتدى عليه الجنود بالضرب قبل أن يتم الإفراج عنه واحتجازه مع بقية المرضى والأطقم الطبية في مبنى “الأمير نايف” في المستشفى.
وتابع: “مكثنا في مبنى الأمير نايف 5 أيام بدون طعام أو دواء والمرضى كانوا لا يستطيعوا التحرك وبعضهم لديه شلل كامل”.
وأشار إلى أن جروح المصابين تعفنت وخرج منها الدود بسبب عدم تمكننا من توفير أي رعاية طبية لهم.
وقال الممرض الفلسطيني: “قوات الجيش نقلتنا بعد ذلك إلى مبنى آخر في المستشفى وبدأت بإدخال كميات ضئيلة من الطعام والمياه لنا. كميات الطعام التي كان من المفترض أن تخصص لشخص واحد كان الجيش يطلب منها توزيعها على 20 شخص. المرضى كانوا يصرخون من الألم والجوع وبعضهم فارق الحياة”.
دار للموت
من جانبه، أدان الطبيب النرويجي مادس جيلبرت، تحويل جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة إلى أنقاض، وقال: “لقد حولت إسرائيل والولايات المتحدة دار الشفاء إلى دار للموت”.
وقال جيلبرت الذي عمل في مستشفى الشفاء لمدة 16 عاماً في منشور على منصة إكس، الاثنين، أن دولة الاحتلال دمرت مستشفى الشفاء الذي يضم 700 سريراً والذي يعد أهم مجمع طبي في غزة.
وتابع قائلا: “مستشفى الشفاء حولته إسرائيل والولايات المتحدة إلى بيت الموت، حيث أُحرق وتحول إلى ركام، وتحول إلى قبر للمرضى والطواقم الطبية وأقربائهم واللاجئين”.
وأردف: “هذا مؤشر واضح على سياسات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي القاسية والشريرة التي تهدف إلى تدمير الشعب الفلسطيني ومؤسساته الاجتماعية”.
واستطرد: “يجب على حكومات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أن تخجل من دعمها لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل”.